وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

حديث: وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

عن عائشة قالت: كان شعر رسول الله ﷺ فوق الوفرة ودون الجمة.

حسن: رواه أبو داود (٤١٨٧) والترمذي (١٧٥٥) وابن ماجه (٣٦٣٥) وأحمد (٢٤٨٧١) كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة قالت: كان شعر رسول الله ﷺ فوق الوفرة ودون الجمة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فقد ورد هذا الحديث الصحيح في صفة شعر النبي ﷺ، وهو حديث عظيم الشأن، يصف لنا هديه ﷺ في هيئته التي هي أكمل الهيئات، وفيما يلي شرحه الوافي على منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كان شعر رسول الله ﷺ فوق الوفرة ودون الجمة".
(أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وصححه الألباني).

1. شرح المفردات:

* شعر رسول الله ﷺ: المقصود هنا طول شعره الشريف وكثافته، وليس لونه (وكان أسود شديد السواد) أو صفاته الأخرى.
* الوفرة: هي الشعر الذي يبلغ شحمة الأذن، أو يصل إلى أعلى الأذنين. وقيل: هو ما بلغ المنكبين إذا أرسل.
* الجمة: (بضم الجيم) هي الشعر الطويل جدًا الذي يصل إلى المنكبين أو يزيد، حتى يكاد يغطيها. وقيل: هي الشعر الذي يبلغ شحمة الأذن إذا جمع. والمقصود هنا الطول الزائد.

2. شرح الحديث:

تصف لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي من أعلم الناس بخصائص النبي ﷺ وأحواله في بيته، أن طول شعر النبي ﷺ كان وسطًا بين الإفراط والتقصير.
* "فوق الوفرة": أي أنه أطول من أن يكون قصيرًا جدًا (كالذي لا يصل إلى الأذنين)، بل كان يزيد على ذلك.
* "ودون الجمة": أي أنه ليس طويلًا جدًا بشكل مفرط يصل إلى المنكبين أو يزيد، مما قد يشق على صاحبه في العناية والنظافة، أو يشبه هيئة المتشبهين بأهل الكبر والزهو.
فكان ﷺ يعتني بشعره ويجمله، ولكن دون إسراف أو تكلف، محافظًا على التوازن والاعتدال الذي هو شعار هذه الأمة في كل أمورها. وكان ﷺ يربي شعره أحيانًا، ويفرقه من وسط الرأس، وهذا هو الهيئة التي جاءت بها معظم الأحاديث.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الاعتدال والتوسط في كل شيء: هذا الحديث نموذج عملي لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. فهدي النبي ﷺ في مظهره هو الوسط بين الإهمال والتقصير المذموم، وبين الإطالة المفرطة التي قد تخرج عن أدب الإسلام وتشبه بأهل الغرور.
2- العناية بالمظهر دون إسراف: الإسلام دين النظافة والجمال، ومن الجمال الاعتناء بالشعر وترجيله. لكن هذا الجمال مقيد بعدم الإسراف والتبذير والتشبه بأعداء الله.
3- التخلي عن التشبه بأهل الكبر والزهو: كان النبي ﷺ أبعد الناس عن الكبر، فلم يختر لنفسه هيئة المتباهين بطول شعهم تعاظمًا على الخلق.
4- التيسير ورفع الحرج: الهيئة المعتدلة في الشعر أيسر على المسلم في نظافته ووضوئه، وأبعد عن المشقة.
5- اتباع الهدي النبوي: في هذا الحديث دليل على استحباب تقصير الشعر إلى هذا الحد المعتدل، وهو من السنن الفعلية المتعلقة بالمظهر، والتي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها اقتداءً برسول الله ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* كان النبي ﷺ يدهن شعره أحيانًا، ويُرجله (يمشطه)، وكان يحب التجمُل للوفود والأعياد.
* جاءت أحاديث أخرى تبين أن النبي ﷺ كان يصل شعره أحيانًا إلى أذنيه، وأحيانًا إلى منكبيه، ولكن الغالب والأكثر أنه كان بين ذلك، كما في هذا الحديث الذي يصف حاله المستمر.
* الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث كراهة إطالة الشعر بشكل مفرط (الجمة) إذا قصد بها الخيلاء أو التشبه بالفساق، وأما إن لم يقصد ذلك فالأمر فيه سعة، ولكن الأفضل هو الاقتداء بالهدي النبوي المعتدل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤١٨٧) والترمذي (١٧٥٥) وابن ماجه (٣٦٣٥) وأحمد (٢٤٨٧١) كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد فإنه حسن الحديث، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال العراقي: ورد في شعره ﷺ ثلاثة أوصاف: (جمة، ووفرة، ولمّة) فالوفرة: ما بلغ شحمة الأذن، واللمة: ما نزل عن شحمة الأذن، والجمة: ما نزل عن ذلك إلى المنكبين.
وأما ما روي عن أم هانئ أنها قالت: قدم النبي ﷺ مكة، وله أربع غدائر. فهو منقطع.
رواه أبو داود (٤١٩١) والترمذي (١٧٨١) وفي الشمائل (٢٧) وابن ماجه (٣٦٣١) وأحمد (٢٦٨٩٠) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: فذكرته.
وإسناده ضعيف من أجل الانقطاع بين مجاهد وأم هانئ.
قال البخاري: لا أعرف لمجاهد سماعًا من أم هانئ.
و«الغدائر»: بمعنى ضفائر وعقائص.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 925 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

📜 حديث: وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: وصف شعر النبي بين الوفرة والجمة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية