حديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرحمة على الصغير وإكرام الكبير

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا».

حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (٣٥٣)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (١٨٦)، وصحّحه الحاكم (٤/ ١٧٦) كلهم من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا أبو صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك الفهم الصحيح والعمل الصالح. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يجمع بين أصلي الرحمة والتوقير اللذين يقوم عليهما بناء المجتمع المسلم.

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود، وغيرهم).


أولاً. شرح المفردات:


● لَيْسَ مِنَّا: أي ليس على هدينا وطريقتنا وسنتنا، أو ليس من جماعتنا في الخلق والسلوك. وهي صيغة تفيد التغليظ والتحذير الشديد من هذا الفعل.
● يَرْحَمْ: من الرحمة، وهي الرأفة والشفقة والعطف، ومعاملة الصغير بلطف وحنان.
● صَغِيرَنَا: يشمل الأطفال الصغار في السن، ومن هو دون المرء في العلم أو المكانة.
● يُوَقِّرْ: من التوقير، وهو التعظيم والإجلال وإعطاء الكبير حقه من الاحترام والتقدير.
● كَبِيرَنَا: يشمل من تقدم في السن، وكذلك العالم، وذو الفضل، وولي الأمر.


ثانياً. شرح الحديث:


يُعرِّف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بمنهجية المجتمع المسلم المتراحم المتكامل، ويُخرج من دائرة الاقتداء الكامل به صلى الله عليه وسلم ومن اتباع سنته من فقد هذين الخلقين العظيمين.
● "لَيْسَ مِنَّا": هذا نفي للانتساب الكامل إلى السنة والهدي النبوي، وليس نفيًا للإيمان أو الإسلام بالكلية، فهو تحذير من التقصير في هذه الحقوق العظيمة، وفيه تغليظ وتأكيد على أهمية هذا الخلق.
● "مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا": الرحمة بالصغير تشمل جميع صور العطف والرعاية: من تعليمه، واللين معه، والمسح على رأسه، ومداعبته أحيانًا، وتحمله إذا أخطأ، وتوجيهه برفق، والإنفاق عليه، وحمايته من الأذى. والصغير يحتاج إلى الرحمة لضعفه وقلة علمه وتجربته.
● "وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا": التوقير للكبير يشمل جميع صور الاحترام: من الوقار في الحديث معه، وتقديمه في الأمور، واستشارته، والإنصات له، وعدم رفع الصوت عليه، ومساعدته إذا احتاج، وتقديره لعلمه أو سنه أو فضله. والكبير يستحق التوقير لما اكتسبه من علم وتجربة وخبرة، ولما قدمه للمجتمع.
فالحديث يربط بين حقين متكاملين: حق الضعيف (الصغير) بالرحمة، وحق القوي (الكبير) بالتوقير، ليحقق المجتمع توازنه وسلامته.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بناء المجتمع المتكامل: الإسلام يبني مجتمعًا متلاحمًا يقوم على التكافل والتوقير بين جميع فئاته، فلا انفصام بين الصغير والكبير.
2- الرحمة سمة أساسية للمؤمن: فالمؤمن رحيم بجميع الخلق، وبالصغار على وجه الخصوص، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أرحم الناس بالصبيان.
3- تقدير elders والخبرة: التوقير هو اعتراف بفضل من سبقونا وسخروا عمرهم وعلمهم في خدمة المجتمع والدين.
4- تحذير من القسوة والجفاء: الحديث ينهى عن قسوة القلب، وجفاء التعامل، وعدم المبالاة بمشاعر الآخرين وحقوقهم.
5- التربية على القيم: على الوالدين والمربين غرس هاتين القيمتين في الأطفال: الرحمة لمن هم أصغر، والتوقير لمن هم أكبر.
6- شُمولية المعنى: "صغيرنا" و"كبيرنا" قد يشملان المعنى المادي (الصغير في السن، الكبير في السن) والمعنى المعنوي (قليل العلم، العالم الجليل).


رابعاً. معلومات إضافية:


- من مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالصغار: كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي في الصلاة فيخففها رحمة بأمه، وكان يحمل أمامة بنت زينب وهو يصلي، ويطول السجود لأن الحسن أو الحسين ركب على ظهره.
- من مظاهر توقيره للكبار: كان صلى الله عليه وسلم يوقر أهل العلم والفضل، ويجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يقوم لأحد، لكنه كان يعظم أهل الفضل ويجلسهم في صدر المجلس.
- هذا الحديث يندرج تحت القاعدة النبوية العامة: «مَنْ لَا يَرْحَمْ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللَّهُ» (متفق عليه).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يرحم الصغير ويوقر الكبير، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب المفرد (٣٥٣)، وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (١٨٦)، وصحّحه الحاكم (٤/ ١٧٦) كلهم من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا أبو صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صخر وهو حميد بن زياد حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 92 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا

  • 📜 حديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب