حديث: لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإخاء والحلف

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حلف في الإسلام، وكل حلف كان في الجاهليّة فلم يزده الإسلام إِلَّا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة».

حسن: رواه ابن جرير انطبري في تفسيره (٦/ ٦٨٣) عن أبي كريب قال: ثنا مصعب بن المقدام، عن إسرائيل بن يونس، عن محمد بن عبد الرحمن، مولى آل طلحة، عن عكرمة، عن ابن
عباس، قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حلف في الإسلام، وكل حلف كان في الجاهليّة فلم يزده الإسلام إِلَّا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حلف في الإسلام، وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة».


1. شرح المفردات:


● حَلِف: أي عهد أو ميثاق أو معاهدة بين القبائل أو الأفراد.
● الجَاهِلِيَّة: الفترة التي سبقت بعثة النبي ﷺ، وكانت characterized بالجهل والضلال.
● حُمُر النَّعَم: الإبل الحمراء، وهي من أنفس أموال العرب وأغلاها، فكأنه يقول: لو أعطيت كل الإبل الحمراء في الدنيا.
● دار النَّدْوَة: مكان اجتماع قريش للتشاور، وكان الحلف الذي عقده النبي ﷺ مع قريش قبل الهجرة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يوضح موقف الإسلام من الأحلاف والمواثيق التي كانت قائمة في الجاهلية، ويبين أن الإسلام لم يأتِ ليهدم كل ما سبقه، بل يقر الصالح منه ويصحح المسار.
● "لا حلف في الإسلام": أي لا حلف على عصبية جاهلية أو تعصب قبلي باطل، كالتحالف على الظلم أو الاعتداء على الآخرين. فالإسلام يرفض الأحلاف القائمة على العصبية والجاهلية. لكنه لا يمنع الأحلاف المشروعة التي تقوم على التعاون على البر والتقوى، كحلف الفضول الذي أقره النبي ﷺ.
● "وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا شدة": أي أن الأحلاف التي كانت قائمة في الجاهلية على أساس الشرف والعدل وحماية المظلوم، فإن الإسلام لم يلغها، بل أقرها وزادها قوة وتأكيدًا، لأن الإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق.
● "وما يسرني أن لي حمر النعم، وأني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة": هذا تأكيد على أهمية الوفاء بالعهد، حتى لو كان عهدًا تم في الجاهلية. فالنبي ﷺ يعلن أنه لا يفضل كل أموال الدنيا على الوفاء بذلك الحلف، مما يدل على عظم مكانة الوفاء بالعهد في الإسلام.


3. الدروس المستفادة:


1- الوفاء بالعهود والمواثيق: الإسلام يحث على الوفاء بالعهود، حتى لو كانت من عهد الجاهلية، ما دامت لا تخالف شرع الله.
2- إقرار الصالح من تراث الجاهلية: الإسلام لم يهدم كل ما سبقه، بل أقر ما كان صالحًا وزاده قوة، ورفض ما كان فاسدًا.
3- رفض العصبية والقبلية: الإسلام يرفض الأحلاف القائمة على العصبية والظلم، ويشجع على التعاون على البر والتقوى.
4- تقديم القيم الأخلاقية على الماديات: النبي ﷺ فضل الوفاء بالعهد على كل أموال الدنيا، مما يدل على عظم قيمة الأخلاق في الإسلام.


4. معلومات إضافية:


● الحلف الذي في دار الندوة: هو حلف عقده النبي ﷺ مع قريش قبل الهجرة، وكان من بنوده حماية الضعفاء والوفاء بالعهد.
● حلف الفضول: من الأحلاف التي أقرها الإسلام، وكان يحث على نصرة المظلوم والعدل.
● الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني.

فالحمد لله الذي جعلنا من أمة الوفاء والعهد، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير انطبري في تفسيره (٦/ ٦٨٣) عن أبي كريب قال: ثنا مصعب بن المقدام، عن إسرائيل بن يونس، عن محمد بن عبد الرحمن، مولى آل طلحة، عن عكرمة، عن ابن
عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل مصعب بن المقدام فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (٢٩٠٩)، وأبو يعلى (٢٣٣٦)، وعنه ابن حبَّان (٤٣٧٠)، والطَّبرانيّ (١١/ ٢٨١، ٢٨٢)، والطبري في تفسيره (٦/ ٦٨٣) كلّهم من طريق شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
قال الهيثميّ في «المجمع»: «رواه أبو يعلى وأحمد ورجالهما رجال الصَّحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن فيه شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي الكوفي أبو عبد الله سيء الحفظ.
وسماك هو ابن حرب بن أوس صدوق، ولكن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره، فكان ربما يتلقن، ولكن في غير عكرمة لا بأس به وقد توبع في الإسناد الأوّل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 227 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا

  • 📜 حديث: لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الإسلام إلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب