حديث: لا تقل عليك السلام فإنها تحية الميت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كراهية أن يقول: عليك السلام

عن أبي جري جابر بن سليم، قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله ﷺ، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: «لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك» قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: «أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته، أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء - أو فلاة - فضلت راحلتك فدعوته، ردها عليك»، قال: قلت: اعهد إلي، قال: «لا تسبن أحدا» قال: فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا، ولا شاة، قال: «ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه».

صحيح: رواه أبو داود (٤٠٨٤) واللفظ له، والترمذي (٢٧٢٢)، والبيهقي في الشعب (٥٧٣٠) كلهم من حديث أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي، عن أبي تميمة الهُجيمي، عن جابر بن سليم، فذكره.

عن أبي جري جابر بن سليم، قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله ﷺ، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: «لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك» قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: «أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته، أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء - أو فلاة - فضلت راحلتك فدعوته، ردها عليك»، قال: قلت: اعهد إلي، قال: «لا تسبن أحدا» قال: فما سببت بعده حرا، ولا عبدا، ولا بعيرا، ولا شاة، قال: «ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي جُرَي جابر بن سليم، قال: رأيت رجلاً يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئاً إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول الله ﷺ، قلت: عليك السلام يا رسول الله، مرتين، قال: «لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك» قال: قلت: أنت رسول الله؟ قال: «أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته، أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء - أو فلاة - فضلت راحلتك فدعوته، ردها عليك»، قال: قلت: اعهد إلي، قال: «لا تسبن أحداً» قال: فما سببت بعده حراً، ولا عبداً، ولا بعيراً، ولا شاة، قال: «ولا تحقرن شيئاً من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه».
رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.


1. شرح المفردات:


● يصدُر الناس عن رأيه: أي يرجعون إلى قوله ويأخذون برأيه.
● عليك السلام: السلام عليك (بكسر اللام).
● عام سَنة: سنة قحط وجدب.
● قفراء أو فلاة: أرض خالية ليس فيها أنيس.
● فضلت راحلتك: ضلت ونفرت.
● لا تَسُبَّنَّ أحداً: لا تَشْتُمَنَّ أحداً.
● لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً: لا تستصغرن أي عمل خير.
● منبسط إليه وجهك: طليق الوجه مبتسم.
● ارفع إزارك: ارفع ثوبك.
● إسبال الإزار: إطالة الثوب وجرّه على الأرض.
● المخيلة: الكبر والخيلاء.
● عيّرك: عابك وذكر عيوبك.
● وبال ذلك عليه: عاقبته وضرره عليه.


2. شرح الحديث:


قَسَّمْتُ الشرح إلى مقاطع ليسهُل فهمه:
المقطع الأول: لقاء الصحابي بالنبي ﷺ وأدب التحية
- رأى الصحابي جابر بن سليم رجلاً يُحاط به الناس، يُصغون إلى كلامه ويأخذون برأيه، فاستفسر عن هويته، فقيل له: إنه رسول الله ﷺ.
- بادر الصحابي بقوله: "عليك السلام يا رسول الله"، فنبّهه النبي ﷺ إلى أن صيغة "عليك السلام" هي تحية الموتى، والأفضل أن يقول المسلم لأخيه: "السلام عليك"، وهي تحية الأحياء التي فيها دعاء بالسلامة والبركة.
المقطع الثاني: تعريف النبي ﷺ بنفسه وبيان فضله
- بعد أن تأكد الصحابي أنه أمام النبي ﷺ، عرّف النبي بنفسه تعريفاً يتضمن جواز التعريف بالنفس إذا اقتضت المصلحة ذلك.
- وصف النبي ﷺ نفسه بأنه رسول الله الذي يستجاب دعاؤه، وذلك في ثلاث حالات:
1. عند نزول الضرّ والبلاء.
2. عند حصول القحط والجدب.
3. عند الضياع في الأرض القفراء وفقدان الراحلة.
- هذا بيان لعظيم منزلة النبي ﷺ عند ربه، وأنه باب عظيم من أبواب رحمة الله بالأمة.
المقطع الثالث: الوصايا النبوية الجامعة
طلب الصحابي من النبي ﷺ وصية جامعة، فأعطاه النبي ﷺ وصايا عظيمة:
1- النهي عن السباب: "لا تَسُبَّنَّ أحداً"، وهو نهي عن شتم الناس أو الحيوانات، وحث على حفظ اللسان. وقد التزم الصحابي بهذه الوصية التزاماً تاماً.
2- عدم احتقار المعروف: "ولا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً"، أي لا تستصغرن أي عمل خير، ولو كان قليلاً، فالقليل مع الإخلاص قد يكون سبباً في نجاتك.
3- بشاشة الوجه: "وأن تكلّم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك"، أي طليق الوجه مبتسم، فهذا من المعروف الذي يزرع المحبة ويذهب الوحشة.
4- آداب اللباس: "وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين"، أي أن يكون الثوب معتدلاً لا يزيد على الكعبين، والكعبان هما العظمان الناتئان في أسفل الساق.
- "وإياك وإسبال الإزار"، أي إطالة الثوب وجرّه على الأرض.
- "فإنها من المخيلة"، أي من الكبر والخيلاء، وهي صفة مذمومة.
- "وإن الله لا يحب المخيلة"، تأكيد على ذم الكبر والاختيال.
5- التحلي بحسن الخلق: "وإن امرؤ شتمك وعيّرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه"، أي إذا شتمك أحد وذكر عيوبك التي فيك، فلا تقابله بمثل فعله، بل اصبر واحتسب، فإن عقوبة ذلك عليه.
- وهذا من أعلى درجات الحلم وكظم الغيظ.


3. الدروس المستفادة منه:


1- أدب التحية: وجوب استخدام تحية الإسلام بالصيغة المشروعة: "السلام عليكم"، وعدم استخدام صيغة "عليك السلام" لأنها للموتى.
2. **منزلة النبي
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٠٨٤) واللفظ له، والترمذي (٢٧٢٢)، والبيهقي في الشعب (٥٧٣٠) كلهم من حديث أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي، عن أبي تميمة الهُجيمي، عن جابر بن سليم، فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وصحّحه الحاكم (٤/ ١٨٦) وأخرج نحوه أحمد (٢٠٦٣٥) كلاهما من طريق أبي تميمة الهجيمي، عن جابر به نحوه.
والكلام عليه مبسوط في كتاب اللباس.
قوله: «عليك السلام تحية الميت» قال الخطابي: «يوهم أن السنة في تحية الميت أن يقال له: عليك السلام كما يفعله كثير من العامة».
وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه دخل المقبرة فقال: «السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين» فقدم الدعاء على اسم المدعو له كهو في تحية الأحياء، وإنما قال ذلك القول منه إشارة إلى ما جرت به العادة منهم في تحية الأموات، إذ كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء وهو مذكور في أشعارهم كقول الشاعر:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما
وكقول الشماخ:
عليك سلام من أديم وباركت ... ويد الله في ذاك الأديم الممزّق
فالسنة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات». اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 363 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقل عليك السلام فإنها تحية الميت

  • 📜 حديث: لا تقل عليك السلام فإنها تحية الميت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تقل عليك السلام فإنها تحية الميت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تقل عليك السلام فإنها تحية الميت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تقل عليك السلام فإنها تحية الميت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب