ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

حديث: ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: أتيت بالبراق في قصة الإسراء والمعراج وفيه: «ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل عليه السلام قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى ﷺ فرحب ودعا لي بخير».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٢: ٢٥٩) عن شيبان بن فروخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: أتيت بالبراق في قصة الإسراء والمعراج وفيه: «ثم عرج بنا إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل ﵇ قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى ﷺ فرحب ودعا لي بخير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف جزء من حديث الإسراء والمعراج الطويل، الذي هو من أعجب وأعظم معجزات النبي ﷺ، وقد رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما بألفاظ متقاربة.
أولاً: شرح المفردات:
● البراق: هو الدابة التي ركبها النبي ﷺ ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى، وكانت دون البغل وفوق الحمار، بيضاء اللون، تضع حافرها عند منتهى بصرها.
● عُرِجَ بنا: أي صعد بنا وارتفع من الأرض إلى السماء.
● السماء السادسة: السماء السابعة هي أعلى السماوات، فالسادسة التي تليها.
● استفتح: طلب الفتح، أي طلب من الذي على الباب أن يفتحه لهم.
● قيل: القائل هنا هم الملائكة الحفظة للسماء.
● وقد بُعث إليه؟: أي هل أُرسل إليه (أي إلى محمد) ليصعد إلى السماء؟ وهي استفهام للاستعلام والاستئناس، لا للشك.
● فرحّب: أي رحّب به ترحيباً حاراً وأظهر له البشاشة والسرور.
● دعا لي بخير: سأل الله تعالى لي الخير والبركة والنصرة.
ثانياً: شرح الحديث:
يصف لنا النبي ﷺ جزءاً من رحلة المعراج العظيمة، حيث أنه بعد أن صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى، بدأ الصعود إلى السماوات العلى. وفي كل سماء كان يلتقي بنبي من أولي العزم من الرسل.
ففي هذا المقطع، يصل النبي ﷺ مع جبريل عليه السلام إلى باب السماء السادسة. فيقف جبريل ويستأذن من الملائكة الموكلين بذلك الباب. فيسألونه عن هويته وعمن معه، فيجيبهم. وعندما يسمعون أن معه النبي محمداً ﷺ، يستعلمون إذا كان قد بُعث إليه (أي إذا كان قد أُذن له بدخول السماوات)، فيخبرهم جبريل بالإيجاب. عندها يفتحون الباب ترحيباً وإكراماً.
فإذا بالنبي ﷺ يرى داخل السماء السادسة سيدنا موسى بن عمران عليه السلام، نبي بني إسرائيل وكليم الله. فيقوم موسى عليه السلام – وهو من هو في مكانته ومنزلته – بمقابلته ترحيباً حاراً، بل ويزيد على ذلك فيسأل الله تعالى له بالخير والدعم والتأييد في دعوته. وهذا من تواضع الأنبياء وحسن أخوّتهم.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عظمة منزلة النبي ﷺ: إن استئذان جبريل له وصعوده به إلى السماوات وترحيب الأنبياء به كلها دلائل على علو قدره ومنزلته عند الله تعالى، فهو سيد ولد آدم.
2- أخوة الأنبياء وتواضعهم: لقاء موسى عليه السلام بالنبي ﷺ وترحيبه به ودعاؤه له هو مثال رائع على التعاون والتآخي بين الأنبياء وعدم وجود الحسد أو المنافسة الدنيوية بينهم. كلهم إخوة يدعون إلى دين واحد.
3- فضل موسى عليه السلام: لقاء النبي ﷺ به في السماء السادسة يدل على علو منزلته عند الله تعالى. وقد ورد في بعض الروايات أنه كان في السماء السادسة.
4- حقيقة المعراج: الحديث دليل على حقيقة الإسراء والمعراج بالروح والجسد، وأنه معجزة حقيقية لا مجال لتأويلها.
5- أدب الملائكة: نلاحظ أدب الملائكة في استئذانهم واستعلامهم عن هوية القادمين، حتى مع معرفتهم بجبريل، مما يدل على انضباطهم التام في تنفيذ أوامر الله.
رابعاً: معلومات إضافية:
- في الروايات الأخرى أن النبي ﷺ في السماوات الأخرى قابل:
- في السماء الأولى: آدم عليه السلام.
- في السماء الثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام.
- في السماء الثالثة: يوسف عليه السلام.
- في السماء الرابعة: إدريس عليه السلام.
- في السماء الخامسة: هارون عليه السلام.
- في السماء السادسة: موسى عليه السلام (كما في هذا الحديث).
- في السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام.
- كان ترحيب كل نبي بالنبي ﷺ ودعاؤه له بخير، مما يدل على بشارة جميع الأنبياء به وانتظارهم له.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٦٢: ٢٥٩) عن شيبان بن فروخ، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

📜 حديث: ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية