حديث: سأل موسى ربه عن ست خصال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جملة خصالٍ سألها موسى ﵇ ربَّه

عن أبي هريرة: عن رسول الله ﷺ أنه قال: «سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها قال: يا رب أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر. قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى
قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص» قال رسول الله ﷺ: «ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس وإذا أراد الله بعبد خيرًا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبد شرًّا جعل فقره بين عينيه».

حسن: رواه ابن حبان (٦٢١٧) عن عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا السمح حدثه، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة .

عن أبي هريرة: عن رسول الله ﷺ أنه قال: «سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها قال: يا رب أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر. قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى
قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص» قال رسول الله ﷺ: «ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس وإذا أراد الله بعبد خيرًا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبد شرًّا جعل فقره بين عينيه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مثل الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"، وابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم"، وغيرهما من الأئمة الأعلام.

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن رسول الله ﷺ أنه قال: «سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها قال: يا رب أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر ولا ينسى. قال: فأي عبادك أهدى؟ قال: الذي يتبع الهدى قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه. قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر غفر. قال: فأي عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى. قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب منقوص» قال رسول الله ﷺ: «ليس الغنى عن ظهر إنما الغنى غنى النفس وإذا أراد الله بعبد خيرًا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد الله بعبد شرًّا جعل فقره بين عينيه».


1. شرح المفردات:


● يظن أنها له خالصة: يعتقد أنها من صفاته الخاصة به دون غيره.
● أتقى: الأكثر تقوى وورعًا.
● يذكر ولا ينسى: يذكر الله دائمًا ولا يغفل عن ذكره.
● أهدى: الأكثر استقامة على طريق الحق.
● يتبع الهدى: يلتزم طريق الحق ويستمر عليه.
● أحكم: الأكثر حكمة وعدلاً في أحكامه.
● يحكم للناس كما يحكم لنفسه: يحكم لهم بالعدل كما يحب أن يحكم لنفسه.
● عالم لا يشبع من العلم: لا يمل من طلب العلم بل يزيد فيه حرصًا.
● يجمع علم الناس إلى علمه: يستفيد من علوم الآخرين ولا يستنكف عن الأخذ منهم.
● أعز: الأكثر عزة وشرفًا.
● إذا قدر غفر: إذا قَدِر على الانتقام عفا وصفح.
● أغنى: الأكثر غنىً وقناعة.
● يرضى بما يؤتى: يرضى بما أعطاه الله ولا يسخط.
● أفقر: الأكثر فقرًا وحاجة.
● صاحب منقوص: الذي يشعر دائمًا بالنقص وعدم الكفاية، ولا يرضى بما لديه.
● ليس الغنى عن ظهر: ليس الغنى بكثرة المال.
● غنى النفس: قناعة القلب ورضاه.
● جعل غناه في نفسه: جعل قلبه غنيًا بالقناعة.
● جعل فقره بين عينيه: جعل شعوره بالفقر وحب المال دائمًا في ذهنه ونظره.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يروي قصة سؤال النبي موسى عليه السلام ربه عن صفات أفضل العباد، حيث ظن أن هذه الصفات مختصة به، لكن الله تعالى بين له أن الأفضلية تكون بتحقيق هذه المعاني الحقيقية لا بمجرد ادعائها.
أولاً: أي عبادك أتقى؟
- الجواب: الذي يذكر ولا ينسى، أي دائم الذكر لله، لا يغفل عن طاعته، فالتقوى الحقيقية هي دوام المراقبة لله والخوف منه.
ثانيًا: أي عبادك أهدى؟
- الجواب: الذي يتبع الهدى، أي الذي يلتزم طريق الحق ويستمر عليه، ولا يحيد عنه، فالهداية ليست مجرد معرفة الطريق، بل الثبات عليه.
ثالثًا: أي عبادك أحكم؟
- الجواب: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه، أي يعدل في حكمه ويحب للناس ما يحبه لنفسه، فلا يحابي ولا يجور.
رابعًا: أي عبادك أعلم؟
- الجواب: عالم لا يشبع من العلم، يجمع علم الناس إلى علمه، فالعلم الحقيقي هو التواضع في طلب العلم وعدم الشعور بالاستغناء عنه، والأخذ من كل مصدر مفيد.
خامسًا: أي عبادك أعز؟
- الجواب: الذي إذا قدر غفر، فالعزة ليست في القوة والانتقام، بل في العفو عند المقدرة، وهذا دليل على قوة النفس وسمو الأخلاق.
سادسًا: أي عبادك أغنى؟
- الجواب: الذي يرضى بما يؤتى، فالغنى الحقيقي هو غنى النفس والقناعة، وليس كثرة المال.
سابعًا: أي عبادك أفقر؟
- الجواب: صاحب منقوص، وهو الذي لا يرضى بما أعطاه الله، دائم التذمر والشعور بالنقص، ففقره نفسي قبل أن يكون ماديًا.
ثم علق النبي ﷺ على هذه الإجابات بقوله:
«ليس الغنى عن ظهر، إنما الغنى غنى النفس»، أي أن الغنى ليس بكثرة المال، بل بقناعة القلب ورضاه.
«وإذا أراد الله بعبد خيرًا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه»، أي من أراد الله به خيرًا جعله قنوعًا متقياً.
«وإذا أراد الله بعبد شرًا جعل فقره بين عينيه»، أي جعله دائم التفكير في الفقر والحرص على الدنيا.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التواضع في العلم والعبادة: فلا ينبغي لأحد أن يظن أنه الأفضل في شيء، فالأفضلية تكون بالاستمرار والصدق في الطاعة.
2- حقيقة التقوى: لي
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٦٢١٧) عن عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا السمح حدثه، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل دراج أبي السمح، وهو مختلف فيه غير أنه يحسن حديثه عن غير أبي الهيثم، وروايته هنا عن عبد الرحمن بن حُجيرة وهو ثقة.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ﷺ أنه قال: «قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك. به قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب، كل عبادك يقول هذا. قال: قل: لا إله إلا الله قال: إنما أريد شيئا تخصني به قال: يا موسى، لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله». فهو ضعيف.
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٨٣٤)، وابن حبان (٦٢١٨)، وأبو يعلى (١٣٩٣)، والطبراني في الدعاء (١٤٨٠، ١٤٨٠) كلهم من طرق عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره.
ودراج أبو السمح ضعيف في أبي الهيثم كما قال أحمد وأبو داود وغيرهما.
وأما قول الحافظ في الفتح (١١/ ٢٠٨): أخرج النسائي بسند صحيح فهو مخالف لما في التقريب من قوله: «صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعيف».
روي أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ أنه قال: «إن موسى قال: أي رب عبدك المؤمن تُقَتّر عليه في الدنيا. قال: فيفتح له باب الجنة فينظر إليها قال: يا موسى، هذا ما أعددت له. فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك: لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة، وكان هذا مصيره لم ير بؤسًا قط. قال: ثم قال موسى: أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا. قال: فيفتح له باب من النار فيقال: يا موسى هذا ما أعددت له. فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك! لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة، وكان هذا مصيره كان لم ير خيرًا قط».
رواه أحمد (١١٧٦٧)، وأبو نعيم في صفة الجنة (٤٠، ٤١) كلاهما من رواية يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره. وفي سنده: ابن لهيعة، ودراج عن أبي الهيثم وكلاهما ضعيفان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 132 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سأل موسى ربه عن ست خصال

  • 📜 حديث: سأل موسى ربه عن ست خصال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سأل موسى ربه عن ست خصال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سأل موسى ربه عن ست خصال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سأل موسى ربه عن ست خصال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب