حديث: يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلّي أكون أنا الذي أنجو»

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩٤) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلّي أكون أنا الذي أنجو»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُرَاتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فَيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أنا الذي أنْجُو».
(رواه البخاري ومسلم)


١. شرح المفردات:


● يَحْسِرَ: ينكشف ويجف ويغور ماؤه، فيظهر ما تحته. يقال: حَسَرَ الماء عن الشيء: أي انكشف عنه.
● الفُرَات: هو النهر المعروف الكبير الذي بين العراق والشام.
● جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ: أي كنز عظيم أو كتلة هائلة من الذهب الخالص.
● يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه: يتقاتلون ويتنازعون للاستئثار بهذا الذهب.
● مِن كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ: أي أن نسبة القتلى ستكون 99% من المتقاتلين.
● لَعَلِّي أَكُونُ أنا الذي أنْجُو: تعبير عن الأمل والطمع الشديد، حيث يظن كل شخص أنه سيكون الوحيد الناجي من الموت وسط هذه المذبحة.


٢. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن أحد أشراط الساعة الكبرى التي ستحدث قرب قيام القيامة، وهي علامة من العلامات العظيمة التي تدل على اقتراب النهاية.
ستجف نهر الفرات أو ينحسر ماؤه فجأة، فينكشف عن كنز هائل من الذهب. هذا الاكتشاف سيثير الطمع والجشع في قلوب الناس، فيتهافتون عليه ويتقاتلون من أجل الاستيلاء عليه. سيدفع هذا الطمع العمي الناس إلى حرب طاحنة يموت فيها绝大多数 (الغالبية العظمى) من المتقاتلين، حيث يقتل من كل مائة شخص تسعة وتسعون، ولا ينجو إلا واحد فقط.
العجيب في الأمر أن كل شخص يدخل هذا المعمعة يعتقد في قرارة نفسه أنه سيكون هو ذلك الناجي الوحيد، على الرغم من الاحتمالات الضئيلة للنجاة. وهذا من قوة الطمع وسيطرة حب الدنيا على القلوب.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- ذم حب الدنيا والطمع: الحديث تحذير شديد من التعلق بالدنيا وزينتها، والطمع الذي قد يدفع الإنسان إلى هلاكه. الذهب هنا هو سبب الهلاك والموت، وليس سبب النجاة والسعادة.
2- التحذير من الفتنة بالمال: المال من أشد الفتن على الإنسان، وقد حذر النبي ﷺ في أحاديث أخرى من فتنة المال والنساء.
3- سوء عاقبة التنازع والاختلاف: القتال والتنازع على الدنيا يؤدي إلى الدمار والهلاك الجماعي. والنجاة في التمسك بالدين والتعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان.
4- اليقين بالله والتوكل عليه: يجب على المسلم أن يتيقن أن الرزق بيد الله تعالى، وأن لا يتهافت على الدنيا بطرق محرمة تؤدي إلى غضب الله وهلاكه.
5- عظمة علامات الساعة: هذا الحديث يزيد إيماننا بنبوة محمد ﷺ، حيث أخبر عن غيب سيحدث، وهو ما نراه اليوم يتطابق مع طبيعة البشر وحبهم للمال، مما يجعله أمراً معقولاً وقابلاً للحدوث.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أشراط الساعة الكبرى التي تدل على قرب القيامة، كما ذكر ذلك العلماء مثل النووي وابن حجر.
- بعض العلماء يرى أن هذا الذهب قد يكون كنزاً مدفوناً من ذهب قدامى الأمم، انحسر النهر فظهر.
- الحديث لا يحث على الذهاب للبحث عن هذا الذهب، بل هو تحذير من الاقتراب من هذه الفتنة إذا ظهرت. بل جاء في رواية أخرى: «فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا» أي من شهد هذا الذهب فلا يأخذ منه شيئاً لئلا يصيبه ما أصاب الآخرين.
- فيه إشارة إلى ضعف نفس الإنسان وسهولة إغوائها بزخارف الدنيا، حتى مع وجود الأدلة على العاقبة الوخيمة.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من فتنة المال والطمع، وأن يوفقنا لاستغلال الدنيا فيما يقرّب إلى الآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٨٩٤) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
ووقع عند ابن ماجه (٤٠٤٦)، وابن حبان (٦٦٩٢) كلاهما من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة نحوه إلا أن فيه: «فيقتل من كل عشرة تسعة» وهي رواية شاذة كما قال ابن حجر في الفتح (١٣/ ٨١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 239 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه

  • 📜 حديث: يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب