حديث: قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

خطبة أبي بكر في موت النبي ﷺ -

عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر! فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدًا ﷺ فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، قال الله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ إلى قوله: ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]، وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تُقِلُّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي ﷺ قد مات.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٤٥٤) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدثني أبو سلمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره.

عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر! فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدًا ﷺ فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، قال الله: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ إلى قوله: ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]، وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تُقِلُّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي ﷺ قد مات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم يروي قصة من أهم أحداث التاريخ الإسلامي، وهي لحظة إعلان وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وردة فعل الصحابة رضي الله عنهم، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا:
1. شرح المفردات:
- "يكلم الناس": يخاطبهم ويحدثهم.
- "أبى": رفض.
- "أقبل الناس إليه": توجهوا إليه واستمعوا له.
- "أما بعد": كلمة استهلال للخطبة بعد الحمد.
- "فعقرت": أصابني الذهول والانكسار.
- "ما تقلني رجلاي": لا تقوما على حملي من شدة الصدمة.
- "أهويت إلى الأرض": سقطت على الأرض.
2. شرح الحديث:
يحدثنا ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك الموقف العصيب يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حالة إنكار للوفاة، مخاطبًا الناس بأن النبي لم يمت وإنما ذهب إلى ربه كما ذهب موسى عليه السلام.
فجاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه - وكان خارج المدينة - فلما سمع كلام عمر طلب منه الجلوس ليفهم الموقف، لكن عمر استمر في كلامه. عندها توجه الناس إلى أبي بكر الذي كان موقعه في القلوب عظيمًا، فبدأ خطبته العظيمة بحكمة وروية.
كانت كلمات أبي بكر حاسمة ومباشرة: من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. ثم استشهد بالآية الكريمة من سورة آل عمران التي تؤكد بشرية الرسول وموته كسائر الرسل.
3. الدروس المستفادة:
- حكمة أبي بكر الصديق وثباته في المواقف العصيبة
- أهمية الرجوع إلى القرآن الكريم في حل القضايا المصيرية
- بيان بشرية النبي صلى الله عليه وسلم وعدم غلو البعض في حبه
- قوة تأثير الحق عندما يقال في وقته وبالحكمة
- تواضع عمر بن الخطاب في الاعتراف بالحق وقبوله
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه
- يبين الحديث فضل أبي بكر وعمر معًا، فكل منهما كان يحب النبي حبًا عظيمًا لكن اختلفت ردود الأفعال
- الآية التي استشهد بها أبو بكر كانت نزلت بعد غزوة أحد، لكن بعض الصحابة لم يلتفتوا إلى دلالتها على موت النبي
- الموقف يدل على أن أبا بكر كان أفقَه الصحابة وأعمقهم فهمًا لمقاصد الإسلام
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٥٤) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدثني أبو سلمة، عن عبد الله بن عباس، قال: فذكره.
ورواه عبد الرزاق في مصنفه (٥/ ٤٣٦ - ٤٣٧) عن معمر، عن الزهري بإسناده مطولا.
وجمع ابن حبان في صحيحه (٦٦٢٠) بين حديث أنس في تبسم رسول الله ﷺ كما مضى، وبين حديث أنس في إنكار عمر من موت النبي ﷺ، وبين حديث عائشة في تقبيل أبي بكر للنبي ﷺ، وبين حديث ابن عباس في خطبة أبي بكر في سياق واحد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 852 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات

  • 📜 حديث: قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قال أبو بكر: أما بعد! فمن كان منكم يعبد محمدا ﷺ فإن محمدا قد مات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب