المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

حديث: المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «المؤمن مِرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه».

حسن: رواه أبو داود (٤٩١٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٢٣٩)، والبزّار (٨١٠٩) كلّهم من طرق عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: «المؤمن مِرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فحديثنا اليوم هو حديث شريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن مِرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه».
أخرجه أبو داود في سننه، وهو حسن.

شرح المفردات:

● مِرآة: أي كالمرآة التي تظهر ما فيها من عيوب أو محاسن، فالمؤمن يعكس لأخيه الحق ويبين له ما خفي عليه.
● أخو المؤمن: تأكيد على الأخوة الإيمانية التي تجمع بين المؤمنين، وهي رابطة أقوى من روابط النسب.
● يكف عليه ضيعته: أي يمنع عنه ما يضيع عليه دينه أو دنياه، ويسد خلله، ويقوم بأمره إذا غاب أو عجز.
● يحوطه من ورائه: أي يحميه ويدافع عنه، ويقف معه في الشدائد، ويذود عن عرضه وماله ودينه.

شرح الحديث:

هذا الحديث العظيم يضع لنا أسس العلاقة بين المؤمنين، وهي علاقة تقوم على النصيحة والإخاء والمواساة والحماية.
1- «المؤمن مرآة المؤمن»:
شبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بأخيه المؤمن بالمرآة، لأن المرآة تُظهر للإنسان ما لا يراه بنفسه من عيوب في وجهه أو هيئته، وكذلك المؤمن الصادق يُظهر لأخيه المؤمن عيوبه وأخطاءه برفق وحكمة، لينبهه عليها ويُرشده إلى الصواب، وذلك من باب النصيحة التي هي من أوثق عرى الإيمان. فالمؤمن لا يُغفل عيوب أخيه، بل ينصحه ويوجهه برحمة وإخلاص.
2- «والمؤمن أخو المؤمن»:
هذه جملة خبرية تحمل معنى الأمر، أي: ليكن المؤمن أخاً للمؤمن، يعامله معاملة الأخ الشفيق، فيشعر بألمه وفرحه، ويواسيه في مصابه، ويعينه في شدته. وهذه الأخوة ليست مجرد كلمة تقال، بل هي رابطة إيمانية قوية تترجم إلى مواقف عملية، كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10].
3- «يكف عليه ضيعته»:
أي أن المؤمن يحفظ شؤون أخيه المؤمن، ويسد حاجته إذا عجز عنها، ويقوم بمصالحه إذا غاب أو شُغل، فلا يتركه يتيه أو يضيع في أمور دينه أو دنياه. وهذا يشمل سد حاجاته المادية والمعنوية، والنصح له في تجارته وعمله وأسرته، وحمايته من كل ما يضره.
4- «ويحوطه من ورائه»:
أي يكون المؤمن سنداً لأخيه وحصناً منيعاً يحميه من الشرور والمكائد، فلا يغتابه ولا يخونه، بل يدافع عنه ويذب عن عرضه وماله ودينه، ويقف معه في الملمات، كما يتولى أمر أهله وولده إذا غاب أو مات. فهو يحوطه من جميع الجهات، لا يتركه فريسة للأعداء أو للأخطار.

الدروس المستفادة:

1. وجوب النصيحة بين المؤمنين، وأن يكون المؤمن صادقاً مع أخيه، يبين له عيوبه برحمة وأدب.
2. تقوية روابط الأخوة الإيمانية، وأن تكون علاقة المؤمنين قائمة على التعاون والتراحم والتآلف.
3. المسؤولية المشتركة بين المؤمنين، فيكفل بعضهم بعضاً، ويقوم القوي بالضعيف، والغني بالفقير.
4. الحماية والدفاع عن المؤمنين، وعدم تركهم لأي خطر يهدد دينهم أو دنياهم.
5. أن المجتمع المسلم يجب أن يكون كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

فوائد إضافية:

- هذا الحديث يدل على عظمة الدين الإسلامي في بناء المجتمعات المتكافلة المتعاونة.
- من تطبيقات هذا الحديث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون على البر والتقوى، والنهي عن الغيبة والنميمة.
- ينبغي للمؤمن أن يكون حريصاً على مصلحة أخيه كما يحرص على مصلحة نفسه.
نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين الحق، الذين ينصحون لإخوانهم، ويتعاونون على البر والتقوى، ويحوطون بعضهم بعضاً بمحبة الله ورسوله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٩١٨)، والبخاري في الأدب المفرد (٢٣٩)، والبزّار (٨١٠٩) كلّهم من طرق عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كثير بن زيد وهو الأسلمي فإنه حسن الحديث.
ورواه الترمذيّ (١٩٢٩) من وجه آخر عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه».
وقال الترمذيّ: «يحيى بن عبيد الله ضعّفه شعبة».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد ضعفه جمهور أهل العلم، وقال ابن حبَّان: «يُروي عن أبيه ما لا أصل له».
ولكن قال ابن عدي: «في بعض ما يرويه ما لا يتابع عليه». يعني أنه قد يتابع في بعض ما
يرويه وهذا منه، ويقوّيه ما قبله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 220 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

📜 حديث: المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: المؤمن مِرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية