حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو خلقك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أعظم الذنوب أن يقتل الرّجل ولده خشية أن يأكل معه

عن عبد الله بن مسعود، قال: سألت رسول الله ﷺ أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قال: قلت له: إن ذلك لعظيم، قال: قلت: ثمّ
أي؟ قال: «ثمّ أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» قال: قلت: ثمّ أي؟ قال: «ثمّ أن تزاني حليلة جارك».
زاد في رواية: وأنزل الله تصديق قول النَّبِيّ ﷺ: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨].

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦٠٠١)، ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما من طريق منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود، قال: سألت رسول الله ﷺ أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قال: قلت له: إن ذلك لعظيم، قال: قلت: ثمّ
أي؟ قال: «ثمّ أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» قال: قلت: ثمّ أي؟ قال: «ثمّ أن تزاني حليلة جارك».
زاد في رواية: وأنزل الله تصديق قول النَّبِيّ ﷺ: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان: ٦٨].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والمُخرَّج في الصحيحين (البخاري ومسلم)، يبيّن لنا بعض أكبر الكبائر وأعظم الذنوب عند الله تعالى. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أي الذنب أعظم: أي: أي الإثم أكبر وأشد جرماً.
● أن تجعل لله ندا: الندّ: هو المثيل والنظير. أي أن تتخذ مع الله إلهاً آخر تعبده.
● مخافة أن يطعم معك: أي تخشى أن يشاركك في طعامك ورزقك، فينقص نصيبك.
● أن تزاني حليلة جارك: الزنى: هو الجماع المحرم. وحليلة الجار: هي زوجة جارك.
● يَلْقَ أَثَامًا: الأثام: هو العقاب الشديد والوزر العظيم.

ثانياً. شرح الحديث:


يسأل عبد الله بن مسعود رسول الله ﷺ عن أعظم الذنوب عند الله، فيجيب النبي ﷺ مُرتباً إياها حسب عظمها:
1- الشرك بالله (أن تجعل لله ندا وهو خلقك):
- هذا هو أعظم الذنوب على الإطلاق وهو الشرك الأكبر، وهو أن تعبد مع الله غيره، أو تتخذ له نداً وشريكاً في العبادة أو في الربوبية. وهو أعظم الظلم، لأنك تنسب النعمة والخَلق لغير من هو أهل لها. وقوله: (وهو خلقك) تذكير بالنعمة العظيمة، فكيف تُجحد النعمة ويُعبد غير المنعم؟!
2- قتل الولد مخافة الإملاق (أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك):
- هذه الجريمة كانت شائعة في الجاهلية، حيث كانوا يئدون البنات خشية الفقر أو العار. والحديث ينهى عن هذا الفعل الشنيع، وهو قتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها إلا بالحق. وهو يجمع بين عدة كبائر: القتل، وجحود نعمة الولد، وسوء الظن بالله تعالى الذي هو الرزاق ذو القوة المتين.
3- الزنا بزوجة الجار (أن تزاني حليلة جارك):
- الزنى من الكبائر المهلكة، ولكنه يزداد شناعة إذا كان مع زوجة الجار، لأنه يجمع بين عدة مفاسد:
● الزنى نفسه.
● غشيان محارم الناس والاعتداء على أعراضهم.
● خيانة الأمانة، فالجار له حق عظيم، والاعتداء على حرمته من أشد الخيانة.
● تفكيك الأسرة وإدخال العداوة والبغضاء بين الناس.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان خطورة الشرك: فهو الذنب الذي لا يغفر إذا مات صاحبه عليه، وهو أعظم الذنوب وأكبرها. وهو يحبط جميع الأعمال.
2- تقديم التوحيد: كلما كان الذنب متعلقاً بحق الله تعالى مباشرة، كان أعظم إثماً. فالشرك هو الاعتداء على حق الله الأعظم وهو التوحيد.
3- حرمة النفس البشرية: يؤكد الحديث على عظم جريمة القتل، خاصة قتل الأبناء الذي هو من أفظع الجرائم وأكثرها قسوة.
4- سوء الظن بالله: قتل الولد بسبب الخوف من الفقر reflects سوء الظن بالله تعالى وقدرته على الرزق، وهو منافٍ لكمال الإيمان.
5- قدسية العلاقات الاجتماعية: جريمة الزنا بزوجة الجار تهدم أعلى درجات الثقة والأمان في المجتمع، وهو ما يجعلها من الكبائر العظيمة.
6- التدرج في بيان الشر: بيان النبي ﷺ للذنوب مرتبة من الأكبر إلى ما دونه فيه تربية للأمة على فهم مقاصد الشريعة ومعرفة أوزار الذنوب.
7- ارتباط السنة بالقرآن: الزيادة في الرواية التي ذكرت الآية الكريمة من سورة الفرقان (68) تؤكد على أن سنة النبي ﷺ موضحة للقرآن ومبينة له. فالآية ذكرت هذه الكبائر الثلاث (الشرك، القتل، الزنا) مجتمعة، وجاء الحديث ليبين أشدها وعظمها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تحدد الكبائر، وهي الذنوب التي توعد الله عليها بعذاب خاص.
- الحديث يرد على من يستخف ببعض الذنوب، ويظهر أن الذنوب ليست متساوية في الإثم.
- فيه تحذير شديد من التساهل في حقوق الجوار، والتي أكد عليها الإسلام كثيراً.
- يعلمنا النبي ﷺ أدب السؤال والاستفهام، حيث كان ابن مسعود يسأل: "ثم أي؟" ليعرف ما يليها في العظمة.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا الذنوب والخطايا، وأن يعيذنا من الشرك والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأدب (٦٠٠١)، ومسلم في الإيمان (٨٦) كلاهما من طريق منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، فذكره. والسياق لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو خلقك

  • 📜 حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو خلقك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو خلقك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو خلقك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو خلقك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب