حديث: الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل المتحابين في الله

عن أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد يومًا مع أصحاب رسول الله ﷺ كانوا أول إمارة عمر بن الخطّاب، قال: فجلست مجلسا فيه بضعة
وعشرون كلّهم يذكرون حديث رسول الله ﷺ وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيء، وهو أشب القوم شبابا فإذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردوه إليه فحدثهم حديثهم فبينما عائذ الله جالس معهم في حلقتهم أقيمت الصّلاة ففرقت بينهم فأقسم لي ما مرت عليه ليلة من الدَّهر لا مرض شديد سقمه، ولا حاجة مهمة أطول عليه من تلك الليلة رجاء أن يصبح فتلقاهم، قال: قال فغدا إلى المسجد فأقبل، وأدبر فلم يصادف منهم أحدًا، ثمّ هجر الرواح فأقبل وأدبر فإذا هو بالفتى الذي كان بالأمس يشيرون إليه بحديثهم يُصَلِّي إلى أسطوانة في المسجد فقام عائذ الله إلى الأسطوانة التي بين يديه فلمّا قضى صلاته أسند ظهره إليها فجعلت أنظر إليه حتَّى علم أن لي إليه حاجة قال: قلت قد صليت أصلحك الله؟، فقال الفتى: نعم، قلت: فقمت فجلست مقابله محتبيا لا هو يحدثني شيئًا ولا أنا أبدأه بشيء حتَّى ظننت أن الصّلاة مفرقة بيننا، قال: قلت: أصلحك الله حَدَّثَنِي فوالله! إني لأحبك وأحب حديثك قال: آلله إنك لتحبني وتحب حديثي؟، قلت: والله! الذي لا إله إِلَّا هو! إني لأحبك وأحب حديثك، فقال الفتى: لم تحبني وتحبط حديثي والله! ما بيني وبينك قرابة ولا أعطيتك مالا؟ قال: قلت: أحبك من جلال الله، قال له: إنك لتحبني من جلال الله؟، قلت له: والله! لأحبك من جلال الله، قال: فأخذ بحبوتي فبسطها إليه حتَّى أدناني منه ثمّ قال: أبشر فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إِلَّا ظله». فلمّا حَدَّثَنِي بهذا الحديث أقيمت الصّلاة قال: قلت من أنت يا عبد الله؟، قال: معاذ بن جبل، وكان عائذ الله يكثر أن يحدث حديث معاذ بن جبل.

حسن: رواه البزّار (٢٦٧٢)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٧٨) كلاهما من حديث عبد الحميد بن بهرام، قال: أخبرنا شهر بن حوشب، قال: أخبرنا عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد يومًا مع أصحاب رسول الله ﷺ فذكر الحديث مع القصة بطوله كما هو عند البزّار، واختصره الطبراني، ورواه أحمد (٢٢٠٣١) من طريق الحجاج بن الأسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، فحذف الواسطة ومن ذكره أقام الإسناد.

عن أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد يومًا مع أصحاب رسول الله ﷺ كانوا أول إمارة عمر بن الخطّاب، قال: فجلست مجلسا فيه بضعة
وعشرون كلّهم يذكرون حديث رسول الله ﷺ وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيء، وهو أشب القوم شبابا فإذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردوه إليه فحدثهم حديثهم فبينما عائذ الله جالس معهم في حلقتهم أقيمت الصّلاة ففرقت بينهم فأقسم لي ما مرت عليه ليلة من الدَّهر لا مرض شديد سقمه، ولا حاجة مهمة أطول عليه من تلك الليلة رجاء أن يصبح فتلقاهم، قال: قال فغدا إلى المسجد فأقبل، وأدبر فلم يصادف منهم أحدًا، ثمّ هجر الرواح فأقبل وأدبر فإذا هو بالفتى الذي كان بالأمس يشيرون إليه بحديثهم يُصَلِّي إلى أسطوانة في المسجد فقام عائذ الله إلى الأسطوانة التي بين يديه فلمّا قضى صلاته أسند ظهره إليها فجعلت أنظر إليه حتَّى علم أن لي إليه حاجة قال: قلت قد صليت أصلحك الله؟، فقال الفتى: نعم، قلت: فقمت فجلست مقابله محتبيا لا هو يحدثني شيئًا ولا أنا أبدأه بشيء حتَّى ظننت أن الصّلاة مفرقة بيننا، قال: قلت: أصلحك الله حَدَّثَنِي فوالله! إني لأحبك وأحب حديثك قال: آلله إنك لتحبني وتحب حديثي؟، قلت: والله! الذي لا إله إِلَّا هو! إني لأحبك وأحب حديثك، فقال الفتى: لم تحبني وتحبط حديثي والله! ما بيني وبينك قرابة ولا أعطيتك مالا؟ قال: قلت: أحبك من جلال الله، قال له: إنك لتحبني من جلال الله؟، قلت له: والله! لأحبك من جلال الله، قال: فأخذ بحبوتي فبسطها إليه حتَّى أدناني منه ثمّ قال: أبشر فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إنَّ الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إِلَّا ظله». فلمّا حَدَّثَنِي بهذا الحديث أقيمت الصّلاة قال: قلت من أنت يا عبد الله؟، قال: معاذ بن جبل، وكان عائذ الله يكثر أن يحدث حديث معاذ بن جبل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● أول إمارة عمر: بداية خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
● شديد الأدمة: أسمر البشرة
● حلو المنطق: فصيح اللسان، طيب الكلام
● وضيء: مشرق الوجه
● أشب القوم: أكملهم شبابًا وأقواهم
● احتسبا: ضم الركبتين إلى البطن بالأيدي
● حبوتي: طرف ثوبه أو ردائه

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي أبو إدريس عائذ الله بن عبد الله قصة لقائه بالشاب العالم الذي كان مرجعًا لأصحاب رسول الله ﷺ في الفتوى والحديث. وقد بدأت القصة بمجلس علم في مسجد رسول الله ﷺ بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب، حيث كان شابٌ مميزٌ في علمه وأدبه وحسن هيئته.
لما انقطع المجلس بسبب الصلاة، اشتد شوق أبي إدريس للقاء ذلك الشاب مرة أخرى ليتعلم منه، حتى وصف أن ليلته تلك كانت أطول ليلة في حياته شوقًا للقائه.
عندما التقى به بعد صلاة الفجر، أبدى له محبته لوجه الله، فتفاجأ الشاب من هذه المحبة التي لا سبب لها سوى الله. وبعد تأكيد أبي إدريس على أن محبته لله تعالى، بشرّه معاذ بن جبل - الذي تبين أنه هو ذلك الشاب - ببشرى عظيمة من رسول الله ﷺ.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل مجالس العلم: الحديث يصور هيبة مجالس العلم وحلقات الذكر التي كان يعقدها الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ.
2- تواضع العلماء: معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو من كبار الصحابة وعلمائهم، كان يجلس مع الناس ويعلمهم بتواضع عظيم.
3- المحبة في الله: الحوار بين أبي إدريس ومعاذ يبرز مفهوم المحبة الخالصة لله تعالى، التي لا تبتغي شيئًا سوى وجه الله.
4- البشرى العظيمة: الحديث يذكر فضل المتحابين في الله، وأنهم سيكونون في ظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله.
5- الشوق للعلم: حرص أبي إدريس على طلب العلم ومتابعة العلماء، حتى إنه لم ينم ليلته شوقًا للقاء معاذ.

رابعًا. معلومات إضافية:


● معاذ بن جبل: هو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل الأنصاري، من كبار الصحابة، وكان يسمى "أعلم الأمة بالحلال والحرام" كما وصفه النبي ﷺ.
● الحديث المذكور: جزء من حديث أطول عن المحبة في الله، وهو متفق عليه في الصحاح.
● المنهجية في طلب العلم: القصة تظهر أدب الطالب مع العالم، وكيفية التلقي والاستفادة.
نسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه، والمستظلين بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزّار (٢٦٧٢)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٧٨) كلاهما من حديث عبد الحميد بن بهرام، قال: أخبرنا شهر بن حوشب، قال: أخبرنا عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد يومًا مع أصحاب رسول الله ﷺ فذكر الحديث مع القصة بطوله كما هو عند البزّار، واختصره الطبراني، ورواه أحمد (٢٢٠٣١) من طريق الحجاج بن الأسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، فحذف الواسطة ومن ذكره أقام الإسناد.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه ما ينكر عليه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 123 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

  • 📜 حديث: الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب