حديث: بِعْنِي عَذْقَكَ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب البخل بالسلام

عن جابر: أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَال: إِنَّ لِفُلانٍ فِي حَائِطِي عَذْقًا، وَإنَّهُ قَدْ آذَانِي وَشَقَّ عَلَيَّ مَكَانُ عَذْقِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «بِعْني عَذْقَكَ الَّذِي فِي حَائِطِ فُلانٍ». قَال: لا قَال: «فَهَبْهُ لِي». قَال: لا. قَال: «فَبعْنيهِ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ». قَال: لا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا رَأَيْتُ الَّذِي هُوَ أَبْخَلُ مِنْكَ إِلا الَّذِي يَبْخَلُ بِالسَّلامِ».

حسن: رواه أحمد (١٤٥١٧) عن أبي عامر العقدي، حدّثنا زهير، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، فذكره.

عن جابر: أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَال: إِنَّ لِفُلانٍ فِي حَائِطِي عَذْقًا، وَإنَّهُ قَدْ آذَانِي وَشَقَّ عَلَيَّ مَكَانُ عَذْقِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «بِعْني عَذْقَكَ الَّذِي فِي حَائِطِ فُلانٍ». قَال: لا قَال: «فَهَبْهُ لِي». قَال: لا. قَال: «فَبعْنيهِ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ». قَال: لا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا رَأَيْتُ الَّذِي هُوَ أَبْخَلُ مِنْكَ إِلا الَّذِي يَبْخَلُ بِالسَّلامِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن جابر رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لفلان في حائطي عذقًا، وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه. فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بعني عذقك الذي في حائط فلان". قال: لا. قال: "فهبه لي". قال: لا. قال: "فبعنيه بعذق في الجنة". قال: لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت الذي هو أبخل منك إلا الذي يبخل بالسلام".


1. شرح المفردات:


● حائط: البستان أو الحديقة ذات الأشجار.
● عذق: النخلة بكاملها بما فيها من ثمر وسعف وجذع.
● آذاني: سبب لي أذى وإزعاجًا.
● شق علي: ثقل علي وأصعب أمري.
● يبخل بالسلام: يمنع إلقاء السلام أو يقتصر في ردّه.


2. شرح الحديث:


جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو من أن لجاره نخلة في بستانه تسبب له إزعاجًا، ربما بحجب الضوء أو سقوط الأوراق أو غير ذلك من المشاكل. فتحرك النبي صلى الله عليه وسلم لحل هذه المشكلة ودعا صاحب النخلة (الجار) وعرض عليه عدة حلول:
1- أن يبيعه إياها مقابل ثمن عادل.
2- أن يهبه إياها تكرماً وتفضلاً.
3- أن يبيعه إياها بعذق في الجنة، وهذا عرض عظيم لا يقدر بثمن، فهو يشتري منه دنيويًا بثواب أخروي خالد.
فرفض الرجل جميع العروض السخية، مما يدل على شدة بخله وعدم اكتراثه بمشكلة جاره وحقه.
فانتهى الموقف بتعليق النبي صلى الله عليه وسلم الذي بين فيه أن هذا الرجل بلغ درجة عالية من البخل، ولم يرَ أحدًا أبخل منه إلا من يبخل بإلقاء السلام أو ردّه، وهو بخل من نوع آخر أخطر، لأنه بخل في أمر تعبدي اجتماعي يزرع المحبة بين المسلمين.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حسن الجوار: يبرز الحديث أهمية حقوق الجوار وآدابه، وأن إيذاء الجار أمرٌ منبوذ في الإسلام.
2- حرص النبي على مصالح الأمة: تصرف النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه لحل نزاع بين جارين يدل على اهتمامه الشديد بتطهير المجتمع من الشحناء وبناء العلاقات على الود والتكافل.
3- ذم البخل والشح: الحديث يصور ذم البخل بأبلغ صورة، حيث أن الرجل بخل بشيء تافه (نخلة) مقابل عرض أخروي لا يُقدّر بثمن.
4- بخل السلام أشدّ أنواع البخل: ختم النبي صلى الله عليه وسلم الموقف بأن البخل بالسلام (وهو أمر لا يكلف شيئًا) أبخل من البخل بالمال، لأنه دليل على قسوة القلب وعدم المروءة ونزع البركة من العلاقات الاجتماعية.
5- الحكمة في حل النزاعات: عرض النبي حلولاً متدرجة (البيع ثم الهبة ثم المقايضة بشيء ثمين) مما يدل على الحكمة والرفق في حل المشكلات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- الفقهاء يستدلون به على أحكام الجوار وحقوقه، وعلى ذم البخل ومدح السخاء.
- البخل بالسلام من صفات المنافقين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَوْفَى النَّاسِ ذِمَّةً الرُّسُلُ، ثُمَّ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْخِيَانَةِ أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ، وَلَا تُؤْمِنَّ أَمَةٌ حَتَّى تُؤْمِنَ بِلَّا، وَلَا يَبْخَلْ أَحَدُكُمْ بِالسَّلَامِ عَلَى أَخِيهِ".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٥١٧) عن أبي عامر العقدي، حدّثنا زهير، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الله بن محمد بن عقيل إلّا أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 367 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بِعْنِي عَذْقَكَ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ

  • 📜 حديث: بِعْنِي عَذْقَكَ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بِعْنِي عَذْقَكَ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بِعْنِي عَذْقَكَ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بِعْنِي عَذْقَكَ بِعَذْقٍ فِي الْجَنَّةِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب