حديث: المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خلق المرأة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلِقتْ من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء».

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٣١) - واللفظ له - ومسلم في الرضاع (١٤٦٨: ٦٢) كلاهما من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلِقتْ من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من حديث نبينا الكريم.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلِقتْ من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء».
(متفق عليه: رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


* استوصوا بالنساء: كلمة "استوصوا" تأتي من الوصية، أي أوصيكم بالنساء خيراً، واطلبوا من بعضكم بعضاً أن يحسن إليهن ويعاملوهن معاملة حسنة. وهي صيغة تأكيد وحث على الاهتمام.
* خُلقت من ضلع: إشارة إلى أصل خلق حواء أم البشر عليها السلام، كما جاء في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1]. والمقصود هنا هو بيان طبيعة التكوين النفسي والخلقي، وليس المقصود النقص أو الدونية.
* أعوج شيء في الضلع أعلاه: الضلع بطبيعته فيه اعوجاج، وأكثر أجزائه اعوجاجاً هو أعلاه (أي الطرف الذي كان متصلاً بالعمود الفقري). وهذا الاعوجاج هو ما يعطيه شكله ووظيفته في حماية الصدر.
* تقيمه: تسويه وتجعله مستقيماً خالياً من أي اعوجاج.
* كسرته: أي أن محاولة تسويته بالقوة ستؤدي إلى كسره وإفساده.
* لم يزل أعوج: سيظل على حاله من الاعوجاج.


2. شرح الحديث:


يوجه النبي ﷺ في هذا الحديث توجيهاً رائعاً للرجال، وخاصة الأزواج، حول كيفية التعامل مع النساء. وهو ليس انتقاصاً من المرأة، بل هو فهم دقيق لطبيعتها النفسية والعاطفية التي فطرها الله عليها.
* الوصية بالنساء: يبدأ الحديث وينتهي بنفس التوجيه: "استوصوا بالنساء"، مما يؤكد على أهمية هذه الوصية ويضاعف من شأنها. فهو أمر بالرفق بهن والإحسان إليهن وتحمل ما قد يبدو منهن.
* التشبيه بالضلع: ضرب النبي ﷺ مثلاً بالضلع الأعوج ليوضح طبيعة المرأة النفسية. فكما أن الضلع الأعوج خلق بهذه الصورة لحكمة (حماية القلب والرئتين)، فإن في نفسية المرأة وعواطفها ما قد يبدو للرجل "اعوجاجاً" أو غرابة، ولكنها خُلقت بتلك الطبيعة لحكمة عظيمة، فهي تميل إلى العاطفة والحدس والرقة، وهي صفات ضرورية لتربية الأجيال وبناء الأسرة.
* تحذير من محاولة "التسوية": التحذير النبوي "فإن ذهبت تقيمه كسرته" هو لب الحديث. فهو ينبه الرجل إلى أن محاولة تغيير طبيعة المرأة بالقوة، وإجبارها على أن تكون نسخة طبق الأصل منه في التفكير والتصرف، أو توبيخها على مشاعرها الفطرية، سيؤدي إلى "كسرها" نفسياً، أي إلى الإضرار بها وإفساد العلاقة بينهما، وقد يصل إلى الطلاق والتفكك الأسري.
* القبول والحكمة: الخيار الوحيد هو "إن تركته لم يزل أعوج"، أي القبول بهذه الطبيعة والتعايش معها بحكمة وتقدير، لا بإهمال، بل بفهم ورفق. والتعامل مع هذا "الاعوجاج" – الذي هو في الحقيقة جمال وخصوصية – بروية وحسن تدبير، لا بعنف واستكبار.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على الإحسان للنساء: التأكيد على وجوب معاملة المرأة (زوجة، أماً، أختاً، ابنة) بالحسنى والرفق والرحمة.
2- فهم الفروق الفطرية: الاعتراف بأن هناك فروقاً فطرية ونفسية بين الرجل والمرأة، وأن هذه الفروق هي من تقدير الحكيم الخبير، وليست نقصاً في أحدهما.
3- رفض العنف في التعامل: تحذير صريح من استخدام القوة (الجسدية أو المعنوية) في محاولة تغيير طبيعة المرأة أو قمع عواطفها.
4- فن التعايش الزوجي: الحديث يقدم أساساً متيناً لفن التعايش بين الزوجين، وهو القبول المتبادل، والتكامل لا التماثل. فالحياة الزوجية الناجحة تقوم على فهم كل طرف لطبيعة الآخر وتقديرها، لا على محاولة إلغائها.
5- التيسير لا التعسير: منهج الإسلام في التعامل مع الطبيعة البشرية هو التيسير والتوجيه الحكيم، وليس التشديد والكسر. فالمطلوب هو تربية النفوس وتزكيتها، لا كسرها وقمع فطرتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث لا يعني أن المرأة "ناقصة عقل أو دين" كما يظن بعض الناس خطأً، فهذه صفة لبعض النساء في حديث آخر له معنى مختلف تماماً. بل هذا الحديث يوضح طبيعتها العاطفية والفطرية.
* المقصود بالضلع هو ضلع آدم عليه السلام، الذي خُلقت منه حواء، وهو تشبيه بليغ للتقريب إلى الأذهان، وليس مقصوداً حرفياً أن كل امرأة تُخلق من ضلع رجل.
* ينبغي للرجل أن يتذكر أن هذا الحديث موجه له هو بالأساس، ليعدل سلوكه ويحسن تعامله، وليس
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٣١) - واللفظ له - ومسلم في الرضاع (١٤٦٨: ٦٢) كلاهما من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 75 من أصل 93 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه

  • 📜 حديث: المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب