حديث: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل الستر

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».

صحيح: رواه أبو داود (٤٨٧٨)، وأحمد (١٣٣٤٠)، والبيهقي في الآداب (١٣٨) كلهم من حديث أبي المغيرة، قال: حدثنا صفوان قال: حدثني راشد بن سعد، وعبد الرحمن بن جبير، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم. هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه يصف لنا مشهداً من مشاهد الإسراء والمعراج، وهو تحذير شديد من خلق ذميم، وشرحه كما يلي:

أولاً. شرح المفردات:


● عُرِجَ بي: أي صعد بي إلى السماوات في رحلة المعراج.
● أظفار من نحاس: الأظفار جمع ظفر، وهو ما يحيط بأطراف الأصابع، والنحاس معدن قاسٍ وحاد.
● يخمشون: يخدشون ويجرحون بشدة.
● يأكلون لحوم الناس: كناية عن اغتيابهم والوقوع في أعراضهم بالغيبة والنميمة.
● يقعون في أعراضهم: يعيبونهم ويذكرونهم بما يكرهون.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ أنه أثناء رحلة المعراج، مر على قوم يعذبون في النار، وكانت لهم أظفار مصنوعة من النحاس، قوية وحادة، وكانوا يستخدمونها في خدش وجوههم وصدورهم، مما يسبب لهم ألماً وعذاباً شديداً. فسأل النبي ﷺ جبريل عليه السلام عن هؤلاء المعذبين، فأخبره أنهم الذين كانوا في الدنيا "يأكلون لحوم الناس"، أي يغتابونهم ويذكرونهم بالسوء في غيابهم، "ويقعون في أعراضهم"، أي ينتقصون من أقدارهم ويسبونهم ويشتمونهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- عظم ذنب الغيبة والسب: هذا الحديث يبين خطورة الغيبة والانتقاص من أعراض الناس، حتى إنه جعل عذاب فاعله بهذه الصورة البشعة.
2- الجزاء من جنس العمل: كما أنهم كانوا يمزقون أعراض الناس بألسنتهم في الدنيا، فقد جوزوا بأن تمزق أجسادهم بأظفار من نحاس في الآخرة.
3- تحريم الغيبة: فالغيبة من كبائر الذنوب، وقد شبهها الله بأكل لحم الأخ الميت، فقال تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ بَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12].
4- الحفاظ على أعراض المسلمين: يجب على المسلم أن يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة والسب، وأن يتذكر أن كل كلمة يقولها محصاة عليه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أبو داود وأحمد، وهو حسن.
- الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه.
- من أسباب النجاة من هذا الذنب: استحضار مراقبة الله، وتذكر العاقبة، والانشغال بعيوب النفس بدلاً من عيوب الآخرين.
نسأل الله أن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٧٨)، وأحمد (١٣٣٤٠)، والبيهقي في الآداب (١٣٨) كلهم من حديث أبي المغيرة، قال: حدثنا صفوان قال: حدثني راشد بن سعد، وعبد الرحمن بن جبير، عن أنس بن مالك، قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي من رجال الجماعة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

  • 📜 حديث: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب