الذئب الذي تكلم مع الراعي

حديث: الذئب الذي تكلم مع الراعي

عن أبي هريرة يقول: قال رسول اللَّه ﷺ: «بينما رجل يسوق بقرةً له، قد حمل عليها، التفتَتْ إليه البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما خلقت للحرث». فقال الناس: سبحان اللَّه تعجبًا وفزعًا، أبقرةً تكلّمُ؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «فإني أومن به وأبو بكر وعمر».
قال أبو هريرة: قال رسول اللَّه ﷺ: «بينا راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راعٍ غيري؟». فقال الناس: سبحان اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ:
«فإني أومن بذلك، أنا وأبو بكر وعمر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل الصحابة (٣٦٦٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٨ - ١٣) كلاهما من طريق الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العجيب الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (برقم 3236) ومسلم (برقم 2388) عن أبي هريرة رضي الله عنه، يحمل معاني عظيمة وعبراً بليغة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● يسوق بقرة: يدفعها ويمشي بها.
● حمل عليها: وضع عليها حملاً ثقيلاً.
● الحرث: الزراعة وشق الأرض.
● عدا عليه الذئب: هجم عليه فجأة.
● استنقذها: أنقذها منه.
● يوم السبع: يوم القيامة، حيث تُسحب الخلائق إلى المحشر.
● ليس لها راع غيري: أي لا أحد يحميها في ذلك اليوم.

ثانياً. شرح الحديث:

يحتوي هذا الحديث على معجزتين حسيّتين:
1- حديث البقرة:
يخبر النبي ﷺ عن رجل كان يسوق بقرةً لحمل الأمتعة عليها، فالتفتت إليه البقرة وخاطبته بكلامٍ مفهم بأن الله لم يخلقها لهذا العمل الشاق، وإنما خلقها للحرث والزراعة. وهذا من آيات الله تعالى حيث سخّر الحيوان للنطق بالحق لحكمة يعلمها الله.
2- حديث الذئب والشاة:
وفي القصة الثانية، يخبر ﷺ عن راعٍ كان يرعى غنمه، فهجم ذئب وأخذ شاة، فطارده الراعي وأنقذ الشاة منه، فالتفت الذئب إلى الراعي وخاطبه بتعجبٍ قائلاً: من سيكون راعي هذه الشاة وحاميها يوم القيامة حين لا راعي لها غيري؟ (أي حين أكون أنا وغيري من الوحوش مسخّرين لأخذ العصاة).

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات قدرة الله المطلقة: فالله القادر على أن ينطق الحيوان كما يشاء، وهو على كل شيء قدير.
2- التصديق بكل ما أخبر به النبي ﷺ: فقد قال ﷺ: "فإني أومن به وأبو بكر وعمر" تأكيداً على وجوب الإيمان بالغيب مما صح عن النبي ﷺ.
3- التعظيم لحقوق الحيوان: فالحديث يدل على أن الحيوان مخلوق له غاية وهدف، ولا يجوز إرهاقه أو تحميله ما لا يطيق.
4- التذكير بيوم القيامة: حيث تُسحب الخلائق إلى المحشر، ويُسأل كلٌ عن عمله.
5- فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: حيث قرنهما النبي ﷺ به في الإيمان بهذه المعجزة، مما يدل على علو منزلتهما وسبقهما في الإيمان.

رابعاً. فوائد إضافية:

- الحديث من أدلة نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر بأمر غيبي لا يعلمه إلا نبي.
- فيه بيان أن الحيوانات تعقل وتفهم بقدر ما سخرها الله له، لكنها لا تكلف كما يُكلف الإنسان.
● الحكمة من خلق الحيوانات هي الانتفاع بها في الحدود التي شرعها الله دون ظلم أو إيذاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل الصحابة (٣٦٦٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٣٨٨ - ١٣) كلاهما من طريق الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وهذا لفظ مسلم، وقرن مع أبي سلمة سعيدَ بنَ المسيب كلاهما عن أبي هريرة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 243 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذئب الذي تكلم مع الراعي

📜 حديث: الذئب الذي تكلم مع الراعي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الذئب الذي تكلم مع الراعي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الذئب الذي تكلم مع الراعي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الذئب الذي تكلم مع الراعي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية