حديث: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأمر بإفشاء السلام

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
وفي لفظ: «والذي نفسي بيده! لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٥٤) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
وفي لفظ: «والذي نفسي بيده! لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يربط بين الإيمان الحقيقي والمحبة الأخوية، ويوجه إلى وسيلة عملية لتحقيق تلك المحبة. وإليك الشرح المفصل له:

### أولاً. شرح المفردات
● حتى تؤمنوا: الإيمان هنا ليس مجرد التصديق القلبي، بل هو الإيمان الكامل الذي يمتزج بشغاف القلوب وتشهد عليه الجوارح بالأعمال الصالحة.
● تحابوا: أي تتبادلوا المحبة والود والصفاء القلبي، وتتآلفوا وتتعاونوا على البر والتقوى.
● أفشوا السلام: (أفشوا) من الإفشاء وهو النشر والإظهار والإكثار منه. والسلام هو تحية الإسلام المعروفة: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وهي دعاء بالأمن والسلامة والرحمة للمسلم.

### ثانياً. شرح الحديث
يحتوي هذا الحديث على عدة حلقات مترابطة يربطها النبي صلى الله عليه وسلم في سلسلة واحدة:
1- الغاية الكبرى: الجنة
يبدأ الحديث بالتذكير بالهدف الأسمى للمسلم وهو دخول الجنة، ويقرر أن هذا الدخول مشروط.
2- الشرط الأول: الإيمان الكامل
يُقرر النبي صلى الله عليه وسلم حقيقةً لا محيد عنها: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا». وهذا الإيمان ليس مجرد ادعاء، بل هو إيمان يغمر القلب والجوارح، يشمل الاعتقاد والقول والعمل. واليمين بالقسم في الرواية الأخرى «والذي نفسي بيده!» يؤكد على عظمة هذا الشرط وخطورته، ويجعلها حقيقةً لا شك فيها.
3- الشرط الثاني: المحبة الأخوية
ثم يربط النبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الإيمان الكامل وبين المحبة في الله، فيقول: «ولا تؤمنوا حتى تحابوا». أي أن الإيمان الحقيقي الكامل لا يتحقق في المجتمع المسلم إلا إذا سادت فيه روابط المحبة والأخوة. فالمؤمن الحق لا يمكن أن يكون شَحَّاذًا حاقدًا أو منعزلاً عن إخوانه، بل جزء من كمال إيمانه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
4- الوسيلة العملية: إفشاء السلام
بعد أن بين الشرط، قدم الحل العملي لتحقيقه، فقال: «أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
فجعل إفشاء السلام هو المفتاح السحري لباب المحبة. والسلام ليس مجرد كلمة تقال، بل هو:
* دعاء: تدعو لأخيك بالأمن والرحمة.
* إشعار بالأمان: يشعر المسلم أخاه بأنه بين أهله وإخوانه، فلا خوف عليه منهم.
* سبب للتوادد: تبادل التحية يفتح القلوب، ويكسر الحواجز، ويذيب الجليد بين الناس، ويقوي أواصر المودة.

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الترابط الوثيق بين الإيمان والمحبة: لا ينفك إيمان المرء عن محبته لإخوانه المسلمين وحرصه على توادهم وتراحمهم.
2- السلام ليس عادةً بل عبادة: إفشاء السلام من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سبب عظيم للأجر والمحبة، وفيه إحياء لشعار هذه الأمة.
3- البعد الاجتماعي في الإسلام: الإسلام دين مجتمع متآلف، يحرص على بناء جسور المحبة بين أفراده، ويحذر من القطيعة والتدابر.
4- الحكمة النبوية في تقديم الحلول العملية: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بتشخيص الداء (نقص المحبة)، بل وصف الدواء الناجع (إفشاء السلام).
5- تفاضل المسلمين في الإيمان: كلما كان المسلم أكثر بذلاً للسلام وحبًا لإخوانه، كان إيمانه أكمل وأقوى.

### رابعاً. معلومات إضافية مفيدة
● فضل إفشاء السلام: وردت أحاديث كثيرة في فضله، منها أنه من أسباب مغفرة الذنوب، ودخول الجنة، وأنه أحد الأمور التي تُوجب المحبة الكاملة للإيمان.
● آداب السلام: يستحب أن يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي. وأن يرد السلام بأحسن منه أو بمثله.
● السلام اسم من أسماء الله الحسنى: فإذا قلته، فكأنك تدعو بأن يحفظ الله أخاك ويؤمنه، فهي تحية مباركة طيبة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين إذا أُوتوا فرحوا، وإذا أصابهم بلاء صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا، وأن يرزقنا الإيمان الكامل، والمحبة في الله، ويدخلنا جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٥٤) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 341 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا

  • 📜 حديث: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب