حديث: كيف نُصلي على رسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة على النبي ﷺ -

عن أبي عَسيب، أو أبي عَسيم، قال بهز: أنه شهد الصلاة على رسول الله ﷺ، قالوا: كيف نُصلي عليه؟ قال: ادخلوا أَرسالًا أَرسالًا، قال: فكانوا يدخلون من هذا
الباب، فيُصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر، قال: فلما وُضع في لَحْدِه ﷺ قال المغيرة: قد بقي من رجليه شيءٌ لم يصلحوه، قالوا: فادخُلْ فأَصْلِحْه، فدخل وأدخل يدَه، فمسَّ قدميه، فقال: أَهيلوا عليَّ التراب، فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فكان يقول: أنا أَحَدَثُكم عَهْدًا برسول الله ﷺ.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٠٧٦٦) عن بهز وأبي كامل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران يعني الجَوْني، عن أبي عَسيب أو أبي عسيم فذكره.

عن أبي عَسيب، أو أبي عَسيم، قال بهز: أنه شهد الصلاة على رسول الله ﷺ، قالوا: كيف نُصلي عليه؟ قال: ادخلوا أَرسالًا أَرسالًا، قال: فكانوا يدخلون من هذا
الباب، فيُصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر، قال: فلما وُضع في لَحْدِه ﷺ قال المغيرة: قد بقي من رجليه شيءٌ لم يصلحوه، قالوا: فادخُلْ فأَصْلِحْه، فدخل وأدخل يدَه، فمسَّ قدميه، فقال: أَهيلوا عليَّ التراب، فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فكان يقول: أنا أَحَدَثُكم عَهْدًا برسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبي عَسيب، أو أبي عَسيم، قال بهز: أنه شهد الصلاة على رسول الله ﷺ، قالوا: كيف نُصلي عليه؟ قال: ادخلوا أَرسالًا أَرسالًا، قال: فكانوا يدخلون من هذا الباب، فيُصلون عليه، ثم يخرجون من الباب الآخر، قال: فلما وُضع في لَحْدِه ﷺ قال المغيرة: قد بقي من رجليه شيءٌ لم يصلحوه، قالوا: فادخُلْ فأَصْلِحْه، فدخل وأدخل يدَه، فمسَّ قدميه، فقال: أَهيلوا عليَّ التراب، فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فكان يقول: أنا أَحَدَثُكم عَهْدًا برسول الله ﷺ.


1. شرح المفردات:


● أبو عَسيب أو أبو عَسيم: راوي الحديث، وهو من الصحابة رضي الله عنهم.
● بهز: هو بهز بن حكيم، راوي الحديث عن أبي عَسيب أو أبي عَسيم.
● أرسالًا أرسالًا: أي جماعات جماعات، بتتابع منظم.
● لَحْدِه: اللحد هو الشق في جانب القبر الذي يوضع فيه الميت.
● أهيلوا عليَّ التراب: أي ألقوا التراب عليَّ.
● أحدثكم عهدًا برسول الله ﷺ: أي أنا آخركم مسًا وملامسة لجسد النبي ﷺ.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد الأخير من تشييع جسد النبي ﷺ ودفنه، وهو من الأحاديث التي تُظهر حرص الصحابة على أداء الحقوق للنبي ﷺ حتى بعد وفاته.
● الصلاة على النبي ﷺ: طلب الصحابة من القائمين على الدفن بيان الكيفية التي يصلي بها الناس على النبي ﷺ، فأُمروا أن يدخلوا جماعات جماعات من باب ويخرجوا من باب آخر؛ وذلك لينتظم الدخول والخروج، ويتمكن الجميع من الصلاة عليه دون ازدحام أو فوضى.
● إصلاح وضع الجسد في اللحد: عندما وُضع النبي ﷺ في لحده، لاحظ المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن جزءًا من رجليه لم يُوضَع كما ينبغي، فطلب منهم إصلاحه. فدخل وأدخل يده ولمس قدمي النبي ﷺ ليُعدلهما، ثم طلب أن يُهال عليه التراب.
● لمس قدمي النبي ﷺ: هذا الفعل من المغيرة بن شعبة يدل على شدة حبه للنبي ﷺ وحرصه على تكريم جسده الشريف حتى في لحظة الدفن. ولمسه لقدمي النبي ﷺ كان آخر اتصال جسدي بين الصحابة والنبي ﷺ.
● قوله: "أنا أحدثكم عهدًا برسول الله ﷺ": أي أنا آخر من لمس جسد النبي ﷺ من الصحابة، فكان يفخر بذلك ويذكره دائمًا.


3. الدروس المستفادة:


1- تنظيم الأمور في الشؤون العامة: أمر الصحابة بالدخول أرسالًا أرسالًا يُعلّمنا أهمية النظام وعدم الفوضى في التجمعات والمناسبات العامة.
2- التكريم والتوقير للنبي ﷺ: حرص الصحابة على أداء حق النبي ﷺ حتى بعد وفاته، وهذا يدل على عظم مكانته في قلوبهم.
3- الشجاعة في قول الحق: المغيرة بن شعبة لم يتردد في تنبيه إخوانه إلى ما رأه من تقصير في وضع جسد النبي ﷺ، ثم تحمّل مسؤولية إصلاحه بنفسه.
4- الفخر بالصحبة والقرب من النبي ﷺ: كان الصحابة يفخرون بقربهم من النبي ﷺ وخدمتهم له، وهذا يدل على علو منزلتهم وصدق إيمانهم.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح الإسناد.
- المغيرة بن شعبة رضي الله عنه من كبار الصحابة ومن دهاة العرب، وكان من المفاخر أن يكون آخر من لمس جسد النبي ﷺ.
- الحديث يُظهر جانبًا من جوانب الحب العملي للنبي ﷺ، حيث لم يقتصر حب الصحابة على المشاعر فقط، بل تجسّد في أفعالهم وتضحياتهم.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب نبيه محمد ﷺ واتباع سنته، وأن يجمعنا به في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٠٧٦٦) عن بهز وأبي كامل، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران يعني الجَوْني، عن أبي عَسيب أو أبي عسيم فذكره.
وإسناده صحيح، ذكره الحافظ في التلخيص (٢/ ١٢٤) وسكت عليه.
وأبو عسيب مولى رسول الله ﷺ مشهور بكنيته، وقيل اسمه: أحمد، وقيل: هو سفينة مولى أم سلمة، والراجح أنه غيره، كذا في «الإصابة» (٤/ ١٣٣).
والحديث المذكور أورده الحافظ في الإصابة في ترجمة «أبي عَسيم» من البغوي والحاكم أبي أحمد من طريق حماد بن سلمة وقال: هكذا أخرجه أبو مسلم الكجي من طريق حماد، وأخرجه ابن مندة في ترجمة أبي عسيب - وقع عنده بالموحدة. انتهى.
قال الأعظمي: وفاته أن يعزو إلى الإمام أحمد، ثم أبدى البغوي الشك في صحبة أبي عسيب، ولم يذكر وجهًا لشكه، والإمام أحمد جعل له مسندًا، وأخرج الحديث في مسنده، وقال في الحديث الذي بعده وهو حديث الطاعون، أبا عَسيب مولى رسول الله ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 864 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف نُصلي على رسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: كيف نُصلي على رسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيف نُصلي على رسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيف نُصلي على رسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيف نُصلي على رسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب