حديث: يقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في تخفيف قراءة القرآن على داود ﵇

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «خُفِّف على داود عليه السلام القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤١٧)، عن عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «خُفِّف على داود ﵇ القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فيسرني أن أقدم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

نص الحديث:


عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «خُفِّف على داود ﷺ القرآن، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده».


أولاً. شرح المفردات:


● خُفِّف: التخفيف هنا بمعنى التيسير والتسهيل، أي سهل الله عليه تلاوة القرآن وحفظه.
● داود ﷺ: هو النبي داود عليه السلام، أحد أولي العزم من الرسل، وأُعطي الزبور.
● دوابه: جمع دابة، وهي البهائم التي يركبها أو يحمل عليها متاعه.
● تسرج: السَّرج هو وضع اللجام والسرج على الدابة استعدادًا للركوب.
● من عمل يده: أي من كسبه وتعبيه الشخصي، وكان يعمل في صناعة الدروع.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن نبي الله داود عليه السلام، وأن الله تعالى قد يسر عليه تلاوة القرآن (أو الزبور، وقيل المراد به هنا الكتب المنزلة بشكل عام) تيسيراً عجيباً.
حيث كان عليه السلام إذا أراد الخروج، أمر خدمه أن يجهزوا دوابه (أي يحضروا الدواب ويسرجوها) للرحلة. وكان الوقت الذي يستغرقه تجهيز الدواب قصيراً جداً، إلا أنه كان يقرأ في هذا الوقت القصير القدر الكبير من القرآن (أو الزبور) الذي خُفف عليه.
ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفة أخرى عظيمة لداود عليه السلام، وهي أنه كان لا يأكل إلا من كسب يده وعملها، وكان يعمل في صنع الدروع كما أخبر الله تعالى في كتابه.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الله تعالى على أنبيائه: فالتخفيف هنا منة من الله تعالى على نبيه داود، بتيسير تلاوة الكتاب المنزل عليه.
2- الاجتهاد في العبادة واستغلال الوقت: فداود عليه السلام لم يكن يضيع لحظة من وقته، بل كان يستثمر حتى اللحظات القصيرة التي تسبق سفره في عبادة الله وقراءة كتابه.
3- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: كان يأمر بتجهيز الدواب (أخذ بالأسباب) ثم يتوجه لعبادة ربه (توكل على الله).
4- شرف العمل والكسب الحلال: ختم الحديث بذكر أنه كان لا يأكل إلا من عمل يده، ليرغب الأمة في الاكتساب الحلال والعفة عن سؤال الناس، وأن هذا من أخلاق الأنبياء.
5- الحث على الاقتداء بالأنبياء: في استغلال الأوقات، وإتقان العمل، والتقوّي بعمل اليد على الطاعة.


رابعاً. معلومات إضافية:


- المقصود بـ "القرآن" هنا على الأرجح هو الزبور الذي أنزل على داود، أو الكتب المنزلة بشكل عام، وليس القرآن الكريم الذي أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
- كان عمل نبي الله داود عليه السلام هو صناعة الدروع من الحديد، كما قال تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} [الأنبياء: 80].
- هذا الحديث يجمع بين فضيلتين عظيمتين: فضيلة العبادة، وفضيلة الكسب الحلال.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤١٧)، عن عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة .. فذكره.
والمراد بالقرآن هو ما جُمع ويُقرأ. والمقصود به هنا الزبور الذي أوتي داود عليه السلام وعدده
في التوراة الموجودة مائة وخمسون زبورًا أشار إليه قتادة بقوله: «كنا نتحدث أن الزبور مائة وخمسون سورة كلها مواعظ وثناء، وليس فيها حلال ولا حرام، ولا فرائض ولا حدود». انظر: الفتح (٦/ ٤٥٥)، والبداية والنهاية (٢/ ٣٠٧).
وليس المقصود به القرآن المعهود لهذه الأمة الذي أنزل على نبينا محمد ﷺ باللغة العربية، وأما زبور داود عليه السلام فقد كان باللغة العبرية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 141 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه

  • 📜 حديث: يقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب