حديث: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
اجتماع المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة
بلالا فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس»، فأقام بلال، وتقدم أبو بكر، ثم إن رسول الله ﷺ أفاق، فقال: «ابغوا لي من أعتمد عليه»، قال: فخرج يعتمد على بريرة، وإنسان آخر حتى جلس إلى جنب أبي بكر، فأراد أن يتأخر، فحبسه رسول الله ﷺ، فصلى أبو بكر بالناس، فلما قبض رسول الله ﷺ قال عمر: لا أسمع أحدا يقول: إن رسول الله ﷺ مات إلا ضربته بسيفي.
قال سالم بن عبيد: ثم أرسلوني، فقالوا: انطلق إلى صاحب رسول الله ﷺ فادعه قال: فأتيت أبا بكر وهو في المسجد، وقد أدهشت فقال لي أبو بكر: لعل رسول الله ﷺ مات، فقلت: إن عمر يقول: لا أسمع أحدا يقول: إن رسول الله ﷺ مات إلا ضربته بسيفي، قال: فقام أبو بكر رضي الله عنه، فأخذ بساعدي، فجئت أنا وهو فقال: أوسعوا لي، فأوسعوا له، فانكب على رسول الله ﷺ، ومسه ووضع يديه أو يده، وقال: إنك ميت وإنهم ميتون، فقال: يا صاحب رسول الله، أمات رسول الله ﷺ؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، وكانوا أميين، لم يكن فيهم نبي قبله، فقالوا: يا صاحب رسول الله أنصلي عليه؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويصلون ويدعون، ثم يخرجون، ثم يدخل غيرهم حتى يفرغوا، قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن؟ قال: نعم، قالوا: أين يدفن؟ قال: في المكان الذي قبض فيه روحه، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، فعلموا أنه كما قال، قال: ثم خرج فأمرهم أن يغسله بنو أبيه. قال: ثم خرج واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: إن للأنصار في هذا الأمر نصيبا. قال: فأتوهم، فقال قائل منهم: منا أمير ومنكم أمير للمهاجرين، فقام عمر، فقال لهم: من له ثلاث مثل ما لأبي بكر؛ ثاني اثنين إذ هما في الغار، من هما إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا، من هما من كان الله عز وجل معهما؟ قال: ثم أخذ بيد أبي بكر، فبايعه وبايع الناس، وكانت بيعة حسنة جميلة.
صحيح: رواه عبد بن حميد (٣٦٥) واللفظ له، والترمذي في الشمائل (٣٧٩) وابن ماجه (١٢٣٤) والنسائي في الكبرى (٧٠٨١) وابن خزيمة (١٥٤١) كلهم من حديث عبد الله بن داود، حدثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد - وكانت له صحبة - قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه سالم بن عبيد -رضي الله عنه- يحوي أحداثًا عظيمة جرت في آخر أيام النبي ﷺ، وأول أيام وفاته، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بحول الله وقوته.
أولًا:
شرح المفردات:● أُغْمِيَ عليه: فقد وعيه بسبب شدة المرض.
● أَسِيف: رقيق القلب، سريع البكاء والعطف.
● صَوَاحِبُ يُوسُف: إشارة إلى النساء اللاتي كن حول يوسف -عليه السلام- وحاولن التأثير عليه.
● أدهشت: دهش وحار ولم يعرف ما يقول أو يفعل.
● انكب: انحنى واقترب.
● أميون: هنا بمعنى أنهم ليسوا أنبياء.
ثانيًا. شرح الحديث:
1- مرض النبي ﷺ وأمره بتقديم أبي بكر للصلاة:
- في مرض موته ﷺ، كان يشتد عليه المرض حتى يغيب عن الوعي، ثم يفيق.
- كلما أفاق سأل عن الصلاة، وأمر أن يؤذن بلال ويصلي أبو بكر بالناس.
- تكرر هذا الأمر منه ﷺ ثلاث مرات تأكيدًا على أن أبا بكر هو الأحق بالإمامة.
2- اعتراض عائشة ورد النبي ﷺ:
- السيدة عائشة -رضي الله عنها- وهي ابنة أبي بكر، خافت أن أبيها يكون رقيق القلب ويبكي أثناء الصلاة فيؤثر عليه، فاقترحت أن يؤم الناس غيره.
- فرد عليها النبي ﷺ بقوله: "إنكن صواحب يوسف"، أي أن النساء قد يقلن الكلام الطيب بقصد الخير ولكن لا يوافق الأمر الشرعي، فأكد على أمره بأن يصلي أبو بكر.
3- خروج النبي ﷺ إلى الصلاة:
- بعد أن أقيمت الصلاة، أفاق النبي ﷺ وطلب من يعتمد عليه، فخرج متكئًا على بريرة (جارية لعائشة) ورجل آخر حتى جلس بجانب أبي بكر في الصف.
- أراد أبو بكر أن يتأخر ليتقدم النبي ﷺ، ولكن النبي أمسكه مكانه وصلى خلفه، وهذا دليل على تصويب إمامة أبي بكر.
4- وفاة النبي ﷺ وموقف عمر:
- بعد وفاة النبي ﷺ، أنكر عمر -رضي الله عنه- موته، وقال أنه سيضرب من يقول ذلك، لشدة حبه للنبي ﷺ واعتقاده أنه لا يموت مثل الأنبياء السابقين.
5- دور أبي بكر في هذه اللحظة الحرجة:
- أرسلوا سالم بن عبيد لي叫ي أبا بكر، فوجده في المسجد في حالة دهشة.
- أبو بكر كان أكثر الناس رباطة جأشًا، فذهب إلى بيت النبي ﷺ وتأكد من وفاته، ثم نطق بالكلمة الحكيمة: "إنك ميت وإنهم ميتون"، مستدلاً بقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144].
- بهذه الكلمة أيقن الجميع بحقيقة الوفاة، وهدأت النفوس.
6- بيان أبي بكر لكيفية الصلاة على النبي ﷺ ودفنه:
- بين أبو بكر أن يصلي عليه الناس جماعات، يدخلون عليه ويكبرون ويدعون ثم يخرجون.
- وأمر بدفنه في المكان الذي توفي فيه، لأنه مكان طيب.
7- اجتماع المهاجرين والأنصار وبيعة أبي بكر:
- اجتمع المهاجرون والأنصار لاختيار خليفة، واقترح بعض الأنصار أن يكون منهم أمير ومن المهاجرين أمير.
- فقام عمر -رضي الله عنه- وذكر فضائل أبي بكر، خاصة كونه صاحب النبي في الغار، وأن الله ذكره في القرآن، ثم بايعه وبايعه الناس.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- فضل أبي بكر الصديق: فهو أفضل الصحابة، وأحقهم بالخلافة بعد النبي ﷺ، وقد دل على ذلك تقديمه في الصلاة، وثناء النبي عليه، وثناء عمر له.
2- حسن تصرف أبي بكر في الأزمة: بموقفه الحكيم عند وفاة النبي ﷺ، حيث هدأ الجميع بكلمته البليغة.
3- الاقتداء بأبي بكر في الصبر والحكمة: خاصة في أوقات الشدة والفتن.
4- وجوب الصلاة خلف الإمام البر والفاجر: لأن النبي ﷺ صلى خلف أبي بكر حين كان إمامًا.
5- أن النساء قد ينصحن ولكن لا يوافقن الصواب أحيانًا: كما في قول النبي ﷺ: "إنكن صواحب يوسف".
6- أن موت النبي ﷺ حقيقة يجب الإيمان بها: وعدم الإنكار كما فعل عمر أول الأمر، ثم رجع إلى الحق.
7- فضل عمر في نصرته للحق: حيث قام يدافع عن أحقية أبي بكر بالخلافة.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وهو حديث صحيح.
- فيه بيان لكيفية الصلاة على النبي ﷺ، وأنها تكون جماعات بدون إمام واحد.
- وفيه دليل على أن الخلافة في قريش، لأن أبا بكر من قريش، وأنه لا يجوز أن تكون الإمامة في غير قريش.
- وفيه أيضًا بيان لمكان دفن النبي ﷺ، وهو في حجرة عائشة -رضي الله عنها-.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاقتداء برسول الله ﷺ وصحابته الكرام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده صحيح. واختصره البعض.
وقال ابن ماجه: هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي (يعني شيخه) الجهضمي، عن عبد الله بن داود.
قال الأعظمي: ليس كما قال، بل رواه ابن خزيمة عن ثلاثة من شيوخه،
وهم: القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي، وزيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن يحيى الأزدي، ورواه عبد بن حميد، عن محمد بن الفضل - كلهم عن عبد الله بن داود وهو الأودي.
وفي الباب ما روي عن حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله ﷺ وأبو بكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: فداك أبي وأمي، ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد ﷺ ورب الكعبة فذكر الحديث.
قال: فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم، فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار، ولا ذكره رسول الله ﷺ من شأنهم إلا وذكره، وقال: ولقد علمتم أن رسول الله ﷺ قال: «لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار واديا، سلكت وادي الأنصار» ولقد علمت يا سعد أن رسول الله ﷺ قال - وأنت قاعد -: «قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم» قال: فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء، وأنتم الأمراء.
رواه الإمام أحمد (١٨) عن عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: فذكره.
وحميد بن عبد الرحمن هو الحميري البصري كما قال ابن حجر في «أطراف المسند» وهو تابعي لم يدرك أبا بكر ولا عمر.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 858 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 833 عمر يدخل ابن عباس مع كبار الصحابة في مجلس بدر
- 834 عمر يدني ابن عباس ويقول إنه من حيث تعلم
- 835 النبي ﷺ يسار فاطمة ويبشرها بأنها أول أهله لحوقا به
- 836 إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ دعا رسول الله فاطمة فقال...
- 837 يوم مات رسول الله أظلم من المدينة كل شيء
- 838 إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك...
- 839 في السبع في العشر الأواخر ليلة القدر
- 840 نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا هيبة أن ينزل فينا شيء
- 841 توفي رسول الله ﷺ في بيتي وفي يومي وبين سحري...
- 842 توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة
- 843 قبض رسول الله وأبو بكر وعمر وهم أبناء ثلاث وستين...
- 844 مات رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين.
- 845 مكث رسول الله بمكة ثلاث عشرة وتوفي وهو ابن ثلاث...
- 846 ليس على أبيك كرب بعد اليوم
- 847 لا كرب على أبيك بعد اليوم
- 848 قَبَّلَ أبو بكر النبي ﷺ بعد موته
- 849 أقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسنح
- 850 رسول الله ﷺ يتبسم ويشير لأبي بكر: كما أنت
- 851 كان رسول الله يتوشحني وأنا حائض
- 852 قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا...
- 853 خطبة أبو بكر في وفاة الرسول ﷺ
- 854 اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس...
- 855 بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت
- 856 إن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين وإنما الإمام يكون...
- 857 ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر أن يؤم...
- 858 مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
- 859 غسل النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته
- 860 غسل رسول الله ﷺ وما أطيبك حيا وميتا
- 861 كفن رسول الله ﷺ في ثلاثة أثواب بيض سحولية
- 862 في كم كفنتم النبي ﷺ؟ في ثلاثة أثواب بيض
- 863 كفن النبي في ثلاثة اثواب بيض سحولية
- 864 كيف نُصلي على رسول الله ﷺ
- 865 توفي رسول الله ﷺ حيث قبض الله روحه في مكان...
- 866 لما تُوفي النبي ﷺ كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح
- 867 سعد بن ابي وقاص يوصي باللحد كما فعل برسول الله
- 868 غسلت النبي فلم أر شيئًا وكان طيبًا حيًا وميتًا
- 869 فلحد لرسول الله ﷺ
- 870 جعل في قبر النبي ﷺ قطيفة حمراء
- 871 ما علمنا بدفن رسول الله ﷺ حتى سمعنا صوت المساحي
- 872 أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة
- 873 عمر أرسل إلى عائشة: ائذني لي أن أدفن مع صاحبي
- 874 ما ترك رسول الله ﷺ عند موته درهمًا ولا دينارًا
- 875 ما ترك رسول الله دينارًا ولا درهمًا ولا شاة ولا...
- 876 ما يسرني أن أحدا يحول لآل محمد ذهبًا أنفقه في...
- 877 ما يسرني أن لي أحدا ذهبًا أموت يوم أموت وعندي...
- 878 ما تركنا صدقة
- 879 لا نورث ما تركنا صدقة
- 880 دخل عليَّ رسول الله وأنا مريض لا أعقل فتوضأ فصبوا...
- 881 النبي ﷺ نام على فراش أم سليم وجمعت عرقه لبركته
- 882 يتتبع موضع أصابعه إذا جيء بالطعام
معلومات عن حديث: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
📜 حديث: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








