سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

حديث: سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

عن العوام قال: سألت مجاهدًا عن سجدة في ص فقال: سألت ابن عباس من أين سجدت؟ فقال: أو ما تقرأ ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ فكان داود ممن أمر نبيكم ﷺ أن يقتدي به، فسجدها داود عليه السلام فسجدها رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٨٠٧) عن محمد بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونعلم.
هذا الحديث الذي ذكر يرويه العوام عن مجاهد، وهو من كبار التابعين وعلماء التفسير، وقد سأل مجاهدًا عن سجدة في سورة "ص"، فأجابه بأنه سأل ابن عباس - حبر الأمة وترجمان القرآن - عن أصل هذه السجدة، فاستدل ابن عباس بقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

شرح المفردات:

● العوام: هو العوام بن حوشب، ثقة من التابعين.
● مجاهد: هو مجاهد بن جبر، إمام كبير في التفسير، من تلاميذ ابن عباس.
● سجدة في ص: المقصود السجدة الواردة في سورة ص، وهي السجدة في قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص: 24].
● فبهداهم اقتده: أي بهدى هؤلاء الأنبياء الذين ذكرهم الله في الآيات السابقة فاقتدِ يا محمد.

شرح الحديث:

يبيّن لنا هذا الحديث سبب سجود النبي صلى الله عليه وسلم في سورة ص، حيث يروي العوام أنه سأل مجاهدًا عن هذه السجدة، فأخبره مجاهد أنه سأل ابن عباس عنها، فاستدل ابن عباس رضي الله عنهما بالآية الكريمة {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} والتي تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأنبياء السابقين.
وقد كان نبي الله داود عليه السلام من هؤلاء الأنبياء الذين أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، وقد سجد داود عليه السلام في موضع التوبة والإنابة كما ذكر الله في سورة ص، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم اقتداءً به.

الدروس المستفادة:

1- وجوب الاقتداء بالأنبياء: فهم القدوة والأسوة، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم.
2- فضل سجود التلاوة: وهي سجدة شكر لله على نعمه، وتذلل بين يديه.
3- حسن الاستدلال: حيث استدل ابن عباس رضي الله عنهما بالآية الكريمة على مشروعية هذه السجدة.
4- التواضع والإنابة إلى الله: كما فعل داود عليه السلام حين أدرك تقصيره فبادر إلى السجود والاستغفار.

معلومات إضافية:

- سجدة سورة ص هي من السجدات المُتَّفَق على مشروعيتها عند أهل العلم.
- هذه السجدة تدل على أن الاقتداء بالأنبياء السابقين مشروع ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه.
- ينبغي للمسلم عند مروره بآية سجدة أن يسجد ويقول كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم: "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته" رواه الترمذي.
أسأل الله أن يجعلنا من المقتدين بنبيه صلى الله عليه وسلم، والمتبعين لهدي أنبيائه ورسله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٨٠٧) عن محمد بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال: فذكره.
قال الأعظمي: الآية التي سجد النبي ﷺ في سورة ص هي قوله تعالى: ﴿وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: ٢٤].

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 142 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

📜 حديث: سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سألت ابن عباس من أين سجدت في ص

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية