مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

حديث: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أبيتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أبيتُ. قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أبيتُ «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُوِنَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ». قَالَ: «وَلَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٩٣٥)، ومسلم في الفتن (٢٩٥٥: ١٤١) كلاهما من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، يتناول جانباً من أهوال يوم القيامة وعظيم قدرة الله تعالى في إحياء الموتى، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بمشيئة الله.

أولاً. شرح المفردات:

● النفختين: النفخة الأولى هي نفخة الصعق التي يموت بها كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، والنفخة الثانية هي نفخة البعث.
● أبيتُ: أي أُمتنع عن الجزم بتعيين المدة، وأترك العلم بها لله تعالى. وهي كلمة تدل على التوقف والورع في الحديث عن الغيب.
● عجب الذنب: هو عظم صغير مثل حبة الخردل، يوجد في أسفل العمود الفقري (عصعص).

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن الفترة الزمنية بين النفخة الأولى (نفخة الصعق والموت) والنفخة الثانية (نفخة البعث والحشر)، وأنها أربعون، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يحدد طبيعة هذه الأربعين (أياماً أم شهوراً أم سنين؟)، تأدباً مع الله تعالى وتركاً للعلم به لما لم يطلع عليه.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم كيف يعيد الله الخلق بعد أن بليت أجسادهم وصارت تراباً، فينزل مطراً من السماء (ماء خاصاً بأمر الله) فتنبت الأجساد من الأرض كما ينبت البقل (النبات الأخضر) بسرعةٍ وعجبٍ.
ويختم صلى الله عليه وسلم byبيان أن كل شيء في جسم الإنسان يبلى ويفنى في القبر إلا عظمة واحدة صغيرة هي "عجب الذنب" (أصل العصعص)، وهي النواة التي منها يبدأ خلق الإنسان في رحم أمه، ومنها يعيد الله تعالى تركيب الإنسان وبعثه يوم القيامة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة قدرة الله تعالى: الحديث يظهر آية عظيمة من آيات الله في البعث، فمن能 يخلق من العدم قادر على الإعادة.
2- الورع في نقل العلم: موقف النبي صلى الله عليه وسلم في التوقف عن تحديد المدة (قوله: أبيت) درس عظيم في أدب طالب العلم، فلا يتكلم في الغيب إلا بما جاء فيه نص صريح.
3- اليقين بالبعث: الحديث يغرس في قلب المؤمن اليقين بيوم القيامة والبعث بعد الموت.
4- الإعجاز العلمي النبوي: подтверждается علمياً أن عجب الذنب (العصعص) هو آخر ما يبلى من الجسد، وفيه الخلايا الأولية (Stem Cells) التي منها يتخلق الجنين، وهذا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل من أصول العقيدة الإسلامية في الإيمان بالبعث والنشور.
- يستدل به العلماء على أن البعث يكون بالأجساد والروح معاً، لا بالروح فقط.
- وردت أحاديث أخرى تبين أن مدة النفخة أربعون عاماً، ولكن الأرجح أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك التحديد في هذا الموقف ليعلمنا الأدب.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٩٣٥)، ومسلم في الفتن (٢٩٥٥: ١٤١) كلاهما من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

📜 حديث: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية