حديث: قتل عبد الله بن سهل وخروج النبي ﷺ دِيَته من عنده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إكرام الكبير في الكلام

عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خديج، أن محيصة بن مسعود، وعبد الله بن سهل، انطلقا قبل خيبر، فتفرقا في النخل، فقتل عبد الله بن سهل، فاتهموا اليهود، فجاء أخوه عبد الرحمن، وابنا عمه حويصة، ومحيصة إلى النبي ﷺ، فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه، وهو أصغر منهم، فقال رسول الله ﷺ: «كبر الكبر»، أو قال: «ليبدأ الأكبر»، فتكلما في أمر صاحبهما، فقال رسول الله ﷺ: «يقسم خمسون منكم على رجل منهم، فيدفع برمته»، قالوا: أمر لم نشهده، كيف نحلف؟ قال: «فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم»، قالوا: يا رسول الله! قوم كفار؟ قال: فوداه رسول الله ﷺ من قبله، قال سهل: فدخلت مربدا لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها.

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٤٣، ٦١٤٢)، ومسلم في القسامة (١٦٦٩: ٢) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خديج، فذكراه.

عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خديج، أن محيصة بن مسعود، وعبد الله بن سهل، انطلقا قبل خيبر، فتفرقا في النخل، فقتل عبد الله بن سهل، فاتهموا اليهود، فجاء أخوه عبد الرحمن، وابنا عمه حويصة، ومحيصة إلى النبي ﷺ، فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه، وهو أصغر منهم، فقال رسول الله ﷺ: «كبر الكبر»، أو قال: «ليبدأ الأكبر»، فتكلما في أمر صاحبهما، فقال رسول الله ﷺ: «يقسم خمسون منكم على رجل منهم، فيدفع برمته»، قالوا: أمر لم نشهده، كيف نحلف؟ قال: «فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم»، قالوا: يا رسول الله! قوم كفار؟ قال: فوداه رسول الله ﷺ من قبله، قال سهل: فدخلت مربدا لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في صحيح البخاري وغيره، وفيه قصة مقتل عبد الله بن سهل رضي الله عنه، وما جرى من حكم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الواقعة. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولًا:

شرح مفردات الحديث:
● خيبر: مدينة كبيرة كانت تسكنها قبائل يهودية في شمال المدينة، فتحها المسلمون في السنة السابعة للهجرة.
● تفرقا في النخل: أي ذهب كل منهما في جهة ضمن пальм.
● وداه: الدية، أي دفع النبي صلى الله عليه وسلم دية القتيل.
● مربد: مكان يُجفَّف فيه التمر.
● ركضتني ناقة: ضربتني برجلها.


ثانيًا. شرح الحديث:


القصة الأولى: مقتل عبد الله بن سهل:
انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود إلى خيبر -وكانت قد فتحت وصارت تحت حكم المسلمين-، وتفرقا بين النخيل، فوجد عبد الله بن سهل مقتولًا. وشكّ الناس في اليهود، لأنهم كانوا هناك، ولما كان بين المسلمين واليهود عداوة.
القصة الثانية: المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
جاء أخوه عبد الرحمن بن سهل وابنا عمه حويصة ومحيصة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشكوا الأمر ويطلبوا العدل. وعبد الرحمن كان أصغرهم سنًا، فتكلم أولًا، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبدأ الأكبر سنًا؛ تأدبًا مع الكبار واحترامًا لهم.
القصة الثالثة: حكم النبي صلى الله عليه وسلم:
لما تكلم الكبار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقسم خمسون منكم على رجل منهم، فيدفع برمته». أي: إذا حلف خمسون رجلًا من المسلمين أن اليهودي قَتَلَهُ، فإنهم يدفعون الدية كاملة. لكن الصحابة استنكروا ذلك؛ لأنهم لم يشهدوا القتل بعينهم، فقالوا: "كيف نحلف على شيء لم نره؟".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فتبرئكم يهود بأيمان خمسين منهم». أي: إذن فليحلف خمسون من اليهود أنهم لم يقتلوه، فيتبرؤوا من الدية. فقال الصحابة: "يا رسول الله، قوم كفار!"، أي كيف نقبل يمين الكفار؟!
القصة الرابعة: تصرف النبي صلى الله عليه وسلم الحكيم:
عندها، ورعايةً للصحابة وتجنبًا للمشقة، وداه النبي صلى الله عليه وسلم من عنده، أي دفع الدية من بيت المال تطييبًا لقلوب أهل القتيل، وحسمًا للنزاع.
القصة الخامسة: دلالة على صدق القصة:
وفي آخر الحديث، يقول سهل بن أبي حثمة: إنه دخل يومًا مكانًا لهم يجففون فيه التمر، فضربته ناقة من تلك الإبل التي دُفعت ديةً برجلها؛ مما يدل على أن القصة حقيقية وواقعية.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- احترام الكبار وتقديمهم في الكلام والمشورة: وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «كبر الكبر» أو «ليبدأ الأكبر».
2- العدل واجب حتى مع غير المسلمين: فقد عرض النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود أن يحلفوا ليبرؤوا أنفسهم.
3- الورع وعدم الحلف على الشك: حيث امتنع الصحابة عن الحلف لأنهم لم يشهدوا الواقعة.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ورعايته لأمته: حيث تحمل الدية من بيت المال تسكينًا للقلوب وحفظًا للجماعة.
5- بيان أن الدية كانت من الإبل: كما في قصة الناقة التي ركضت سهلًا.


رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الدية في قتل الخطأ كانت معروفة ومقررة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- وفيه بيان لحسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وحلمه وحكمته في فض النزاعات.
- كما يدل على أن اليهود كانوا تحت حكم المسلمين بعد فتح خيبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحكم بينهم بالعدل.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦١٤٣، ٦١٤٢)، ومسلم في القسامة (١٦٦٩: ٢) كلاهما من طريق حماد بن زيد، حدثنا يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن سهل بن أبي حثمة، ورافع بن خديج، فذكراه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 94 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قتل عبد الله بن سهل وخروج النبي ﷺ دِيَته من عنده

  • 📜 حديث: قتل عبد الله بن سهل وخروج النبي ﷺ دِيَته من عنده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قتل عبد الله بن سهل وخروج النبي ﷺ دِيَته من عنده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قتل عبد الله بن سهل وخروج النبي ﷺ دِيَته من عنده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قتل عبد الله بن سهل وخروج النبي ﷺ دِيَته من عنده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب