إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

حديث: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

عن أبي سعيد الخدري قال: لما توفي رسول الله ﷺ قام خطباء الأنصار، فجعل منهم من يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله ﷺ كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم، والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، قال: فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين، وإنما الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله ﷺ. فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيرا من حي يا معشر الأنصار وثبت قائلكم، ثم قال: والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم.

صحيح: رواه أحمد (٢١٦١٧) والطبراني في الكبير (٥/ ١٢٢) والحاكم (٣/ ٧٦) كلهم من حديث عفان بن مسلم، حدثنا وهيب بن خالد، حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي
سعيد الخدري، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، مع بيان دروسه وعبره:

الحديث ومصدره:

هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "فضائل الصحابة"، باب "مناقب الأنصار"، ورواه الإمام أحمد في مسنده، وغيرهما من أئمة الحديث. وهو حديث صحيح متفق على صحته.

شرح المفردات:

● تتابعت خطباء الأنصار: تعاقبوا وتوالوا في الخطابة.
● قرن معه رجلا منا: جعل معه شريكًا أو معينًا من الأنصار.
● يلي هذا الأمر: يتولى الخلافة والإمامة.
● ثبت قائلكم: أثبت الله قولكم وقوّاه، أو مدح ثباتكم وإصابتكم في الرأي.

شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن موقف جليل حصل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، عندما اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لبحث مسألة الخلافة.
1- مقترح الأنصار الأولي: قام خطباء الأنصار يعبرون عن رأي بأن تكون الإمامة مشتركة بين المهاجرين والأنصار، بحيث يكون هناك خليفتان: واحد من المهاجرين وآخر من الأنصار. واستدلوا على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ولّى عاملاً من المهاجرين جعل معه أنصاريًا يساعده.
2- رد زيد بن ثابت: قام زيد بن ثابت رضي الله عنه (وهو من الأنصار) فردّ على هذا الرأي بحكمة ووعي، قائلاً: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، والإمامة ينبغي أن تكون في المهاجرين، والأنصار هم أنصار الخليفة كما كانوا أنصار النبي صلى الله عليه وسلم.
3- رد أبي بكر الصديق: ثم قام أبو بكر رضي الله عنه فأثنى على الأنصار خيرًا، وشكر لهم رأيهم، ثم بين بحزم أن المهاجرين لن يقبلوا غير هذا، وأنهم لو أصرّ الأنصار على رأيهم الأول لكان ذلك سببًا للخلاف وعدم المصالحة.

الدروس المستفادة:

1- الحكمة في حل الخلافات: الموقف يظهر حكمة الصحابة رضي الله عنهم في مناقشة الأمور المصيرية، حيث جمعوا بين الشورى والحكمة والاحترام المتبادل.
2- فضل الأنصار: ثناء أبي بكر رضي الله عليه على الأنصار يدل على مكانتهم وفضلهم، وأنهم أهل للثناء والتقدير.
3- الإمامة في قريش: تأكيد زيد بن ثابت وأبي بكر على أن الإمامة في المهاجرين (قريش) يتوافق مع الأحاديث النبوية التي تدل على أن الخلافة في قريش.
4- وحدة الصف: حرص الجميع على وحدة الكلمة وعدم التفرق، حيث أن أبو بكر حذر من عواقب الاختلاف، مما يدل على أهمية الاجتماع وعدم التشتت.
5- الشورى أساس الحكم: الموقف كله يجسد مبدأ الشورى الذي أمر به الإسلام، حيث ناقش الصحابة الأمر بينهم واختاروا الأصلح.

خاتمة:

هذا الحديث من الأحاديث العظيمة التي تبين سمو أخلاق الصحابة رضي الله عنهم، وحكمتهم في إدارة الأمور، وحرصهم على مصلحة الأمة ووحدتها. وفيه دليل على أن الخلافة كانت بالشورى والاختيار، لا بالوراثة أو القهر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٦١٧) والطبراني في الكبير (٥/ ١٢٢) والحاكم (٣/ ٧٦) كلهم من حديث عفان بن مسلم، حدثنا وهيب بن خالد، حدثنا داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي
سعيد الخدري، فذكره.
وزاد الحاكم: فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله ﷺ وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله ﷺ فبايعه، ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاءوا به، فقال: ابن عمة رسول الله ﷺ وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين، فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله ﷺ فبايعاه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي.
ونقل ابن كثير في البداية والنهاية (٨/ ٩٠) عن أبي علي الحافظ الحسين بن علي قال: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج، فسألني عن هذا الحديث، فكتبته له في رقعة، وقرأت عليه وقال: هذا حديث يَسْوَى بدنةً، فقلت: يَسْوَى بدنةً بل يَسْوَى بدرةً.
وبدرة: كيس فيه مقدار من المال يتعامل به، ويقدم في العطايا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 856 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

📜 حديث: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون من المهاجرين

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية