حديث: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في عمر داود ﵇ وموته

عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ: «لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود. فقال رب كم جعلت عمره؟ قال ستين سنة قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة قال: أولم تعطها ابنك داود قال: فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته».

حسن: رواه الترمذي (٣٠٧٦) عن عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ: «لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود. فقال رب كم جعلت عمره؟ قال ستين سنة قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت فقال: أولم يبق من عمري أربعون سنة قال: أولم تعطها ابنك داود قال: فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من الأحاديث التي تتعلق بقصة بدء الخليقة وأمر القدر، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وهو حسن.

شرح المفردات:


● مسح ظهره: أي أخذ من ظهر آدم ذريته.
● نسمة: الإنسان في حال ضعفه، والمراد هنا كل إنسان سيخلقه الله من ذريته.
● وَبِيصًا مِنْ نُورٍ: الوبيص هو البريق واللمعان، وهو نور خاص جعله الله بين عيني كل إنسان.
● فَجَحَدَ آدَمُ: الجَحْدُ هو الإنكار، أي أنكر آدم أن يكون قد أعطى تلك السنوات.
● فَنَسِيَ آدَمُ: النسيان هنا هو ترك الذكر، وعدم التذكر.
● فَخَطِئَ آدَمُ: الخطأ هنا هو الذنب الذي وقع فيه.

شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الله تعالى عندما خلق آدم عليه السلام، أخرج ذريته من ظهره كالنثر، وجعل لكل إنسان منهم نورًا بين عينيه. ثم عرض هذه الذرية على آدم، فرأى ضمنهم رجلاً فأعجبه ما رأى من النور بين عينيه، فسأل الله عنه، فأخبره أنه داود عليه السلام. ثم سأل آدم عن عمره، فقيل له: ستون سنة. فوهب آدم من عمره أربعين سنة لداود. فلما جاء أجل آدم، جاءه ملك الموت ليقبض روحه، فقال آدم: إنه بقي من عمري أربعون سنة. فأخبره ملك الموت أنه قد وهبها لابنه داود. فأنكر آدم ذلك، فأنكرت ذريته من بعده، ونسي آدم، فنسيت ذريته، وأخطأ آدم فأخطأت ذريته.

الدروس المستفادة:


1- إثبات القدر: الحديث دليل على إثبات القدر، وأن أعمار العباد وأرزاقهم وغيرها مقدرة قبل خلقهم.
2- عظمة داود عليه السلام: ما حصل من إعجاب آدم به يدل على فضله ومنزلته عند الله.
3- بركة البر والصلاح: إن وهب آدم جزءًا من عمره لداود يدل على أن البركة في الأعمار تكون بالطاعة والصلاح.
4- الاعتراف بالنعمة وعدم جحودها: الحديث يحذر من جحود النعم وعدم الاعتراف بالفضل، كما حصل من آدم حين أنكر.
5- النسيان طبيعة بشرية: الحديث يبين أن النسيان من طبيعة الإنسان، ويشرع لهذا الاستغفار والتوبة.
6- التوبة من الذنوب: كما أن آدم أخطأ ثم تاب، فكذلك ذريته ينبغي لهم أن يتوبوا من أخطائهم.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على خلق الله للأرواح قبل الأجساد، وأنها موجودة قبل أن تُخلق الأجساد.
- وفيه إثبات رؤية آدم لذريته، وتحديد أعمارهم، مما يدل على علم الله الأزلي بما سيكون.
- والحديث يدل على مشروعية الهبة والتصدق بما ينفع الإنسان، ولو كان من عمره، لكن هذا خاص بأنبياء الله وليس لعامة الناس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٠٧٦) عن عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة .. فذكره.
وصحّحه الحاكم (٢/ ٣٢٥) ورواه من طريق أبي نعيم، به. مثله.
وقال: صحيح على شرط مسلم.
ورُوي عن ابن عباس مرفوعا - بعد قوله -: قد وهبتها لابنك داود قال: ما فعلتُ، فأبرز الله الكتاب، وشهدت عليه الملائكةُ، وأكمل لآدم ألف سنة، وأكمل لداود مائة سنة.
رواه ابن سعد في طبقاته (١/ ٢٨)، وأبو يعلى (٢٧١٠)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢١٤) وابن أبي شيبة (٣٤٦١٨) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس .. فذكره.
وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
وروي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «كان داود النبي فيه غيرة شديدة، وكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع»، قال: «فخرج ذات يوم، وأغلقت الدار، فأقبلت امرأته تطلع إلى الدار، فإذا رجل قائم وسط الدار، فقالت لمن في البيت: من أين دخل هذا الرجل الدار، والدار مغلقة؟ والله لتفتضحن بداود، فجاء داود، فإذا الرجل قائم وسط الدار، فقال له داود: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أهاب الملوك، ولا يمتنع مني الحجاب، فقال داود: أنت والله إذن ملك الموت، مرحبا بأمر الله، فرمل داود مكانه حيث قبضت روحه حتى فرغ من شأنه، وطلعت عليه الشمس، فقال سليمان للطير: أظلي على داود، فأظلت عليه الطير حتى أظلمت عليهم الأرض، فقال لها سليمان: اقبضي جناحا جناحا».
رواه الإمام أحمد في مسنده (٩٤٣٢) عن قتيبة (هو ابن سعيد)، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد يعني القاري، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن أبي هريرة .. فذكره.
والمطلب هو: ابن عبد الله بن حنطب لم يسمع من أبي هريرة، ففيه انقطاع. ومن ذهل عن هذه العلة صحّحه.
جموع أخبار سليمان عليه السلام
قال الله تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (٣٤) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [ص: ٣٠ - ٣٥].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ [النمل: ١٥ - ١٦].

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 147 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة

  • 📜 حديث: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب