حديث: اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

اجتماع المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة

عن أنس بن مالك، أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي ﷺ، فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يك محمد ﷺ قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به، هدى الله محمدا ﷺ، وإن أبا بكر صاحب رسول الله ﷺ ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر.
قال الزهري، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد
المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامة.

صحيح: رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٩) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك، فذكره.

عن أنس بن مالك، أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي ﷺ، فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يك محمد ﷺ قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به، هدى الله محمدا ﷺ، وإن أبا بكر صاحب رسول الله ﷺ ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر.
قال الزهري، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ: اصعد
المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه يروي لنا حدثًا عظيمًا من أحداث السقيفة وبيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا:

أولاً. شرح المفردات:


● يدبرنا: أي يتولى أمرنا ويقودنا حتى نهاية حياته.
● يُريد بذلك أن يكون آخرهم: أي أن يكون النبي ﷺ هو آخر من يموت منا.
● نورًا تهتدون به: المقصود القرآن الكريم والسنة النبوية.
● ثاني اثنين: إشارة إلى قوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة:40]، أي أن أبا بكر كان رفيق النبي في الهجرة.
● بيعة العامة: البيعة الجماعية من كل المسلمين.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه الموقف العظيم الذي حدث بعد وفاة النبي ﷺ مباشرة، حيث خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر في المسجد النبوي، وأبو بكر جالس صامت لا يتكلم.
في هذا الموقف المؤثر، يعبر عمر عن حبه للنبي ﷺ وأمنيته أن يعيش حتى يكون آخر من يموت من الأمة، لكنه يقرر بحكمة أن الموت حق وأن النبي قد مات، ويوجه الأنظار إلى أن الله ترك للأمة نورًا وهو القرآن والسنة.
ثم يذكر فضل أبي بكر كصاحب النبي ﷺ وثاني اثنين في الغار، ويعلن أن أبا بكر هو الأولى بتولي أمر المسلمين، فيدعو الناس إلى مبايعته.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحكمة في إدارة الأزمات: عمر رضي الله عنه يعالج صدمة وفاة النبي ﷺ بحكمة ووعي.
2- الأولوية بالقيادة لأهل الفضل: التأكيد على أن الأولى بالقيادة هم الأفضل علمًا ودينًا وسبقًا في الإسلام.
3- الاستمساك بالوحي: تذكير الأمة بأن النور الذي تركهُ النبي ﷺ هو القرآن والسنة.
4- وحدة الأمة: أهمية التجمع حول قيادة واحدة تجنبًا للفرقة.
5- مكانة أبي بكر: بيان فضل أبي بكر وسبقه في الإسلام ومكانته عند النبي ﷺ.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يظهر سرعة فهم الصحابة لأهمية البيعة ووحدة الصف.
- بيان حكمة عمر رضي الله عنه في التعامل مع الموقف الحساس.
- التأكيد على أن نظام الشورى كان هو الأساس في اختيار الحاكم.
- فيه دليل على أن الصحابة كانوا يقدّمون الأكفأ والأفضل للأمة لا الأقرب أو الأنسب شخصيًا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٩) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك، فذكره.
ورواه محمد بن إسحاق وقال: حدثني الزهري بإسناده وزاد فيه قول أبي بكر:
فتكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أما بعد! أيها الناس! فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني؛ وإن أسأت فقوموني؛ الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
سيرة ابن هشام (٢/ ٦٦٠ - ٦٦١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 854 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة

  • 📜 حديث: اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب