حديث: كان رسول الله ﷺ يضرب شعره منكبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في شعر النبي ﷺ -

عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يضرب شعره منكبيه.

متفق عليه: رواه البخاري في اللباس (٥٩٠٤، ٥٩٠٣) ومسلم في الفضائل (٩٥: ٢٣٣٨) كلاهما من طريق قتادة عن أنس قال: فذكره.

عن أنس أن رسول الله ﷺ كان يضرب شعره منكبيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَضْرِبُ شَعْرُهُ مَنْكِبَيْهِ".
(رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما)


1. شرح المفردات:


● يَضْرِبُ: أي يبلغ ويصل. والمعنى أن طول شعره كان يلامس كتفيه.
● مَنْكِبَيْهِ: (مفردها: مَنْكِب) وهي أعلى الكتفين، أي موضع اتصال الذراع بالجسد.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، عن هدي النبي ﷺ في إطالة شعره وحسن تنسيقه.
والمعنى: أن شعر رسول الله ﷺ كان طويلاً إلى درجة أنه كان يصل إلى كتفيه الشريفتين، ولم يكن يجعله قصيراً جداً (مقصراً تقصيراً شديداً)، ولا كان يتركه طويلاً جداً يتجاوز الكتفين بكثير فيشبه شعور المتشبهين بالنساء أو غير المسلمين. بل كان وسطاً في الطول، وهو من كمال حسن هيئته ﷺ.
وقد وردت روايات أخرى تصف طول شعره ﷺ بدقة أكثر، ففي بعضها أنه كان يبلغ شحمة أذنيه، وفي أخرى أنه كان يبلغ نصف أذنيه، وهذا لا تعارض فيه، إذ أن الشعر قد يكون أطول من شحمة الأذن في بعض الأوقات قبل أن يأخذه ويقصره، فكان يتراوح طوله بين شحمة أذنيه ومنكبيه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الاهتمام بالمظهر الحسن والنظافة: كان النبي ﷺ قدوة في كل شيء، حتى في هيئته الشخصية وشعره، مما يدل على أهمية الاعتناء بالمظهر within حدود الشرع، والنظافة، والترتيب، وعدم إهمال الهيئة بحجة الزهد.
2- الاعتدال والتوسط في كل الأمور: لم يكن شعره ﷺ قصيراً جداً يشبه العسكر، ولا طويلاً جداً يشبه المتشبهين بالنساء، بل كان وسطاً معتدلاً. وهذا منهج الإسلام في كل شيء: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
3- مشروعية إطالة الشعر للرجال: الحديث دليل على جواز إطالة الشعر للرجل، بل كان هو الهيئة الغالبة على النبي ﷺ وأكثر الصحابة، وهو خلاف ما يظنه بعض الناس من أن قص الشعر القصير هو السنة الوحيدة.
4- اتباع الهدي النبوي: يستحب للمسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ في هديه كله، حتى في هيئته وشكله، ما لم يكن ذلك خاصاً به ﷺ.
5- التنوع within الإطار المشروع: تعدد الروايات في طول الشعر يدل على أن الأمر فيه سعة، فمن أراد أن يقصر إلى شحمة الأذن فحسن، ومن أراد أن يطول إلى المنكب فحسن أيضاً، ما دام within الحدود الشرعية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- كان النبي ﷺ يكثر من دهن شعره وتسريحه، فكان مشطاً، مدهوناً، جميل المنظر.
- لم يكن شعره ﷺ جعداً (ملتفاً tightly) ولا سبطاً (أملس ناعماً جداً)، بل كان بينهما، فيه تموج طبيعي.
- كان ﷺ يفرق شعره (يقسمه) أحياناً في وسط الرأس، وكان يصرف شعره (يتركه) أحياناً أخرى بدون فرق.
- الأخذ من هذا الحديث أن إطالة الشعر سنة، ولكن لا يعني ذلك أن تقصيره مكروه، بل هو أيضاً جائز ومشروع، فقد قص النبي ﷺ شعره في الحج والعمرة، وكان بعض الصحابة يقصرون شعرهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في اللباس (٥٩٠٤، ٥٩٠٣) ومسلم في الفضائل (٩٥: ٢٣٣٨) كلاهما من طريق قتادة عن أنس قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 923 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ يضرب شعره منكبيه

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ يضرب شعره منكبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ يضرب شعره منكبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ يضرب شعره منكبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ يضرب شعره منكبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب