حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صفة الاستئذان

عن أبي سعيد الخدري، قال: كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله ﷺ: «إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع» فقال: والله! لتقيمن عليه ببينة، أمنكم أحد سمعه من النبي ﷺ؟ فقال أبي بن كعب: والله! لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي ﷺ قال ذلك.
وفي رواية: كنا في مجلس عند أبي بن كعب، فأتى أبو موسى الأشعري مغضبا حتى وقف، فقال: أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله ﷺ يقول: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع» قال أبي: وما ذاك؟ قال: استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات، فلم يؤذن لي فرجعت، ثم جئته اليوم فدخلت عليه، فأخبرته، أني جئت أمس فسلمت ثلاثا، ثم انصرفت. قال: قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل، فلو ما استأذنت حتى يؤذن لك قال: استأذنت كما سمعت رسول الله ﷺ قال: فوالله! لأوجعن ظهرك وبطنك، أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا، فقال أبي بن كعب: فوالله! لا يقوم معك إلا أحدثنا سنا، قم، يا أبا سعيد! فقمت حتى أتيت عمر، فقلت: قد سمعت رسول الله ﷺ يقول هذا.

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٤٥)، ومسلم في الآداب (٢١٥٣: ٣٣) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره.

عن أبي سعيد الخدري، قال: كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثا، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله ﷺ: «إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع» فقال: والله! لتقيمن عليه ببينة، أمنكم أحد سمعه من النبي ﷺ؟ فقال أبي بن كعب: والله! لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي ﷺ قال ذلك.
وفي رواية: كنا في مجلس عند أبي بن كعب، فأتى أبو موسى الأشعري مغضبا حتى وقف، فقال: أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله ﷺ يقول: «الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع» قال أبي: وما ذاك؟ قال: استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات، فلم يؤذن لي فرجعت، ثم جئته اليوم فدخلت عليه، فأخبرته، أني جئت أمس فسلمت ثلاثا، ثم انصرفت. قال: قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل، فلو ما استأذنت حتى يؤذن لك قال: استأذنت كما سمعت رسول الله ﷺ قال: فوالله! لأوجعن ظهرك وبطنك، أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا، فقال أبي بن كعب: فوالله! لا يقوم معك إلا أحدثنا سنا، قم، يا أبا سعيد! فقمت حتى أتيت عمر، فقلت: قد سمعت رسول الله ﷺ يقول هذا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النالي:

نص الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان في مجلس من مجالس الأنصار، فجاءهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وهو في حالة اضطراب وخوف، وقال: استأذنت على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث مرات فلم يؤذن لي، فرجعت. فلما لقيه عمر بعد ذلك سأله: ما منعك أن تدخل؟ فأخبره أنه استأذن ثلاثًا فلم يؤذن له فرجع، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع». فاشترط عمر رضي الله عنه أن يأتي ببينة على سماع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، فطلب من الحاضرين من سمع هذا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشهد، فتقدم أبي بن كعب رضي الله عنه وقال: "والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم"، وكان أبو سعيد الخدري أصغرهم فقام معه وشهد عند عمر بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
وفي رواية أخرى: أن هذا المجلس كان عند أبي بن كعب، وأن أبا موسى جاء مغضبًا، وأنكر عليه عمر رضي الله عنه حين أخبره بالحديث، وحلف أن يضربه إذا لم يأت بمن يشهد له، فشهد له أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.


شرح المفردات:


● مذعور: خائفٌ مضطرب.
● استأذنت: طلبت الإذن في الدخول.
● ببينة: بشاهدٍ أو دليل.
● أوجعن ظهرك وبطنك: أي لأضربنك ضربًا موجعًا.
● أنشدكم الله: أستحلفكم بالله.


شرح الحديث:


1- الاستئذان ثلاثًا:
الحديث يدل على أن الاستئذان للدخول على الآخرين يكون ثلاث مرات فقط، فإن أذن له صاحب البيت دخل، وإلا وجب عليه الرجوع وعدم الاستئذان مرة رابعة. وهذا أدب رفيع شرعه الإسلام لحماية خصوصيات البيوت، وصيانة للأعراض، ومنعًا للتطفل.
2- موقف عمر رضي الله عنه:
لم يكن إنكار عمر رضي الله عنه للحديث شكًا في صدق أبي موسى، بل كان منه حرصًا على التثبت في نقل السنة، خاصة في مسائل الأحكام. وهو منهج سليم في قبول الأخبار، حتى من الثقات، فربما نسوا أو أخطأوا. وهذا يدل على دقة الصحابة رضي الله عنهم في حفظ السنة ونقلها.
3- شهادة أبي سعيد الخدري:
تقديم أبي بن كعب لأبي سعيد ليشهد – مع كونه أصغر الحاضرين – يدل على ثقته فيه، وعلى أن العلم والضبط لا علاقة لهما بالسن، فقد يكون الصغير حافظًا ثقة. كما يدل على حرص الصحابة على نصر الحق وتأييده.
4- غضب أبي موسى:
غضبه رضي الله عنه كان بسبب تهديد عمر له بالضرب إذا لم يأت بالبينة، لا بسبب عدم استجابة عمر للإذن، لأنه يعلم أن عمر كان مشغولًا. وهو غضب لله وللحق، لا غضبًا شخصيًا.


الدروس المستفادة:


1- وجوب الاستئذان قبل الدخول:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا} [النور: 27]. والاستئذان ثلاث فقط.
2- التثبت في نقل السنة:
وهذا من أصول الدين، فلا يقبل الحديث إلا بعد التثبت من صحته، ولو كان الناقل ثقة.
3- الحرص على تطبيق السنة:
أبو موسى رضي الله عنه لم يتردد في تطبيق السنة حتى لو كان المخالف عمر بن الخطاب أمير المؤمنين.
4- الشجاعة في قول الحق:
أبي بن كعب وأبو سعيد لم يترددا في الشهادة بالحق، مع علمهما بهيبة عمر وقوته في الحق.
5- احترام خصوصية البيوت:
الإسلام يحرص على صيانة حرمة البيوت، وعدم إحراج أهلها.


فوائد إضافية:


- الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- فيه دليل على أن السنة تُقبل بشاهد واحد إذا كان ثقة.
- فيه أدب الصحابة مع بعضهم، وحسن معاملة عمر لأبي موسى بعد أن تبين له الحق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٤٥)، ومسلم في الآداب (٢١٥٣: ٣٣) كلاهما من طرق عن سفيان بن عيينة، حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره. والسياق للبخاري.
ورواه مسلم (٢١٥٣: ٣٤) عن أبي الطاهر، أخبرني عبد الله بن وهب، حدثني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، أن بسر بن سعيد، حدثه أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: فذكره باللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع

  • 📜 حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب