ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

حديث: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

عن البراء بن عازب قال: كان النبي ﷺ مربوعا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمه أذنه، رأيته في حلة حمراء لم أر شيئًا قط أحسن منه.
وفي لفظ: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله ﷺ، شعره يضرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير.

متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٥٥١) ومسلم في الفضائل (٩١: ٢٣٣٧) كلاهما من طريق شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث الشريف الذي يصف هيئة النبي ﷺ، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:

هذا الحديث رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى.

شرح المفردات:

● مربوعا: يعني معتدل القامة، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، بل وسطًا بين ذلك.
● بعيد ما بين المنكبين: أي أن عظم منكبيه كان متباعدًا، مما يدل على قوة البنية وتمام الخلقة.
● شعر يبلغ شحمه أذنه: أي أن شعره ﷺ كان يصل إلى شحمة أذنه، وهي الجزء الأسفل من الأذن.
● حلة حمراء: الحلة هي ثوبان: إزار ورداء. والحمراء هنا قد تكون مصبغة بالعصفر الذي يعطي لونًا محمرًا، وكان هذا من المباح في لباس الرجال.
● ذي لمة: اللمة هي الشعر الذي يبلغ شحمة الأذن أو يزيد قليلاً، فقيل: ذو لمة لمن بلغ شعره ذلك.

شرح الحديث:

يصف الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه هيئة النبي ﷺ البدنية ولباسه في تلك اللحظة، فيقول:
1- كان النبي ﷺ مربوعا: أي معتدل القامة، لا طويلاً يشذ عن الناس، ولا قصيرًا، بل كان وسطًا في الطول، وهذا من كمال خلقه ﷺ.
2- بعيد ما بين المنكبين: وهذا يدل على قوة بنيته ﷺ واتساع صدره، مما يعطيه هيبة وجمالاً في المنظر.
3- له شعر يبلغ شحمه أذنه: أي أن شعره ﷺ كان متوسط الطول، يصل إلى شحمة أذنه، ولم يكن طويلاً جدًا ولا قصيرًا جدًا، وهذا من حسن هيئته ﷺ.
4- رأيته في حلة حمراء لم أر شيئًا قط أحسن منه: هنا يصف البراء رضي الله عنه رؤيته للنبي ﷺ وهو يرتدى حلة حمراء (وهي ثوبان: إزار ورداء من صبغ العصفر)، فكان المنظر آخذًا بالعيون، لم ير البراء في حياته منظرًا أحسن من منظر النبي ﷺ في تلك الحلة. وهذا لا يعني أن اللون الأحمر كان دائم لباسه، بل كان أحيانًا يلبس الأحمر، وأحيانًا الأبيض والأخضر وغير ذلك.
5- وفي اللفظ الآخر: يؤكد على نفس المعنى، حيث يقول: "ما رأيت من ذي لمة (أي صاحب شعر متوسط) أحسن في حلة حمراء من رسول الله ﷺ"، مما يدل على أن جماله ﷺ كان جمالاً كاملاً، في خلقته ولباسه وهيئته.

الدروس المستفادة منه:

1- كمال خلق النبي ﷺ: فقد كان ﷺ معتدل القامة، بعيد ما بين المنكبين، له شعر متوسط، كل هذه الصفات تدل على كمال خلقه وحسن هيئته، مما يجعل المؤمن يزداد حبًا لرسوله ﷺ.
2- جواز لبس الأحمر للرجال: إذا كان من غير تشبه بالنساء أو الكفار، وكان كما في الحديث من صبغ العصفر، وهو مباح.
3- اهتمام النبي ﷺ بمظهره: فكان ﷺ يلبس ما يحسن به منظره، دون إسراف أو مخيلة، وهذا يدل على أن الإسلام يأمر بالاعتناء بالمظهر within the limits of الشرع.
4- وصف النبي ﷺ للأمة: فقد حرص الصحابة على وصفه ﷺ للأمة حتى يعرفوه حق المعرفة، ويحبوه حق المحبة، ويقتدوا به في كل شيء.
5- قوة الذاكرة والدقة في الوصف: حيث إن البراء بن عازب رضي الله عنه يصفه بعد سنوات من رؤيته، مما يدل على قوة حفظ الصحابة ودقتهم في نقل كل ما يتعلق بالنبي ﷺ.

معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت في كتب الشمائل المحمدية، مثل "شمائل الترمذي" و"الشفا للقاضي عياض".
- وصف النبي ﷺ في هذا الحديث يتوافق مع باقي الأوصاف التي نقلها الصحابة، مما يدل على صدقهم وتوافق رواياتهم.
- كان النبي ﷺ يعتني بشعره، فيدهنه ويسرحه، وكان شعره ليس بالجعد ولا بالسبط، بل بين ذلك.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حب النبي ﷺ والاقتداء به في كل شيء، وأن يجمعنا به في جنات النعيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٥٥١) ومسلم في الفضائل (٩١: ٢٣٣٧) كلاهما من طريق شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره.
والرواية الأخرى: رواها مسلم في الفضائل (٩٢: ٢٣٣٧) عن أبي إسحاق به.
وبمعناه روي عن جابر بن سمرة أنه قال: رأيت رسول الله ﷺ في ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر. إلا أنه ضعيف.
رواه الترمذي في الأدب (٢٨١١) والدارمي (٥٨) والنسائي في الكبرى (٩٥٦٢) وصححه الحاكم (٤/ ١٨٦) - كلهم من طريق الأشعث بن سوار، عن أبي إسحاق، عن جابر بن سمرة قال: فذكره. وإسناده ضعيف من أجل أشعث بن سوار الكندي.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 921 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

📜 حديث: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية