حديث: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بإفشاء السلام

عن عبد الله بن سلام، قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله ﷺ، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنتُ وجهَ رسول الله ﷺ عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: «يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام».

صحيح: رواه الترمذي (٢٤٨٥)، وابن ماجه (١٣٣٤)، وأحمد (٢٣٧٨٤)، والحاكم (٤/ ١٥٩، ١٦٠) كلهم من طريق يحيى بن سعيد، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام، فذكره.

عن عبد الله بن سلام، قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة انجفل الناس إليه، وقيل: قدم رسول الله ﷺ، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنتُ وجهَ رسول الله ﷺ عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: «يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وهو حسن. وهو حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكان من أحبار يهود المدينة وعلمائهم، ثم أسلم وحسن إسلامه.

أولاً. شرح المفردات:


● انجفل الناس: أي انطلقوا مسرعين واجتمعوا بكثرة.
● لأنظر إليه: أي لأرى شخصه الكريم وأتأمل فيه.
● استبنتُ وجهه: أي تأملت وجهه وتيقنت ما فيه من Signs الصدق والنور.
● ليس بوجه كذاب: أي أن ملامح وجهه الشريف تظهر الصدق والأمانة، ولا تحمل أي علامة من علامات الكذب أو الخداع.
● أفشوا السلام: أي أنشروا السلام وكثروا من إلقائه بينكم.
● والناس نيام: أي صلوا بالليل حين ينام الناس، وهو إشارة إلى قيام الليل.


ثانياً. شرح الحديث:


يحكي عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وهو من يهود المدينة قبل إسلامه، عن اليوم التاريخي الذي قدم فيه النبي ﷺ إلى المدينة مهاجراً. فلما سمع الناس بقدومه، هرعوا لاستقباله فرحين مسرورين.
وجاء عبد الله بن سلام مع الناس ليرى هذا النبي الذي سمع عنه. فلما رأى وجهه الكريم، استوقفه ما فيه من نور ووقار وصدق، فعلم من أول نظرة أن هذا الوجه لا يمكن أن يكون وجه كذاب، بل هو وجه نبي مرسل.
ثم كان أول ما نطق به النبي ﷺ في مجتمع المدينة الجديد هذه الوصية الجامعة، التي هي بمثابة دستور للأمة الإسلامية في بناء مجتمع متماسك، تقيّ، يقوم على المحبة والتعاون والتقوى.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- علامات الصدق في وجه النبي ﷺ: كان وجهه ﷺ أصدق الوجوه وأنورها، حتى إن من رآه يعرف فيه الصدق. وهذا من دلائل نبوته.
2- أهمية إفشاء السلام: السلام هو تحية الإسلام، وهو سبب للمحبة والألفة بين المسلمين. وإفشاؤه يعني نشره وإظهاره، مما يقوي روابط المجتمع.
3- فضل إطعام الطعام: الحث على الكرم والجود، وإطعام المحتاجين، وصلة الأرحام، والاهتمام بشؤون المسلمين. وهو من أسباب دخول الجنة.
4- قيام الليل: الصلاة حين ينام الناس، أي قيام الليل، وهو من أعظم القربات، ويغفر الله به الذنوب، ويرفع به الدرجات.
5- الجمع بين حقوق الله وحقوق العباد: جمع النبي ﷺ في كلماته بين حق الله (الصلاة) وحق العباد (السلام وإطعام الطعام). وهذا من جوامع كلمه ﷺ.
6- الطريق إلى الجنة: هذه الأمور الثلاثة (إفشاء السلام، إطعام الطعام، صلاة الليل) من أسباب دخول الجنة بسلام، أي بأمان من العذاب وسلامة من النار.
7- بداية الدعوة بالتوحيد والمحبة: بدأ النبي ﷺ في المدينة ببناء المجتمع على أساس متين من الأخلاق والعبادة، قبل أي شيء آخر.


ختاماً:


هذا الحديث يعطينا منهجاً واضحاً لحياة إسلامية سعيدة، مجتمعية وأسرية وفردية. فبإفشاء السلام تتحقق المحبة، وبإطعام الطعام يتحقق التكافل، وبقيام الليل تتحقق التقوى والمناجاة.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يفشون السلام، ويطعمون الطعام، ويقومون الليل، ويدخلون الجنة بسلام.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٤٨٥)، وابن ماجه (١٣٣٤)، وأحمد (٢٣٧٨٤)، والحاكم (٤/ ١٥٩، ١٦٠) كلهم من طريق يحيى بن سعيد، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام، فذكره. واللفظ للترمذي.
قال الترمذي: «هذا حديث صحيح».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
ورواه الحاكم (٣/ ١٣) من وجه آخر عن عوف بن أبي جميلة وقال: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 346 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام

  • 📜 حديث: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب