حديث: استقبال الباب من الركن الأيمن أو الأيسر عند الدخول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن المستأذن لا يستقبل الباب من تلقاء وجهه

عن عبد الله بن بسر قال: كان رسول الله ﷺ إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن، أو الأيسر، ويقول: «السلام عليكم، السلام عليكم» وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور.

حسن: رواه أبو داود (٥١٨٦)، وأحمد (١٧٦٩٤)، والبخاري في الأدب المفرد (١٠٧٨) كلهم من طريق بقية بن الوليد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن بسر، قال: فذكره.

عن عبد الله بن بسر قال: كان رسول الله ﷺ إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن، أو الأيسر، ويقول: «السلام عليكم، السلام عليكم» وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه أبو داود في سننه، وفيه دلالة على أدب عظيم من آداب الاستئذان والدخول على الناس، وهو من هدي النبي ﷺ الذي ينبغي للمسلم أن يتأسى به.

أولاً. شرح المفردات:


● لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه: أي لم يقف أمام الباب مباشرةً وبشكل مواجه له.
● من ركنه الأيمن، أو الأيسر: أي يقف إلى جانب الباب، إما جهة اليمين أو جهة اليسار، وليس في وسطه.
● لم يكن عليها يومئذ ستور: أي لم تكن البيوت في ذلك الزمن تحتوي على ستائر أو حواجز تحجب رؤية الداخل عند فتح الباب.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن هدي النبي ﷺ عندما كان يريد أن يزور قوماً في بيوتهم. فكان ﷺ لا يقف أمام الباب مباشرة عندما يقرعه أو يستأذن للدخول، بل يتجنب الوقوف في مواجهة الباب، ويقف إلى جانبه، يميناً أو شمالاً. وكان يقول: «السلام عليكم، السلام عليكم» ليعلم أهل البيت بقدومه.
والحكمة من ذلك - كما بينها الحديث نفسه - أن بيوت ذلك الزمان لم تكن عليها ستور أو أبواب مغلقة تماماً تحجب رؤية الداخل، فكان من الممكن إذا فتح الشخص الباب أن يرى ما في الداخل فجأة، مما قد يؤدي إلى نظر الشخص إلى شيء لا يحب أهل البيت أن يطلع عليه أحد، أو أن يرى أحداً من أهل البيت في حالة غير لائقة.
فكان وقوفه ﷺ إلى جانب الباب حفظاً لعورات البيوت وصيانةً لأهلها من أن ينكشف شيء من أحوالهم الخاصة عند فتح الباب فجأة.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- الحرص على ستر العورات وحماية الخصوصية: الحديث يدل على حرص الإسلام الشديد على حرمة البيوت وخصوصيتها، وصيانة أعراض الناس وأسرار بيوتهم.
2- الرفق بالناس والتلطف معهم: حيث كان النبي ﷺ يختار الأسلوب الأنسب الذي لا يُحرج أهل البيت أو يسبب لهم إزعاجاً.
3- الاستئذان وآدابه: الاستئذان ليس مجرد طرق الباب، بل يشمل كيفية الوقوف وما يقال، وكل ذلك من أجل تحقيق الغاية من الاستئذان، وهي طلب الإذن مع عدم الإضرار بأهل البيت.
4- التأدب بآداب الإسلام حتى في الأمور البسيطة: فالنبي ﷺ علمنا كيف نقف عند الباب، مما يدل على شمولية الإسلام وتكامله.
5- التيسير على الناس ومراعاة أحوالهم: حيث راعى ﷺ حالة البيوت في زمنه التي لم تكن لها ستور، فعدل عن الوقوف أمام الباب مباشرة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الأدب ليس منسوخاً بوجود الأبواب المغلقة أو الستائر في زماننا، بل يبقى الأصل في الاستئذان هو مراعاة هذه الآداب، لأن الحكمة موجودة، وهي صيانة البيوت وحرمتها.
- يستحب تكرار السلام عند الاستئذان إلى ثلاث مرات، فإن لم يُؤذن له انصرف، كما في الأحاديث الأخرى.
- هذا الحديث من مظاهر رحمة النبي ﷺ بأمته وحرصه على تعليمهم كل ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
نسأل الله أن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٨٦)، وأحمد (١٧٦٩٤)، والبخاري في الأدب المفرد (١٠٧٨) كلهم من طريق بقية بن الوليد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن بسر، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد فإنه حسن الحديث إذا صرّح بالتحديث، وقد صرّح في هذا الحديث، وتوبع أيضا.
رواه أحمد (١٧٦٩٢) من طريق إسماعيل بن عياش، والبيهقي في الشعب (٨٤٣٧) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير، ومن طريق يحيى بن سعيد العطار (٨٤٣٨) ثلاثتهم جميعا عن محمد بن عبد الرحمن به نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 336 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: استقبال الباب من الركن الأيمن أو الأيسر عند الدخول

  • 📜 حديث: استقبال الباب من الركن الأيمن أو الأيسر عند الدخول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: استقبال الباب من الركن الأيمن أو الأيسر عند الدخول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: استقبال الباب من الركن الأيمن أو الأيسر عند الدخول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: استقبال الباب من الركن الأيمن أو الأيسر عند الدخول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب