حديث: لا تحدثوا حلفا في الإسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الإخاء والحلف

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: لما فتح على رسول الله ﷺ مكة قال: فذكر الخطبة بطولها وجاء فيها: «وأوفوا بحلف الجاهليّة فإن الإسلام لم يزده إِلَّا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام».

حسن: رواه أحمد (٦٩٣٣)، والتِّرمذيّ (١٥٨٥) كلاهما من حديث يزيد، أخبرنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: لما فتح على رسول الله ﷺ مكة قال: فذكر الخطبة بطولها وجاء فيها: «وأوفوا بحلف الجاهليّة فإن الإسلام لم يزده إِلَّا شدة، ولا تحدثوا حلفا في الإسلام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم له دلالات مهمة في بناء المجتمع المسلم وتعاملاته، وإليك الشرح الوافي له:

الحديث بلفظه كاملاً (كما في مصادره):


عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لما فتح على رسول الله ﷺ مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «... وَأَوْفُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا يُحْدَثُ فِي الْإِسْلَامِ حِلْفٌ...».
(رواه أبو داود في سننه، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


● فَتح على رسول الله ﷺ مكة: أي عندما أنعم الله عليه بفتح مكة دون قتال يذكر، وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة.
● حِلْفَ الْجَاهِلِيَّةِ: الحلف هو العهد والمواثقة بين القبائل أو الأفراد على التناصر والتكافل. والجاهلية هي الفترة التي قبل الإسلام.
● لَا يَزِيدُهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً: أي أن الإسلام لا يزيد هذا الحلف إلا تأكيداً وتوثيقاً وقوة، لأنه دين الوفاء بالعهود.
● لَا يُحْدَثُ فِي الْإِسْلَامِ حِلْفٌ: أي لا يُعقد حلف جديد في الإسلام على أساس عصبية قبلية أو تناصر على الباطل.


2. شرح الحديث:


يأتي هذا الحديث في سياق خطبة النبي ﷺ بعد فتح مكة، وهو يضع الأسس لنظام اجتماعي جديد يقوم على الأخوة في الإيمان بدلاً من العصبية القبلية.
● الوفاء بحلف الجاهلية: أمر النبي ﷺ بالوفاء بالعهود والمواثيق التي كانت بين القبائل في الجاهلية، ما دامت لا تخالف شرع الله (كالحلف على الظلم أو الاعتداء). فالإسلام يأمر بالوفاء بالعهود حتى مع غير المسلمين، فكيف بما كان بين المسلمين أنفسهم قبل إسلامهم؟ وهذا من كمال مكارم الأخلاق في الإسلام.
● الإسلام يزيده شدة: أي أن مبدأ الوفاء بالعهد موجود في الإسلام وأقوى، فإذا كان الحلف في الجاهلية يُوفى به، ففي الإسلام أولى. بل إن الإسلام يضفي على الوفاء صبغة دينية وثواباً أخروياً.
● لا تحدثوا حلفاً في الإسلام: هذا نهي عن إحياء عصبية الجاهلية. فالمجتمع الإسلامي الجديد يقوم على رابطة العقيدة ("إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ") وليس على رابطة الدم أو القبيلة. فلا حاجة بعد اليوم إلى أحلاف قبلية، لأن الأمة كلها أمة واحدة تحت راية "لا إله إلا الله".


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الوفاء بالعهد خلق إسلامي أصيل: الإسلام يحترم العهود السابقة التي لا تصطدم مع مبادئه، ويأمر بالوفاء بها، مما يدل على عدالة الإسلام ومراعاته للواقع الاجتماعي.
2- محاربة العصبية الجاهلية: يهدف الإسلام إلى هدم النظم القبلية التي تفرق المجتمع، ويبني نظاماً جديداً قوامه الأخوة الإيمانية. النهي عن "إحداث حلف" هو قطع لدابر الفتنة والفرقة.
3- المرونة والحكمة في التشريع: لم يأمر الإسلام بقطع كل ما كان في الجاهلية، بل أمضى ما كان فيه خير ولم يعارض الشرع، وهذا من حكمة النبي ﷺ في قيادة المجتمع переходي.
4- بناء مجتمع متماسك: الحديث يرسخ مفهوم أن قوة المجتمع لا تأتي من تحالفات القبائل، بل من تماسك الأمة under مظلة الإسلام والتقوى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصادر الحديث: رواه أبو داود في سننه (كتاب الأقضية، باب في الوفاء بحلف الجاهلية) والطبراني، وحسنه أو صححه عدد من العلماء كالألباني.
● الفرق بين الحلف الجاهلي والتناصر الإسلامي: الحلف الجاهلي كان for النصرة بالقومية بغض النظر عن الحق والباطل. أما في الإسلام، فالتناصر يكون على الحق والتقوى، قال تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة: 2).
● التطبيق المعاصر: يمكن تطبيق هذا المبدأ في الوفاء بالعقود والاتفاقيات الدولية والعملية التي لا تخالف الشريعة، والتركيز على وحدة الصف الإسلامي بدلاً من التحالفات القائمة على المصالح الضيقة.
أسأل الله أن يكون الشرح قد وضح وبلغ الفائدة المرجوة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٩٣٣)، والتِّرمذيّ (١٥٨٥) كلاهما من حديث يزيد، أخبرنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: «حسن صحيح».
وفي معناه ما روي أيضًا عن قيس بن عاصم أنه سأل النَّبِيّ ﷺ عن الحلف فقال: «ما كان من حلف في الجاهليّة فتمسكوا به، ولا حلف في الإسلام».
رواه أحمد (٢٠٦١٣، ٢٠٦١٤)، والطَّبرانيّ (١٨/ ٣٣٧)، والبزّار - كشف الأستار (١٩١٥)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٣٩٦) كلّهم من حديث مغيرة، عن أبيه، عن شعبة بن التوأم، عن قيس بن عاصم، فذكره.
وأبو المغيرة هو مقسم الضبي لم يرو عنه غير ابنه المغيرة، كذا ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وابن حبَّان في ثقاته فهو في عداد المجهولين.
وكذلك في الإسناد شعبة بن التوأم روى عنه مقسم الضبي والهيثم بن زيد وغيرهما، ولم يوثقه غير ابن حبَّان، قال البخاريّ: قال شعبة بن التوأم: أتينا ابن مسعود في زمن عمر، كذا في التعجيل.
وأمّا قول ابن حجر في الإتحاف (١٤/ ٧٣٠) بعد عزوه إلى ابن حبَّان: «صورته مرسل» فهو كما قال فإنه قال فيه: «عن شعبة بن التوأم، أن قيس بن عاصم سأل النَّبِيّ ﷺ فكأن شعبة لم يسمع من قيس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 226 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تحدثوا حلفا في الإسلام

  • 📜 حديث: لا تحدثوا حلفا في الإسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تحدثوا حلفا في الإسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تحدثوا حلفا في الإسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تحدثوا حلفا في الإسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب