حديث: كان رسول الله ﷺ مثل الشمس والقمر مستديرًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة وجه النبي ﷺ -

عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية. فقال رجل: وجهه
مثل السيف؟ قال: لا، بل كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديرًا، رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (١٠٩: ٢٣٤٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: فذكره.

عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله ﷺ قد شمط مقدم رأسه ولحيته، وكان إذا ادهن لم يتبين، وإذا شعث رأسه تبين، وكان كثير شعر اللحية. فقال رجل: وجهه
مثل السيف؟ قال: لا، بل كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديرًا، رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ. هذا حديث عظيم يصف لنا جانباً من الهيئة الظاهرة لخير البشر وأكرم الخلق على الله تعالى، نبينا محمد ﷺ، رواه الإمام مسلم في صحيحه.

أولاً. شرح المفردات:


● شَمَطَ: ظهر فيه الشيب، أي الشعر الأبيض.
● مُقَدَّمُ رَأْسِهِ: الجزء الأمامي من الرأس.
● لِحْيَته: الشعر النابت على الذقن والخدين.
● ادّهَنَ: وضع الدهن (مثل الزيت) على شعره.
● لَمْ يَتَبَيَّن: لم يظهر الشيب واضحاً بسبب الدهن الذي يلمع الشعر ويوحده لونه.
● شَعِثَ رَأْسُهُ: تفرق شعره ولم يكن مدهوناً، فصار الشيب ظاهراً.
● كَثِير شَعْرِ اللِّحْيَة: كثيف الشعر، مليء الشعر.
● مُسْتَدِيرًا: دائري الشكل، وهو نعت للوجه، يعني كان مستديراً مليئاً ليس بالطويل الضامر ولا بالغليظ.
● الْخَاتِم: هو علامة النبوة، وهي قطعة لحم بارزة كانت بين كتفيه ﷺ.
● بَيْضَةُ الْحَمَامَة: بيضة الحمام المعروفة، في حجمها وشكلها.


ثانياً. شرح الحديث:


يصف الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه النبي ﷺ وصفاً دقيقاً، فيقول:
1- "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَدْ شَمَطَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ": كان قد ظهر الشيب (الذي هو وقار وحكمة) في مقدمة رأسه الشريف وفي لحيته الكريمة. وجاء في روايات أخرى أن الشيب كان نحو عشرين شعرة أو أكثر، وكان معظمها في الرأس وليس في اللحية بكثرة.
2- "وَإِذَا ادّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنْ": كان هذا الشيب خفيفاً، فإذا وضع النبي ﷺ الدهن على شعره لترطيبه وتطيبه، لم يكن الشيب يظهر بوضوح لأن الدهن يلمع الشعر ويجعل ألوانه متقاربة. أما إذا ترك شعره دون دهن فصار "شَعِثاً" (غير مرتب)، فإن الشيب كان يظهر ويتبين بسبب تفرق الشعر وعدم لمعه.
3- "وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ": كانت لحيته ﷺ كثيفة مليئة بالشعر، ليست خفيفة أو قليلة، وهذا من كمال خلقته وحسن هيئته.
4. ثم يسأل الراوي (وهو سماك بن حرب الذي يروي عن جابر) للتوضيح: "فَقَالَ رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟" قيل أن المقصود بالسيف هنا هو الحَدَأَة (البرقة واللمعان)، يسأل: هل كان وجهه لامعاً متألقاً كالسيف؟ فأجابه جابر بن سمرة الذي رأى النبي ﷺ بعينه: "لَا، بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ". أي أن نورانيته وبهاءه ﷺ لم يكونا حادين كلمعان السيف، بل كانا منيرين، مشرقين، مليئين بالحياة والجمال، كالشمس في إشراقها والقمر في بهائه وحسنه. وهذا تشبيه لجمال الوجه ونوره، لا لشكله.
5- "وَكَانَ مُسْتَدِيرًا": يصف جابر شكل الوجه النبوي، فلم يكن طويلاً مستطيلاً، ولا غليظاً مربعاً، بل كان مستديراً في اعتدال وكمال، وهو من أحسن أشكال الوجوه.
6- "رَأَيْتُ الْخَاتِمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ": هذه من معجزات النبوة، فقد كان بين كتفيه ﷺ علامة جسدية بارزة هي "خاتم النبوة"، تشبه في حجمها وشكلها بيضة الحمامة. وكان لونها يشبه لون جسده الكريم، ليست بلون مختلف غريب، بل كانت كأنها شامة بارزة.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التواضع النبوي: ظهور الشيب في رسول الله ﷺ وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يدل على أنه تخضع للسنن الكونية التي خلق الله عليها البشر، تواضعاً لله تعالى، وليكون قدوة لأمته في كل شيء.
2- الاعتناء بالنظافة والهيئة: حرص النبي ﷺ على الادهان وتطيب الشعر، وهذا يدل على مشروعية الاعتناء بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية، وعدم إهمالها بحجة الزهد.
3- كمال خلقته ﷺ: الحديث يصور جانباً من جمال النبي ﷺ الخلقي الذي وصفه الصحابة بأنه كان أحسن الناس وجهاً. وكان هذا الجمال الخارجي انعكاساً لجماله الباطني وطهارة قلبه.
4- علامات النبوة: "خاتم النبوة" بين كتفيه ﷺ كان آية من آيات نبوته، يعرفه بها أهل الكتاب، وكان دليلاً مادياً على صدقه لمن يتأمل.
5- دقة الصحابة في الرواية:
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (١٠٩: ٢٣٤٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 930 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان رسول الله ﷺ مثل الشمس والقمر مستديرًا

  • 📜 حديث: كان رسول الله ﷺ مثل الشمس والقمر مستديرًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان رسول الله ﷺ مثل الشمس والقمر مستديرًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان رسول الله ﷺ مثل الشمس والقمر مستديرًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان رسول الله ﷺ مثل الشمس والقمر مستديرًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب