خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

حديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن».

متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٢٧)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٤١) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من الأحاديث المتعلقة ببدء خلق الإنسان، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب الطلب، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ».
[متفق عليه: البخاري (6227) ومسلم (2841)].

1. شرح المفردات:

● عَلَى صُورَتِهِ: المقصود بالهاء هنا回归 إلى الله تعالى، أي على صورة الله، ولكن كما يفهمه أهل السنة بدون تشبيه أو تكييف. والمعنى: أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها وكرمه بها، وهي صورة جميلة تليق بمقامه كأول البشر.
● ذِرَاعًا: الذراع مقياس طول، وذراع الرجل من أطراف أصابعه إلى مرفقه، والمقصود هنا الذراع المعتاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
● النَّفْر: الجماعة من الناس أو الملائكة.
● يُحَيُّونَك: يردون عليك التحية.
● تَّحِيَّتُكَ: التحية المخصصة لك ولذريتك من بعدك.
● فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ: أي أن طول البشر ونضرة خلقهم في تناقص جيلاً بعد جيل مقارنة بالطول والجمال الأصلي لآدم عليه السلام.

2. شرح الحديث:

يصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لحظات خلق أبي البشر، آدم عليه السلام، وكيف كرمه الله تعالى:
● خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ: هذا من الأمور التي يجب إمرارها كما جاءت دون تحريف أو تعطيل، ولكن مع التنزيه الكامل لله تعالى عن مشابهة المخلوقات. فمعنى "على صورته" أي الصورة التي اختارها الله لآدم وكرّمه بها، وهي صورة جميلة مستقيمة، وليست صورة أي حيوان آخر. وقد جاء في رواية أخرى في صحيح مسلم توضيح ذلك: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ». وفسرها العلماء بأن المعنى: على صورة آدم التي ستكون عليها ذريته، أو أن الله خلق آدم على الصورة التي أرادها له. والأمر مجمل في معناه، ولكننا نؤمن به ونكل علم حقيقته إلى الله مع اعتقاد أن الله لا يشبه شيئاً من خلقه. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى: 11].
● طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا: هذا طول آدم عليه السلام عندما خلقه الله في الجنة، وهو طول عظيم يدل على عظمة خلقه وجمال هيئته التي فاقت كل البشر من بعده.
● فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفْرِ...: هذا من تكريم الله لآدم، حيث أمره أن يذهب لجماعة من الملائكة ويسلم عليهم، وكان في هذا الأمر اختبار لآدم وتعليم له ولذريته من بعده.
● فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ: هنا شرع الله لآدم وذريته تحية الإسلام، وهي "السلام عليكم"، وجعل رد الملائكة عليه هو التحية الكاملة "السلام عليكم ورحمة الله". فكانت هذه هي التحية الشرعية التي سنها الله لهذه الأمة.
● فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ: أي أن أهل الجنة سيعودون إلى أصل خلقهم الأول، فيرجعون إلى الطول الجميل والهيئة الحسنة التي خلق عليها أبوهم آدم، وهيئة القامة وتمام الخلقة، لا إلى صورهم الدنيوية الناقصة.
● فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ: هذا بيان أن الخلق بعد آدم قد تناقص طوله وجماله وقوته شيئاً فشيئاً عبر الأجيال والقرون حتى وصل إلى ما نحن عليه الآن. وهو إخبار عن حقيقة كونية يلمسها الإنسان بمقارنة الأجيال.

3. الدروس المستفادة منه:

1- إثبات صفة الخلق لله تعالى: فالله هو الخالق وحده، وقد خلق آدم بيده وكرمه.
2- التكريم الإلهي للإنسان: خلق الله آدم في أحسن تقويم، وكرمه بالعقل والتصوير

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٢٧)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٤١) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 338 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

📜 حديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية