حديث: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في وفاة رسول الله ﷺ -

عن جرير قال: كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله ﷺ، فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله ﷺ، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا، ولعلنا سنعود إن شاء الله، ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكر بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم، فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٩) عن عبد الله بن أبي شيبة العبسي، حدثنا ابن إدريس (هو عبد الله)، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس (هو ابن أبي حازم)، عن جرير، قال: فذكره.

عن جرير قال: كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله ﷺ، فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله ﷺ، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا، ولعلنا سنعود إن شاء الله، ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكر بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم، فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه:

1. شرح المفردات:


● ذي كلاع وذي عمرو: هما رجلان من أشراف اليمن ومعروفان بقبيلتيهما.
● مر على أجله: أي مات وانقضى عمره.
● رَكب: جماعة من المسافرين على ظهور الدواب.
● استخلف أبو بكر: أي صار خليفة للمسلمين بعد النبي ﷺ.
● الناس صالحون: في حالة استقرار واتفاق.
● بك علي كرامة: أي أن لك عندي مكانة واحترامًا.
● تأمرتم في آخر: اختيارتم خليفة جديدًا بعد موت السابق.

2. شرح الحديث:


يحكي جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه كان في اليمن، فقابل رجلين من أشرافها، فبدأ يحدثهما عن رسول الله ﷺ وصفاته وأخلاقه ودعوته. فقال له ذو عمرو: إذا كان ما تقوله عن صاحبك (أي النبي ﷺ) صحيحًا، فإنه قد مات منذ ثلاثة أيام (وهذا من دلائل نبوته، حيث أخبره الله بموت النبي ﷺ وهو في اليمن). ثم انطلقوا معًا حتى قابلوا قافلة قادمة من المدينة، فسألوهم عن أخبار النبي ﷺ، فأخبروهم أنه قد توفي، وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد صار خليفة، وأن الأمة في حالة استقرار وليس بينهم اختلاف. فقال الرجلان لجرير: أخبر صاحبك (أي الخليفة أبا بكر) أننا جئنا، وربما نعود مرة أخرى، ثم عادا إلى اليمن. فأخبر جرير أبا بكر رضي الله عنه بقصتهما، فقال أبو بكر: هلا أحضرتهما معك؟ ثم بعد مدة، قال ذو عمرو لجرير: إن لك عندي مكانة، وسأخبرك بخبر مهم: إنكم معشر العرب لن تزالوا في خير ما دامت أموركم تسير بهذه الطريقة – إذا مات خليفة انتخبتم آخر بعده بطريقة سلمية – أما إذا تحول الأمر إلى السيف والقوة، صار الحكام ملوكًا متسلطين، يغضبون غضب الملوك المتجبرين ويرضون رضاهم (أي يحكمون بالهوى والقوة لا بالشورى والعدل).

3. الدروس المستفادة:


● عظمة نظام الشورى والبيعة في الإسلام: حيث بايع المسلمون أبا بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي ﷺ بدون صراع أو إراقة دماء.
● حكمة أبي بكر رضي الله عنه: حيث حرص على لقاء هذين الرجلين لعل فيهما خيرًا أو لإقامة الحجة عليهما.
● بشارة الرجل اليمني (ذي عمرو): وهو من غير المسلمين، لكنه أقر بحكمة النظام الإسلامي في تداول السلطة، وهو تحذير من تغير الحكم من الشورى إلى الملك العضوض.
● إثبات نبوة النبي ﷺ: من خلال إخبار ذي عمرو بموته وهو في اليمن، مما يدل على أنه أوحي إليه.
● أهمية الوحدة وعدم الفرقة: خاصة في الفترات الحرجة مثل وفاة النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة" وهو من الأحاديث التي تُظهر حكمة العرب وفطنتهم حتى قبل إسلامهم.
- فيه إشارة إلى أن نظام الشورى هو الأصل في الحكم في الإسلام، وأن الانقلابات العسكرية والحكم بالقوة يُفقد الأمة بركتها واستقرارها.
- جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه من كبار الصحابة، أسلم في عام وفاة النبي ﷺ، لكنه أدرك النبي وسمع منه، وهو مشهور بحديث "بايعني على الإسلام والنصح لكل مسلم".
نسأل الله أن يرزقنا فهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها، وأن يُعيد للأمة وحدةها وقوتها تحت حكم رشيد يقوم على الشورى والعدل.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٩) عن عبد الله بن أبي شيبة العبسي، حدثنا ابن إدريس (هو عبد الله)، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس (هو ابن أبي حازم)، عن جرير، قال: فذكره.
قوله: «لئن كان الذي تذكر من صاحبك» أي: حقا.
قوله: «تأمرتم» أي: تشاورتم فيما بينكم، وأقمتم أميرا تختارونه منكم.
قوله: «فإذا كانت بالسيف» أي: أصبحت الإمارة بالغلبة والقهر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 838 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر

  • 📜 حديث: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب