توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

حديث: توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

عن عائشة أن رسول الله ﷺ توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وقال ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب بمثل ذلك.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٦٦) ومسلم في الفضائل (٢٣٤٩: ١١٥) كلاهما من طريق الليث، حدثني عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة أن رسول الله ﷺ توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وقال ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيب بمثل ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ورواه أيضًا عن سعيد بن المسيب، يتناول سن النبي ﷺ عند وفاته، وهو من الأحاديث التي تُبيّن جانبًا من سيرته العطرة وحياته المباركة.

1. شرح المفردات:

● توفي: أي انتقل من الدنيا إلى الرفيق الأعلى، أي وفاته ﷺ.
● ابن ثلاث وستين سنة: أي بلغ من العمر ثلاثًا وستين سنة.

2. شرح الحديث:

يخبر الحديث أن النبي ﷺ تُوفي وعمره ثلاث وستون سنة. وهذا متفق عليه بين أهل العلم والسير، حيث وُلد ﷺ سنة 571 ميلادية (عام الفيل)، وتوفي سنة 632 ميلادية، وبذلك يكون عمره 63 سنة قمرية، وهي تساوي حوالي 61 سنة شمسية. وقد روى هذا الحديث عدد من الصحابة غير عائشة رضي الله عنها، مما يؤكد صحته وتواتره.
وهذا العمر ليس مجرد رقم، بل له دلالات عديدة؛ فقد قضى ﷺ 40 سنة قبل البعثة في مكة، و13 سنة بعد البعثة في مكة يدعو إلى الله، و10 سنوات في المدينة المنورة حيث أسس الدولة الإسلامية وبلغت الدعوة ذروتها. فكانت حياته ﷺ مليئة بالعطاء والتضحيات في سبيل الله.

3. الدروس المستفادة منه:

● قصر عمر الدنيا: فالنبي ﷺ، وهو سيد الخلق، لم يعمر طويلًا، مما يذكرنا بحقيقة الدنيا وأنها دار فانية، والعبرة بما يُعمَل فيها من صالح الأعمال.
● العمل الجاد في زمن قصير: فقد حقق ﷺ في 23 سنة فقط (مدة البعثة) ما لم يحققه غيره في قرون، مما يدل على أهمية استغلال الوقت والإخلاص في العمل.
● التواضع وعدم التعلق بالدنيا: فلم يطلب ﷺ طول العمر أو المتاع، بل كان يعلم أن الموت آتٍ، وكان يستعد له بالعبادة والدعوة.
● الاتباع السنني: فمدة حياته ﷺ توافق أعمار كثير من الأنبياء كإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، مما يدل على أن هناك حكمة إلهية في تقدير الأعمار.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- كان النبي ﷺ يُكثر من ذكر الموت ويوصي بالاستعداد له، مما يدل على أهمية التذكير بالآخرة.
- في روايات أخرى: أن النبي ﷺ قال: "أعمار أمتي بين الستين والسبعين"، مما يظهر أن عمره ﷺ كان نموذجًا لأمته.
- توفي ﷺ في يوم الاثنين 12 ربيع الأول سنة 11 هـ، ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها حيث مات.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته، وأن يجمعنا به في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٦٦) ومسلم في الفضائل (٢٣٤٩: ١١٥) كلاهما من طريق الليث، حدثني عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكرته.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 842 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

📜 حديث: توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: توفي رسول الله ﷺ وهو ابن ثلاث وستين سنة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية