حديث: خلق الجنة والنار وحفت بالمكاره والشهوات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خلق الجنة والنار

عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال: «لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها. قال فرجع إليه قال: فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحُفَّت بالمكاره فقال: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال: فرجع إليها فإذا هي قد حُفَّت بالمكاره فرجع إليه فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد! قال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحُفَّت بالشهوات فقال: ارجع إليها فرجع إليها فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها».

حسن: رواه الترمذي (٢٥٦٠)، والنسائي (٣٧٦٣) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال: «لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال: انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال: فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها. قال فرجع إليه قال: فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحُفَّت بالمكاره فقال: ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال: فرجع إليها فإذا هي قد حُفَّت بالمكاره فرجع إليه فقال: وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد! قال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحُفَّت بالشهوات فقال: ارجع إليها فرجع إليها فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم، من الأحاديث العظيمة التي تبين حكمة الله تعالى في خلق الجنة والنار، وتقديره للأمور وفق علمه وحكمته.

شرح المفردات:


● حُفَّت بالمكاره: أي أحيطت بأمور تُكره النفوس عليها وتشق عليها، كالصوم والصلاة والجهاد وغيرها من الطاعات التي تحتاج إلى صبر ومجاهدة.
● حُفَّت بالشهوات: أي أحيطت بكل ما تهواه النفوس وتشتهيه من المعاصي والملذات المحرمة التي تغري بارتكابها.
● يركب بعضها بعضا:形容 اشتداد لهب النار وتداخلها وارتفاع ألسنتها بشكل مخيف.

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى عندما خلق الجنة والنار، أرسل جبريل عليه السلام ليرى الجنة وما أعد الله فيها لأهلها من النعيم المقيم، فلما رآها جبريل وعاين ما فيها من القصور والأنهار والثمار وغيرها من أنواع النعيم، قال لله تعالى: "وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها"، أي أن الجنة غاية في الجمال والرغبة حتى إن من يسمع بها سيسارع إلى طلبها والدخول فيها.
فحكمة الله تعالى اقتضت أن يجعل طريق الجنة محفوفاً بالمكاره والمشقات، أي بالطاعات التي تحتاج إلى صبر ومجاهدة للنفس، كالصلاة والصيام والزكاة والجهاد وغيرها، حتى لا يدخلها إلا من كان صادقاً في طلبها، صبوراً على مشاق الطاعة. فلما رجع جبريل مرة أخرى بعد أن حُفَّت بالمكاره، رأى أن طريقها صار شاقاً، فقال: "وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد" لما رأى من شدة هذه المكاره وصعوبة تجاوزها.
ثم أرسله الله إلى النار لينظر إليها وما أعد لأهلها من العذاب الأليم، فلما رآها جبريل وראה هيئتها المرعبة وما فيها من العذاب، قال: "وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها" لما فيها من الفزع والهول.
فحكمة الله تعالى اقتضت أن يجعل طريق النار محفوفاً بالشهوات والملذات المحرمة، كالزنا وشرب الخمر والربا والغش وغيرها من المعاصي، التي يسهل على النفوس الميل إليها والوقوع فيها، فمن انغمس في هذه الشهوات ولم يلتزم حدود الله، فإنه يسير في طريق النار. فلما رجع جبريل مرة أخرى بعد أن حُفَّت بالشهوات، رأى كيف يسهل الوصول إليها بسبب هذه الشهوات، فقال: "وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها".

الدروس المستفادة:


1- حكمة الله تعالى في الابتلاء: فطريق الجنة ليس مفروشاً بالورود، بل بالصبر على الطاعات ومجاهدة النفس على ترك المعاصي.
2- التحذير من فتنة الشهوات: فالمعاصي والملذات المحرمة هي طريق النار، وقد جعلها الله فتنة واختباراً للعباد.
3- الصبر على الطاعة: فلابد للمؤمن من الصبر على أداء الواجبات وترك المحرمات، فإن الجنة حفت بالمكاره.
4- الاستعانة بالله: فلا يعصم الإنسان من الوقوع في الشهوات إلا بالله تعالى، ولابد من الدعاء والالتجاء إليه.
5- اليقين بالجزاء: فكما أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فكذلك النار فيها من العذاب ما لا يتخيله عقل.

فوائد إضافية:


- الحديث يبين سعة رحمة الله، حيث جعل أبواب الجنة مفتوحة لكن بشروط، وجعل أبواب التوبة مفتوحة لمن أراد الرجوع.
- فيه إثبات صفة العزة لله تعالى كما جاء في قول جبريل: "وعزتك".
- الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ"أحاديث الصفات"، فيجب إمرارها كما جاءت بدون تحريف أو تكييف.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، ويبعدنا عن طريق النار وشهواتها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٥٦٠)، والنسائي (٣٧٦٣) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .. فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 65 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق الجنة والنار وحفت بالمكاره والشهوات

  • 📜 حديث: خلق الجنة والنار وحفت بالمكاره والشهوات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلق الجنة والنار وحفت بالمكاره والشهوات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلق الجنة والنار وحفت بالمكاره والشهوات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلق الجنة والنار وحفت بالمكاره والشهوات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب