حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خبر نبيٍّ حُبستْ له الشمسُ

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ولا آخر، قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولا دها قال: فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس: أنتِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال: فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال: فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال: فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال: فيكم الغلول أنتم غللتم قال: فأخرجوا له مثل رأس
بقرة من ذهب. قال: فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيّبها لنا».

متفق عليه: رواه البخاري في فرض الخمس (٣١٢٤)، ومسلم في الجهاد (١٧٤٧: ٣٢) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال .

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ولا آخر، قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو منتظر ولا دها قال: فغزا فأدنى للقرية حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس: أنتِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال: فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال: فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل، فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال: فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال: فيكم الغلول أنتم غللتم قال: فأخرجوا له مثل رأس
بقرة من ذهب. قال: فوضعوه في المال وهو بالصعيد، فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ذلك بأن الله ﵎ رأى ضعفنا وعجزنا فطيّبها لنا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ التي تحكي قصة نبي من الأنبياء السابقين، وفيه عبر ودروس مهمة للمسلمين.

أولاً. شرح المفردات:


● غزا نبي من الأنبياء: خرج للقتال في سبيل الله.
● مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ: تزوج امرأة وعقد عليها ولكن لم يدخل بها بعد.
● يُبْنِي بِهَا: يقيم معها ويستمتع بها (أي يدخل بها).
● بَنَى بِنَاءً وَلَمْ يَرْفَعْ سَقْفَهَا: بدأ في بناء بيت ولكن لم يكمل سقفه بعد.
● خَلِفَاتٍ: إناث الإبل الحوامل.
● انْتَظَرَ وِلَادَهَا: ينتظر أن تلد.
● أَدْنَى لِلْقَرْيَةِ: اقترب من القرية التي يريد قتال أهلها.
● احْبِسْهَا عَلَيَّ: أمسكها وأوقف حركتها.
● الْغُلُول: الخيانة في الغنيمة بأخذ شيء منها بغير حق قبل القسمة.
● لِيُبَايِعْنِي: ليعاهدني ويصافحني.
● لَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ: التصقت يد الرجل بيد النبي علامة على أنه هو الغال.
● مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ: قطعة من الذهب بحجم رأس بقرة.
● الصَّعِيد: الأرض.
● لَمْ تُحَلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ قَبْلَنَا: لم تكن حلالاً لأمم قبلنا يأخذونها لأنفسهم بدون قتال.

ثانياً. شرح الحديث:


يحكي النبي ﷺ قصة نبي من الأنبياء السابقين خرج للجهاد في سبيل الله. وقبل الخروج، اشترط على قومه ألا يتبعه من انشغل بملذات الدنيا وزينتها، وهم ثلاثة أصناف:
1. رجل عقد على امرأة ولم يدخل بها بعد، وهو مشتاق لذلك.
2. رجل بدأ في بناء بيت ولم يكمل سقفه بعد.
3. رجل اشترى ماشية منتظرة نتاجها (حوامل ينتظر ولادتها).
فانطلق هذا النبي بمن معه، وعندما اقترب من قرية العدو وقت صلاة العصر، خشي أن تفوته الصلاة، فدعا الله أن توقف الشمس عن الحركة حتى يتمكن من الفتح ويصلي في وقتها، فاستجاب الله له وحبست الشمس.
بعد الانتصار وجمع الغنائم، حاولت النار (وهي نار كانت تنزل من السماء لتأكل الغنائم إشارة إلى القبول) أن تأكل الغنائم فلم تقبل، مما دل على وجود خيانة (غُلول) في الغنيمة. فطلب النبي من كل قبيلة أن يبايعوه رجل واحد (أي يصافحه)، ففعلوا، فلصقت يد رجل بيد النبي، فعرف أنه الغال. ثم طلب من القبيلة كلها أن تبايع، فاكتشف أن هناك اثنين أو ثلاثة متورطين. فأخرجوا ما أخفوه من الذهب (بحجم رأس بقرة) ووضعوه مع الغنائم، فقبلته النار وأكلته.
ثم بين النبي ﷺ أن الغنائم لم تكن حلالاً للأمم السابقة بسبب ضعفهم، فكانت النار تأتي لتحرقها ولا يأخذونها، ولكن الله أباحها لهذه الأمة رحمة بها وتيسيراً عليها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الجهاد وعلو همة الأنبياء وأتباعهم: حيث فضلوا الجهاد على ملذات الدنيا وشهواتها.
2- أهمية إخلاص النية لله تعالى: في الجهاد وغيره من الأعمال.
3- كرامات الأولياء والأنبياء: وهي معجزات وخوارق العادات التي يجريها الله على أيديهم تأييداً لهم، كحبس الشمس.
4- تحريم الغلول (الخيانة في الغنيمة): وهو من كبائر الذنوب، وفيه وعيد شديد.
5- أن الله لا يقبل العمل مع وجود الخيانة أو الحرام: كما لم تقبل النار الغنيمة بسبب الذهب المغلول.
6- الحكمة من إباحة الغنائم لهذه الأمة: حيث جعلها الله حلالاً طيباً لهم رحمة بهم وتخفيفاً عنهم.
7- جواز استخدام الكشف والقرعة في الأمور المشتبهة: كما فعل النبي في اكتشاف الغلول بالمبايعة.
8- أن الدنيا وزينتها لا ينبغي أن تشغل المسلم عن طاعة الله والجهاد في سبيله.

رابعاً. معلومات إضافية:


- الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- هذا النبي الذي حبست له الشمس هو يوشع بن نون عليه السلام، فتى موسى، كما ذكر many أهل العلم.
- النار التي كانت تنزل من السماء كانت علامة على رضا الله وقبوله للغنيمة، فإذا لم تنزل أو لم تأكل دل ذلك على وجود معصية.
- الغنائم أصبحت حلالاً لأمة محمد ﷺ بنص القرآن في سورة الأنفال، وهي من خصائص هذه الأمة.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فرض الخمس (٣١٢٤)، ومسلم في الجهاد (١٧٤٧: ٣٢) كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة قال .. فذكره.
وهذا النبي لم يرد تعيينه في طرق الحديث، ولكن أخرج الحاكم (٢/ ١٣٩) بسند فيه مبارك بن فضالة، عن كعب الأحبار أن هذا النبي هو: يوشع بن نون، وهذه القرية هي: مدينة أريحا. ومبارك بن فضالة ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 183 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة

  • 📜 حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب