حديث: البقرة تكلمت والذئب نطق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خلق الأنعام والدواب

عن أبي هريرة قال: صلّى رسولُ الله ﷺ صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت: إنا لم نُخْلَق لهذا إنما خلقنا للحرث» فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم! فقال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثَمَّ، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه فقال له الذئب: هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم! قال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثَمَّ.

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٧١)، ومسلم في فضائل الصحابة (٣٣٨٨) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة قال: صلّى رسولُ الله ﷺ صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: «بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت: إنا لم نُخْلَق لهذا إنما خلقنا للحرث» فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم! فقال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثَمَّ، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه فقال له الذئب: هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم! قال: «فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثَمَّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى المصادر المعتمدة عند أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده والعبر المستخلصة منه.

الحديث باختصار:


يخبرنا النبي ﷺ عن معجزتين غير عاديتين حدثتا في زمن سابق: بقرة تتكلم محتجة على من يركبها ويضربها، وذئب يتكلم مع راعي غنم يناقشه حول من سيحمي الغنم يوم القيامة. ويؤكد النبي ﷺ تصديقه لهذه الوقائع الغيبية، ويقرن إيمانه بها بإيمان أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

١. شرح المفردات:


● يسوق بقرة: يقودها ويسير بها.
● إذ ركبها: عندما ركب على ظهرها.
● للحرث: للعمل في الزراعة وسحب المحراث.
● عدا الذئب: هجم بسرعة.
● استنقذها: أنقذها منه واستردها.
● يوم السبع: يوم القيامة، وهو يوم شديد هائل.
● وما هما ثَمَّ: أي وما كان أبو بكر وعمر حاضرين في ذلك المجلس حين قال النبي ﷺ هذه القصة.

٢. شرح الحديث:


يبدأ الحديث أن النبي ﷺ بعد أن صلى صلاة الصبح، التفت إلى الصحابة ليخبرهم بقصتين عجيبتين:
القصة الأولى: تكلم البقرة
● الحدث: كان هناك رجل يقود بقرة، فركب على ظهرها وضربها لتسرع. فأنطقها الله تعالى لتقول له: "إنا لم نخلق لهذا" أي للركوب والضرب، "إنما خلقنا للحرث" أي للأعمال الزراعية.
● رد فعل الصحابة: تعجب الصحابة وقالوا: "سبحان الله! بقرة تكلم!" استبعادًا لهذا الأمر لغرابته وخروجه عن المألوف.
● رد النبي ﷺ: فأكد لهم تصديقه لهذه المعجزة، بل وقرن إيمانه بإيمان أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، مع أنهما لم يكونا حاضرين في ذلك المجلس. وفي هذا إشارة إلى مكانتهما وسبقهما في الإيمان والتصديق بكل ما يأتي من عند الله.
القصة الثانية: تكلم الذئب
● الحدث: كان هناك راعي غنم، فهجم ذئب وأخذ شاة من غنمه. فطارده الراعي حتى استطاع أن ينقذ الشاة من فم الذئب. فكلمه الذئب قائلًا: أنت أنقذتها مني اليوم، ولكن "من لها يوم السبع؟" أي يوم القيامة، وهو يوم شديد الفزع والهول، "يوم لا راعي لها غيري" يعني في ذلك اليوم لن يكون من يحميها ويحمي غيرها إلا الله تعالى، فهو الراعي الحقيقي.
● رد فعل الصحابة: تعجبوا مرة أخرى وقالوا: "سبحان الله! ذئب يتكلم!".
● رد النبي ﷺ: كرر تأكيده وتصديقه لهذه المعجزة، مقرونًا مرة أخرى بتصديق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات قدرة الله المطلقة: الحديث دليل على أن الله قادر على كل شيء، ومن ذلك إخراج الجماد والنطق به، فتكلم البهائم من أعظم آيات الله ودلائل قدرته التي لا يعجزها شيء.
2- وجوب الإيمان بالغيب: المؤمن يصدق بكل ما جاء عن الله ورسوله، حتى لو كان خارجًا عن المألوف أو لم يدركه عقله. فالإيمان بالغيب من أساسيات العقيدة.
3- التأدب مع الحيوان: في قول البقرة تذكير بحقوق الحيوانات، وأنه لا يجوز للإنسان أن يعاملها معاملة فيها تعذيب أو إجهاد beyond ما خلقها الله له، وفيه نهي عن اتخاذها مركوبًا إذا لم تخلق لذلك.
4- التذكير بيوم القيامة: كلام الذئب كان تذكيرًا بيوم القيامة ("يوم السبع") وأن النجاة الحقيقية لا تكون إلا بالله، فمهما أنقذ الإنسان شيئًا في الدنيا، فإن النجاة النهائية بيد الله وحده.
5- منزلة أبي بكر وعمر: ثناء النبي ﷺ على أبي بكر وعمر ووصفهما بأنهما يصدقان مثل هذه الأمور دون تردد، مما يدل على علو مكانتهما وسابقتيهما في الإسلام، وقوة إيمانهما.
6- حكمة النبي التربوية: في إخباره ﷺ بهذه القصص بعد الصبح،充分利用 هذا الوقت الذي تكون فيه الأذهان صافية والقلوب مقبلة، لتثبيت الإيمان في القلوب وتذكيرهم بعظمة الخالق.

٤. معلومات إضافية:


● مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الأنبياء، باب ذكر الأنبياء) والإمام مسلم (كتاب الفضائل، باب فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما).
● الحكمة من تكليم الحيوان: هو من المعجزات التي يجريها الله على أيدي بعض أوليائه أو كآية للناس، لتكون عبرة وموعظة، وتثبيتًا للإيمان.
● العبرة من غياب أبي بكر وعمر: ذكر النبي ﷺ أنهما يصدقان مع غيابهما ليعلم الصحابة منزلة الصديق والفاروق، وليقتدي بهما الآخرون في سرعة التصديق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٧١)، ومسلم في فضائل الصحابة (٣٣٨٨) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة .. فذكره. وله طرق أخرى عندهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البقرة تكلمت والذئب نطق

  • 📜 حديث: البقرة تكلمت والذئب نطق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: البقرة تكلمت والذئب نطق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: البقرة تكلمت والذئب نطق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: البقرة تكلمت والذئب نطق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب