حديث: عبدة الله ولا تشركوا به شيئًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الكلمات التي أمر الله بها يحيى بن زكريا ﵉

عن زيد بن سلّام، أنّ أبا سلّام حدّثه، أنّ الحارث الأشعريَّ حدّثه، أنّ النبي ﷺ قال: «إنّ الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلماتٍ أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كادَ أن يُبْطئ بها، قال عيسى: إنّ الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإمّا أن تأمرَهُم وإمّا أنْ آمرَهُم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسفَ بي أو أُعذّب، فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجدُ وتَعدَّوا على الشُّرَف، فقال: إنّ الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن.
أوَّلُهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإنَّ مَثَلَ مَنْ أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيِّدِه، فأيُّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ .
وإنّ الله أمركم بالصّلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإنّ الله يَنْصِبُ وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفتْ.
وآمرُكم بالصِّيام، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل في عصابة معه صُرَّةٌ فيها مِسْك، فكلُّهم يَعْجبُ - أو يُعجِبُه ريحُها - وإنَّ ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وآمركم بالصَّدقة، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل أَسَرَهُ العَدُوُّ فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدّمُوه ليضربوا عُنُقَه فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا الله، فإنّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل خرج العدُوُّ في أثره سِرَاعًا حتى إذا أتى علي حِصْن حَصِينٍ فأَحْرَز نفسَه منهم، كذلك العبد لا يُحْرِز نفسَه من الشّيطان إلا بذكر الله».
قال النّبيُّ ﷺ: «وأنا آمركم بخمسٍ الله أمرني بهنّ: السّمع والطّاعة، والجهاد والهجرة، والجماعة فإنه من فاردا الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلّا أن يُراجِعَ، ومَنِ ادَّعى دَعْوَى الجاهليّة، فإنّه من جُثا جهنّم». فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلَّى وصام؟ قال: «وإنْ صلّى وصام، فادْعُوا بدَعْوى الله الذي سَمَّاكُم المسلمين المؤمنين عباد الله».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٨٦٣) عن محمد بن إسماعيل (البخاريّ) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أنّ أبا سلّام، حدّثه .

عن زيد بن سلّام، أنّ أبا سلّام حدّثه، أنّ الحارث الأشعريَّ حدّثه، أنّ النبي ﷺ قال: «إنّ الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلماتٍ أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كادَ أن يُبْطئ بها، قال عيسى: إنّ الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإمّا أن تأمرَهُم وإمّا أنْ آمرَهُم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسفَ بي أو أُعذّب، فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجدُ وتَعدَّوا على الشُّرَف، فقال: إنّ الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن.
أوَّلُهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإنَّ مَثَلَ مَنْ أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيِّدِه، فأيُّكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟ .
وإنّ الله أمركم بالصّلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإنّ الله يَنْصِبُ وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفتْ.
وآمرُكم بالصِّيام، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل في عصابة معه صُرَّةٌ فيها مِسْك، فكلُّهم يَعْجبُ - أو يُعجِبُه ريحُها - وإنَّ ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وآمركم بالصَّدقة، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل أَسَرَهُ العَدُوُّ فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدّمُوه ليضربوا عُنُقَه فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا الله، فإنّ مَثَلَ ذلك كمثل رجل خرج العدُوُّ في أثره سِرَاعًا حتى إذا أتى علي حِصْن حَصِينٍ فأَحْرَز نفسَه منهم، كذلك العبد لا يُحْرِز نفسَه من الشّيطان إلا بذكر الله».
قال النّبيُّ ﷺ: «وأنا آمركم بخمسٍ الله أمرني بهنّ: السّمع والطّاعة، والجهاد والهجرة، والجماعة فإنه من فاردا الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلّا أن يُراجِعَ، ومَنِ ادَّعى دَعْوَى الجاهليّة، فإنّه من جُثا جهنّم». فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلَّى وصام؟ قال: «وإنْ صلّى وصام، فادْعُوا بدَعْوى الله الذي سَمَّاكُم المسلمين المؤمنين عباد الله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم جامع لأصول العبادات والطاعات، رواه الإمام أحمد في مسنده، ورواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.

أولًا:

شرح مفردات الحديث:
● يُبْطئ بها: أي يتأخر في تنفيذ الأمر.
● تَعدَّوا على الشُّرَف: تجاوزوا أماكن الشرفاء وجلسوا في أماكنهم.
● صُرَّةٌ: وعاء صغير من جلد أو قماش.
● أَسَرَهُ العَدُوُّ: قبض عليه الأعداء وأسروه.
● فأوثقوا يده: ربطوا يديه.
● قيد شبر: مقدار شبر أي حوالي 20 سم.
● خلع ربقة الإسلام: نزع عقد الإسلام والإيمان من عنقه.
● جُثا جهنم: هو متكئ في جهنم أو من موادها.

ثانيًا. شرح الحديث:


الحديث ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: وصية الله تعالى لنبي الله يحيى بن زكريا عليهما السلام بخمس كلمات:
1- إخلاص العبادة لله وحده:
- ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً رائعًا: كمن اشترى عبدًا من ماله ثم قام هذا العبد بالعمل لسيد آخر. فكيف يرضى أحد أن يكون عبده هكذا؟ فالله هو الخالق الرازق المحيي المميت، فكيف يعبد العبد غيره؟!
2- الخشوع في الصلاة وعدم الالتفات:
- لأن الله تعالى يُقبل على عبده في صلاته ما دام العبد مقبلاً على صلاته. والالتفات يقطع هذا الإقبال الإلهي.
3- فضل الصيام:
- مثل الصائم كمثل رجل معه عطر مسك، والجميع يعجبون برائحته الطيبة. ورائحة فم الصائم – بسبب خلوف فمه – أطيب عند الله من ريح المسك.
4- فضل الصدقة:
- مثلها كمثل أسير يريد الأعداء قتله، فيفتدي نفسه منهم بماله. فكذلك الصدقة تفتدي الإنسان من عذاب الله وناره.
5- فضل ذكر الله:
- مثل الذكر كمثل شخص يفر من عدوه، فيلجأ إلى حصن حصين فيأمن منه. فكذلك الذكر حصن من الشيطان.
القسم الثاني: ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أمته مما أمره الله به:
1- السمع والطاعة:
- طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وطاعة ولاة الأمر في المعروف.
2- الجهاد:
- بذل الجهد في سبيل الله بالمال والنفس واللسان.
3- الهجرة:
- الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، وهجرة المعاصي والذنوب.
4- الجماعة:
- وهي جماعة المسلمين وإمامهم، والتحذير من الفرقة والاختلاف.
5- التحذير من دعوى الجاهلية:
- كالافتخار بالأنساب والقبائل والتعصب لها، أو الدعوة إلى غير الإسلام.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1. وجوب إخلاص العبادة لله تعالى وحده، وعدم الشرك به.
2. أهمية الخشوع في الصلاة وعدم الالتفات فيها.
3. فضل الصيام وأنه من أسباب القرب من الله.
4. فضل الصدقة وأنها تقي من عذاب الله.
5. فضل ذكر الله وأنه حصن من الشيطان.
6. وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف.
7. فضل الجهاد في سبيل الله.
8. فضل الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.
9. وجوب لزوم جماعة المسلمين والتحذير من الفرقة.
10. التحذير من التعصب للقبائل والجاهلية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على أن الشرك أعظم الذنوب، لأنه شبّهه بعبد يعمل لغير سيده.
- الالتفات في الصلاة من نقص الخشوع، وقد يذهب بأجر الصلاة.
- الصيام ليس فقط امتناعًا عن الطعام والشراب، بل هو عبادة عظيمة يثيب الله عليها.
- الصدقة لا تقتصر على المال، بل تشمل كل ما يقدمه المسلم لأخيه.
- ذكر الله يكون بالقلب واللسان، وهو من أفضل الأعمال.
- لزوم جماعة المسلمين من أصول الإسلام، ومن فرقها فقد تعرض نفسه للهلاك.
- دعوى الجاهلية منكر عظيم، وهو من أسباب دخول النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٨٦٣) عن محمد بن إسماعيل (البخاريّ) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أنّ أبا سلّام، حدّثه .. فذكر مثله.
قال الترمذيّ: «حديث حسن صحيح غريب. قال محمد بن إسماعيل (البخاريّ): «الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث».
ورواه أيضًا عن محمد بن بشّار، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، عن الحارث الأشعريّ، عن النّبيّ ﷺ، بمعناه.
وقال «هذا حديث حسن غريب. وأبو سلّام: اسمه ممطور، وقد رواه علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير». انتهى.
قال الأعظمي: ورواه أحمد (١٧١٧٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٨٩٥)، وابن حبان (٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ٤٢١) كلّهم من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به، نحوه.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 166 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبدة الله ولا تشركوا به شيئًا

  • 📜 حديث: عبدة الله ولا تشركوا به شيئًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبدة الله ولا تشركوا به شيئًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبدة الله ولا تشركوا به شيئًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبدة الله ولا تشركوا به شيئًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب