كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

حديث: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا، وأحسنه خلقًا، ليس بالطويل البائن، وبالقصير.

متفق عليه: رواه البخاري في المناقب (٣٥٤٩) ومسلم في الفضائل (٩١: ٢٣٣٧) كلاهما من طريق إسماعيل بن منصور، عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن البراء بن عازب قال: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا، وأحسنه خلقًا، ليس بالطويل البائن، وبالقصير.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث الشريف الذي يصف خَلق وخُلق نبينا محمد ﷺ، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
### الحديث ومصدره
روى هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، والإمام الترمذي، عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة الرضوان وغزوة بدر، وكان من المقرّبين للنبي ﷺ.

1. شرح المفردات:

* أحسن الناس وجهًا: الأجمل ملامحًا وأكثرهم بهاءً وإشراقًا ونضرة.
* أحسنه خلقًا: الأكمل والأعظم خُلُقًا؛ جامعًا لمحاسن الصفات من الصدق، والأمانة، والحياء، والشجاعة، والكرم، والحلم، وغيرها.
* ليس بالطويل البائن: ليس بطويل بشكل لافت ومفرط يخرج عن الاعتدال.
* ولا بالقصير: ليس بقصير ينقص عن المقدار المعتدل.

2. شرح الحديث:

يصف الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه النبي ﷺ بثلاث صفات جامعة:
* الكمال في الخِلقة (الصورة الظاهرة): يقول رضي الله عنه: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا". كان وجهه ﷺ مستديرًا، مشربًا بحمرة، كأنه القمر ليلة البدر في إشراقه ونوره، تتلألأ فيه الأنوار، وكانت عيناه واسعتين شديدتي سواد الأهداب، وكانت ابتسامته تشرق منها المحبة والرحمة. هذا الجمال الظاهري كان انعكاسًا لجماله الباطني ونوره النبوي.
* الكمال في الخُلُق (الصورة الباطنة): ثم ينتقل لوصف كماله المعنوي فيقول: "وَأَحْسَنُهُ خُلُقًا". كان ﷺ مثالاً أعلى في كل خلق كريم. جمع الله له مكارم الأخلاق، فكان ﷺ صدوقًا أمينًا، شجاعًا كريمًا، حليمًا رحيمًا، متواضعًا عفيفًا، بشوشًا ضحوكًا، يعفو ويصفح، ويصبر ويحتسب. حتى قال الله تعالى عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. فجمع له بين جمال الظاهر وجمال الباطن.
* الكمال في القامة (التوسط والاعتدال): ثم يبين رضي الله عنه أن هذا الكمال الخلقي كان في هيئة متوسطة معتدلة لا إفراط فيها ولا تفريط، فيقول: "لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ". أي أنه ﷺ كان مربوع القامة (معتدل الطول)، لا طويلاً يشذ عن الناس فيملأ العين طولاً، ولا قصيرًا يقصر عنهم، بل كان متوسطًا بين الطول والقصر، فإذا جلس بين قوم يكون أطولهم، وإذا مشى بينهم يكون كأحدهم، وهذا من كماله ﷺ، فالتوسط والاعتدال صفة محمودة في كل شيء.

3. الدروس المستفادة منه:

1- كمال النبي ﷺ: الحديث يثبت الكمال المطلق للنبي ﷺ في خَلقه وخُلقه، فهو المثل الأعلى للإنسان الكامل الذي تستقيم به الحياة.
2- التوازن والاعتدال: في وصف القامة إشارة إلى أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شيء، في المأكل والمشرب والملبس والإنفاق، فلا إفراط ولا تفريط.
3- ارتباط الجمال الظاهري بالباطني: أجمل الناس وجهًا هو أحسنهم خلقًا، فحسن الخلق يزيد الوجه بهاءً ونضرة، وسوء الخلق يزيده قبحًا وعبوسًا.
4- محبة النبي ﷺ: مثل هذه الأوصاف تزيد المؤمنين محبة وتعظيمًا لرسول الله ﷺ، وتشوقهم إلى رؤيته في الجنة، وهي جزء من الإيمان به ﷺ.
5- الاقتداء بالنبي ﷺ: يحثنا الحديث على الاقتداء برسول الله ﷺ في حسن خلقه وأدبه وتواضعه واعتداله، والسير على منهجه في كل شؤون الحياة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* كان من دعاء النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ كما حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي» (رواه أحمد وصححه الألباني). فجمع بين سؤال الله تعالى للكمال في الخَلق والخُلُق.
* أجمع من وصف النبي ﷺ من الصحابة على هذه الصفات، ومن أقوالهم: "ما رأيتُ من ذي لمةٍ في حلةٍ حمراءَ أحسنَ من رسولِ اللهِ ﷺ" (رواه الترمذي).
* كان من هديه ﷺ أن يكون أول من يسلم إذا لقي أحدًا، وأول من يمد يده للمصافحة، ولا يسحب يده من يد أخيه حتى يكون هو الذي يسحب يده.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٥٤٩) ومسلم في الفضائل (٩١: ٢٣٣٧) كلاهما من طريق إسماعيل بن منصور، عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 915 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

📜 حديث: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية