حديث: كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إنكار عمر بموت النبي ﷺ لعظم وقوعه على قلبه

عن يزيد بن بابنوس، قال: ذهبت أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها، فألقت لنا وسادة، وجذبت إليها الحجاب، فقال صاحبي: يا أم المؤمنين! ما تقولين في العراك؟ قالت: وما العراك؟ وضربت منكب صاحبي، فقالت: مه آذيت أخاك، ثم قالت: ما العراك؟ المحيض؟ قولوا ما قال الله: المحيض. ثم قالت: كان رسول الله ﷺ يتوشحني، وينال من رأسي، وبيني وبينه ثوب، وأنا حائض، ثم قالت: كان رسول الله ﷺ إذا مر ببابي مما يلقي الكلمة ينفع الله عز وجل بها، فمر ذات يوم فلم يقل شيئا، ثم مر أيضا فلم يقل شيئا - مرتين أو ثلاثا - قلت: يا جارية، ضعي لي وسادة على الباب، وعصبت رأسي، فمر بي، فقال: «يا عائشة، ما شأنك؟» فقلت: أشتكي رأسي. فقال: «أنا وارأساه» فذهب، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء، فدخل علي وبعث إلى النساء، فقال: «إني قد اشتكيت، وإني لا أستطيع أن أدور بينكن، فأذن لي فلأكن عند عائشة». فكنت أوضئه، ولم أكن أوضئ أحدا قبله فبينما رأسه ذات يوم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه يريد من رأسي حاجة، فخرجت من فيه نطفة باردة، فوقعت على ثغرة نحري، فاقشعر لها جلدي، فظننت أنه غشي عليه، فسجيته ثوبا، فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا، فأذنت لهما، وجذبت إلي الحجاب، فنظر عمر إليه، فقال: وا غشياه ما أشد غشي رسول الله ﷺ، ثم قاما، فلما دنوا من الباب، قال المغيرة: يا عمر! مات رسول الله ﷺ. قال: كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة، إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين. ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب، فنظر إليه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. مات رسول الله ﷺ، ثم أتاه من قبل رأسه، فحدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: وانبياه! ثم رفع رأسه، ثم حدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: واصفياه! ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل، وقال: واخليلاه! مات رسول الله ﷺ، فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويتكلم، ويقول: إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله عز وجل المنافقين، فتكلم أبو بكر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] حتى فرغ من الآية، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤] حتى فرغ من الآية، فمن كان يعبد الله عز وجل فإن الله حي، ومن كان يعبد
محمدا فإن محمدا قد مات. فقال عمر: أو إنها لفي كتاب الله؟ ما شعرت أنها في كتاب الله، ثم قال عمر: يا أيها الناس! هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايِعوه فبايَعوه.

حسن: رواه أحمد (٢٥٨٤١) وأبو يعلى (٤٩٦٢) والبيهقي في الدلائل (٧/ ٢١٣ - ٢١٤) كلهم من حديث أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، فذكره، وعند أبي داود (٢١٣٧) مختصرا من هذا الوجه.

عن يزيد بن بابنوس، قال: ذهبت أنا وصاحب لي إلى عائشة فاستأذنا عليها، فألقت لنا وسادة، وجذبت إليها الحجاب، فقال صاحبي: يا أم المؤمنين! ما تقولين في العراك؟ قالت: وما العراك؟ وضربت منكب صاحبي، فقالت: مه آذيت أخاك، ثم قالت: ما العراك؟ المحيض؟ قولوا ما قال الله: المحيض. ثم قالت: كان رسول الله ﷺ يتوشحني، وينال من رأسي، وبيني وبينه ثوب، وأنا حائض، ثم قالت: كان رسول الله ﷺ إذا مر ببابي مما يلقي الكلمة ينفع الله ﷿ بها، فمر ذات يوم فلم يقل شيئا، ثم مر أيضا فلم يقل شيئا - مرتين أو ثلاثا - قلت: يا جارية، ضعي لي وسادة على الباب، وعصبت رأسي، فمر بي، فقال: «يا عائشة، ما شأنك؟» فقلت: أشتكي رأسي. فقال: «أنا وارأساه» فذهب، فلم يلبث إلا يسيرا حتى جيء به محمولا في كساء، فدخل علي وبعث إلى النساء، فقال: «إني قد اشتكيت، وإني لا أستطيع أن أدور بينكن، فأذن لي فلأكن عند عائشة». فكنت أوضئه، ولم أكن أوضئ أحدا قبله فبينما رأسه ذات يوم على منكبي إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه يريد من رأسي حاجة، فخرجت من فيه نطفة باردة، فوقعت على ثغرة نحري، فاقشعر لها جلدي، فظننت أنه غشي عليه، فسجيته ثوبا، فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا، فأذنت لهما، وجذبت إلي الحجاب، فنظر عمر إليه، فقال: وا غشياه ما أشد غشي رسول الله ﷺ، ثم قاما، فلما دنوا من الباب، قال المغيرة: يا عمر! مات رسول الله ﷺ. قال: كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة، إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله ﷿ المنافقين. ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب، فنظر إليه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. مات رسول الله ﷺ، ثم أتاه من قبل رأسه، فحدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: وانبياه! ثم رفع رأسه، ثم حدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: واصفياه! ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل، وقال: واخليلاه! مات رسول الله ﷺ، فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويتكلم، ويقول: إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله ﷿ المنافقين، فتكلم أبو بكر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن الله ﷿ يقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] حتى فرغ من الآية، ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤] حتى فرغ من الآية، فمن كان يعبد الله ﷿ فإن الله حي، ومن كان يعبد
محمدا فإن محمدا قد مات. فقال عمر: أو إنها لفي كتاب الله؟ ما شعرت أنها في كتاب الله، ثم قال عمر: يا أيها الناس! هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايِعوه فبايَعوه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يجمع بين عدة مشاهد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحسب الطلب:

أولاً. شرح المفردات:


● العراك: كلمة كانت تستعمل في الجاهلية للحيض، فأرشدت عائشة رضي الله عنها إلى استعمال اللفظ القرآني وهو "المحيض".
● يتوشحني: أي يضعني على كتفه أو يعانقني بلطف.
● ينال من رأسي: يلمس رأسي أو يداعب شعري.
● غشي عليه: أي أُصيب بالإغماء أو فقدان الوعي.
● حوسك فتنة: أي تُحيط بك الفتنة وتُقلقك.
● حدر فاه: أي أنزله أو قَرَّبه.


ثانيًا. شرح الحديث:


1- الجزء الأول: أدب التعبير عن الحيض
عندما سأل صاحب يزيد بن بابنوس أم المؤمنين عائشة عن "العراك" -وهي كلمة جاهلية للحيض- نبهته على عدم استعمال هذه الألفاظ، وأمرته باستعمال اللفظ القرآني "المحيض"، مما يدل على حرص الصحابة على التعبير بلفظ القرآن وتجنب ألفاظ الجاهلية.
2- الجزء الثاني: معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لأهله أثناء الحيض
بينت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يباشرها وهي حائض، ويقترب منها مع وجود حائل (ثوب)، مما يدل على جواز المداعبة والمباشرة بين الزوجين أثناء الحيض ما عدا الجماع.
3- الجزء الثالث: بداية مرض النبي صلى الله عليه وسلم
ذكرت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر عليها ويُلقي كلمة نافعة، ثم توقف عن ذلك، فشكت صداعًا، فشكى هو أيضًا الصداع، ثم اشتد مرضه حتى أُدخل عليها محمولاً.
4- الجزء الرابع: وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بينما كان رأسه صلى الله عليه وسلم على منكب عائشة، خرجت من فمه نطفة باردة (آخر عَرَق أو رطوبة الموت)، ففزعت وظنت أنه أغمي عليه، ثم جاء الصحابة واحدًا تلو الآخر:
● عمر والمغيرة: ظنا أنه إغماء وليس موتًا، وقال عمر: "إن رسول الله لا يموت حتى يفني الله المنافقين".
● أبو بكر: دخل فوعى الموقف مباشرة، وقال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، ثم تلا الآيات التي تذكر موت النبي صلى الله عليه وسلم، فاهتز عمر للحقيقة وبايع أبا بكر.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الأدب في التعبير: تجنب الألفاظ الجاهلية واستبدالها بما جاء في القرآن والسنة.
2- معاشرة الزوجة أثناء الحيض: جواز المداعبة والمباشرة مع وجود حائل.
3- صبر النبي على المرض: تحمله للألم حتى آخر لحظة.
4- حقيقة موت النبي صلى الله عليه وسلم: بيان أن النبي بشر يموت كما يموت الناس، ورد على من ظن أنه لا يموت.
5- حكمة أبي بكر ووعيه: حيث استشهد بالقرآن ليطمئن القلوب ويثبت الناس.
6- سرعة بيعة أبي بكر: بيان أهمية الاجتماع على الإمام وعدم الفرقة.


رابعًا. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" وغيره، وهو حديث صحيح بشواهده.
- وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في حجرة عائشة رضي الله عنها يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ.
- قول أبي بكر: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" من أبلغ ما قيل في تثبيت الأمة.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمتمسكين بكتابه وسنته إلى يوم نلقاه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٥٨٤١) وأبو يعلى (٤٩٦٢) والبيهقي في الدلائل (٧/ ٢١٣ - ٢١٤) كلهم من حديث أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، فذكره، وعند أبي داود (٢١٣٧) مختصرا من هذا الوجه.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن بابنوس فإنه حسن الحديث. قال فيه الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عدي: أحاديثه مشاهير، ووثقه ابن حبان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 851 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض

  • 📜 حديث: كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب