الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

حديث: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

عن أبي موسى الأشعري، قال: جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم هذا عبد الله بن قيس، فلم يأذن له، فقال: السلام عليكم هذا أبو موسى، السلام عليكم هذا الأشعري، ثم انصرف، فقال: رُدُّوا علي، رُدُّوا علي، فجاء فقال: يا أبا موسى! ما ردك؟ كنا في شغل، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع» قال: لتأتيني على هذا ببينة، وإلا فعلت وفعلت، فذهب أبو موسى. قال عمر: إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشية، وإن لم يجد بينة فلم تجدوه، فلما أن جاء بالعشي وجدوه، قال: يا أبا موسى! ما تقول؟ أقد وجدت؟ قال: نعم، أبي بن كعب، قال: عدل، قال: يا أبا الطفيل ما يقول هذا؟ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول ذلك يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله ﷺ، قال: سبحان الله إنما سمعت شيئا، فأحببت أن أتثبت.

صحيح: رواه مسلم في الآداب (٢١٥٤: ٣٧) عن حسين بن حريث أبو عمار، حدثنا الفضل بن موسى، أخبرنا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة، وفق منهج أهل السنة والجماعة.

الحديث:

عن أبي موسى الأشعري قال: جاء أبو موسى إلى عمر بن الخطاب فقال: السلام عليكم هذا عبد الله بن قيس، فلم يأذن له، فقال: السلام عليكم هذا أبو موسى، السلام عليكم هذا الأشعري، ثم انصرف، فقال: رُدُّوا علي، رُدُّوا علي، فجاء فقال: يا أبا موسى! ما ردك؟ كنا في شغل، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع» قال: لتأتيني على هذا ببينة، وإلا فعلت وفعلت، فذهب أبو موسى. قال عمر: إن وجد بينة تجدوه عند المنبر عشية، وإن لم يجد بينة فلم تجدوه، فلما أن جاء بالعشي وجدوه، قال: يا أبا موسى! ما تقول؟ أقد وجدت؟ قال: نعم، أبي بن كعب، قال: عدل، قال: يا أبا الطفيل ما يقول هذا؟ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول ذلك يا ابن الخطاب فلا تكونن عذابا على أصحاب رسول الله ﷺ، قال: سبحان الله إنما سمعت شيئا، فأحببت أن أتثبت.

1. شرح المفردات:

● الاستئذان: طلب الإذن للدخول على شخص في بيته أو مجلسه.
● ثلاث: أي ثلاث مرات من السلام أو الطرق.
● بينة: شاهد أو دليل يثبت صحة الحديث.
● عشية: وقت العشي، وهو ما بين الزوال وغروب الشمس.
● عدل: من العدالة، أي شاهدٌ ثقة مقبول الشهادة.
● عذابًا: أي سببًا للعذاب أو المشقة.
● فتثبت: التحقق من صحة الخبر والتأكد منه.

2. شرح الحديث:

يحدثنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنه ذهب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلم يؤذن له بالدخول مباشرة، فكرر السلام ثلاث مرات، كل مرة يعرف نفسه بطريقة مختلفة (عبد الله بن قيس، أبو موسى، الأشعري)، ثم انصرف بعد الثالثة امتثالاً لحديث النبي ﷺ الذي سمعه: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع».
ولما انصرف أبو موسى، ناداه عمر رضي الله عنه ورَدَّه، وسأله عن سبب رجوعه، فذكر له الحديث. فطلب عمر منه أن يأتي بشاهد على صحة هذا الحديث، وإلا فسيؤدبه على ترك الدخول دون سبب مقنع (في روايات: "وإلا فعلت بك وفعلت" أي سأعاقبك).
فذهب أبو موسى يبحث عن شاهد، وتنبأ عمر بأنه إن وجد الشاهد فسيجده عند المنبر في المسجد وقت العصر، وإلا فسيغيب. وجاء أبو موسى بأبي بن كعب رضي الله عنه، وهو صحابي جليل معروف بعدالته، فشهد بأنه سمع النبي ﷺ يقول ذلك الحديث. ثم أنكر أبي بن كعب على عمر تشديده في طلب البينة، قائلاً: "يا ابن الخطاب، فلا تكونن عذابًا على أصحاب رسول الله ﷺ"، فرد عمر متعجبًا ومبررًا فعله بأنه يريد التثبت من صحة الحديث.

3. الدروس المستفادة:

1- وجوب الاستئذان قبل الدخول: وذلك أدبًا واحترامًا لخصوصية الآخرين.
2- الاستئذان ثلاث مرات فقط: فإن لم يؤذن للمستأذن بعد الثالثة، فعليه أن ينصرف.
3- التثبت في نقل الأحاديث: وهذا من حرص الصحابة رضي الله عنهم على دين الله، وعدم نقل ما لم يتحققوا من صحته.
4- عدالة الصحابة وحرصهم على السنة: حيث تحرى عمر رضي الله عنه الصحة، ولم يقبل الحديث حتى شهد به ثقة.
5- الأدب في المعاملة: حتى في المواقف التي قد تبدو فيها مشادة، كان الصحابة يحافظون على الأدب والاحترام.
6- قبول شهادة العدول: وهذا أصل من أصول الشريعة في قبول الأخبار.
7- الحرص على عدم إيذاء المسلمين: كما نبه أبي بن كعب عمر رضي الله عنهما.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث المتعلقة بآداب الاستئذان.
- فيه دليل على أن الاستئذان سنة نبوية، وأن تخلف الإذن بعد الثالثة يعني أن صاحب البيت إما غير راغب في الاستقبال أو مشغول.
- يعتبر هذا الموقف من عمر رضي الله عنه نموذجًا للتحري في الأمور الدينية، خاصة في نقل السنة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بسنة نبيه ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الآداب (٢١٥٤: ٣٧) عن حسين بن حريث أبو عمار، حدثنا الفضل بن موسى، أخبرنا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، قال: فذكره.
قال ابن حجر في الفتح (شرح حديث ٦٢٤٥) بعد ما أشار إلى رواية مسلم المذكورة: «هكذا وقع في هذا الطريق، وطلحة بن يحيى فيه ضعف، ورواية الأكثر أولى أن تكون محفوظة، ويمكن الجمع بأن أبي بن كعب جاء بعد أن شهِدَ أبو سعيد» اهـ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 326 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

📜 حديث: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية