حديث: لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الإخاء والحلف
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٥٣٠) من حديث زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير بن مطعم، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتبرين:
الحديث بلفظه:
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَيَّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود، والنسائي، وأحمد)
1. شرح المفردات:
* حلف: الحِلْفُ (بكسر الحاء) هو العهد والمواثقة والمعاقدة بين شخصين أو قبيلتين أو أكثر على التناصر والتكافل. وهو ما يُعرف في الجاهلية بالحلف أو "التحالف القبلي".
* في الإسلام: أي في شريعة الإسلام ودستوره، بعد أن أكمل الله الدين.
* الجَاهِلِيَّةِ: المراد بها الزمن الذي قبل بعثة النبي ﷺ، وكانت فيه أحكام وعادات وتقاليد تتنافى مع التوحيد والشرع الحنيف.
* لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً: أي أن الإسلام لم ينقض ذلك الحلف أو يبطله، بل أقره وأكد عليه وجعله أوثق وأمتن مما كان عليه.
2. شرح الحديث:
يحتوي هذا الحديث على حكمين عظيمين:
الحكم الأول: «لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ»
* المعنى: ليس في دين الإسلام حلفٌ على أساس العصبية القبلية أو النسب أو العرق، كما كان الأمر في الجاهلية، حيث كانت القبائل تتحالف ضد أخرى للظلم والعدوان وشن الغارات. فالإسلام أبطل هذه الأحلاف الجاهلية القائمة على أسباب باطلة.
* التفصيل: هذا النفي ليس على إطلاقه، بل هو نفي للحلف الجاهلي الباطل. أما الأحلاف المشروعة التي تقوم على التقوى والتعاون على البر والخير ونصرة المظلوم، فهي باقية ومشروعة. وقد قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. فالممنوع هو الحلف على العصبية والقطيعة والعدوان، والمشروع هو التعاون على الخير والفضيلة.
الحكم الثاني: «وَأَيَّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً»
* المعنى: أي أن أي حلف كان موجوداً بين القبائل في الجاهلية، وكان قائماً على أمرٍ صحيحٍ ومقصدٍ شريفٍ، كالتعاون على نصرة المظلوم ومنع الظلم وحماية الجار، فإن الإسلام لم يبطله، بل أقره ودعمه وزاده قوة ومتانة وتأكيداً. لأن الإسلام جاء بمقاصد هذه الأحلاف الصحيحة وزاد عليها بآصرة الإيمان.
* التفصيل: هذا من رحمة الإسلام وعدله، حيث لم يهدم كل ما كان في الجاهلية، بل أمضى الصالح منه وأقره، ورفض الطالح وأبطله. فالحلف الذي كان على الخير أصبح مؤيداً بعهد الله ورسوله، فصار أوثق وأشد.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- إبطال العصبية الجاهلية: يبين الحديث أن الإسلام قطع دابر العصبية القبلية والحمية للجنس أو اللون أو الأرض، وجعل أساس العلاقة بين الناس هو التقوى والإيمان. قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
2- العدل وإنصاف الناس: من حكمة الشريعة أنها لم تهدم كل ما سبقها، بل نظرت فيه، فأقرت الصالح وألغيت الطالح. وهذا منهج عادل في التعامل مع التراث والعادات السابقة.
3- الحث على التعاون على الخير: الإسلام يشجع كل شكل من أشكال التعاون والتآلف الذي يقوي روابط المجتمع ويؤلف بين القلوب، طالما كان ذلك في إطار الشرع وفي سبيل الخير والبر.
4- مراعاة المصالح العامة: إقرار الأحلاف الجاهلية النافعة كان من باب مراعاة المصالح العامة ودرء المفاسد، وعدم إثارة الفتنة بين من دخل في الإسلام من القبائل المختلفة.
5- سماحة الإسلام وواقعيته: demonstrates the practicality and tolerance of Islam, as it incorporated pre-Islamic customs that were beneficial, easing the transition for new converts and fostering social cohesion.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* مناسبة الحديث: كان العرب في الجاهلية يعقدون الأحلاف لأسباب مختلفة، فلما جاء الإسلام، التفتوا لمعرفة مصير تلك الأحلاف والعهود، فبين النبي ﷺ هذا الموقف الحكيم.
* الفرق بين الحلف والعهد: العهد في الإسلام أعم، فهو يشمل عهد الله مع عباده، وعهد المسلمين مع غيرهم (كمعاهدات السلم)، أما الحلف في هذا الحديث فمقصور على ما كان بين القبائل.
* التطبيق المعاصر: يمكن تطبيق روح هذا الحديث في عصرنا في إقرار كل اتفاقية أو معاهدة أو تحالف بين الدول أو المجتمعات إذا كانت أهدافها مشروعة (كالتعاون الاقتصادي، العلمي، مكافحة الجريمة...)، ورفض تلك التي تهدف إلى العدوان أو الظلم أو الهيمنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 225 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 200 من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث...
- 201 من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن كن له حجابا...
- 202 من عال ثلاثًا من البنات فهو في الجنة
- 203 البنات المؤنسات الغاليات
- 204 أي الذنب أعظم عند الله؟ أن تجعل لله ندا وهو...
- 205 كان النبي ﷺ يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب
- 206 الرحمة شرط لنيل رحمة الله
- 207 من نزع الله من قلبه الرحمة
- 208 وضع صبيا في حجره يحنكه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه
- 209 اللهم ارحمهما فإني أرحمهما
- 210 دعها أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي ثم أبلي وأخلقي
- 211 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا
- 212 مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد
- 213 آل أبي ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين
- 214 الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم...
- 215 رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس
- 216 إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه
- 217 من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة
- 218 المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره
- 219 المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
- 220 المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن
- 221 المؤمن مرآة المؤمن
- 222 إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
- 223 قد حالف النبي ﷺ بين قريش والأنصار في داري
- 224 آخى رسول الله بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن...
- 225 لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 226 لا تحدثوا حلفا في الإسلام
- 227 لا حلف في الإسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم...
- 228 المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
- 229 لا تشير إلى أخيك بالسلاح
- 230 من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه
- 231 من حمل علينا السلاح فليس منا
- 232 تحريم حمل السلاح على المسلمين
- 233 من حمل السلاح على المسلمين فليس منهم
- 234 من حمل علينا السلاح فليس منا.
- 235 ليمسك على نصالها بكفه
- 236 خذ بنصال النبل عند المرور في المجالس
- 237 أمسك بنصالها لا تخدش مسلما
- 238 لا يمر بنبل المسجد إلا آخذًا بنصولها
- 239 لا يحل لمسلم أن يروع مسلما
- 240 من رد عن عرض أخيه رد الله عنه نار جهنم
- 241 من ذب عن لحم أخيه بالغيبة اعتقه الله من النار
- 242 من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم...
- 243 حرمة الاستطالة في عرض المسلم بغير حق
- 244 استطالة المرء في عرض أخيه المسلم
- 245 ينضي المؤمن شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر
- 246 لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
- 247 المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجرُ خبٌّ لئيم
- 248 المؤمن مألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف
- 249 أمرنا النبي بسبع ونهانا عن سبع
معلومات عن حديث: لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
📜 حديث: لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








