حديث: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في رحمة النبي ﷺ بالصبيان والعيال

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم» ثم دفعته إلى أم سيف، امرأة قين يقال له: أبو سيف، فانطلق يأتيه واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله ﷺ، فقلت: يا أبا سيف! أمسك، جاء رسول الله ﷺ، فأمسك، فدعا النبي ﷺ بالصبي، فضمه إليه، وقال: ما شاء الله أن يقول، فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله ﷺ، فدمعت عينا رسول الله ﷺ، فقال: «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، والله يا إبراهيم! إنا بك لمحزونون».

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٣) ومسلم في الفضائل (٦٢: ٢٣١٥) كلاهما من طريق ثابت، عن أنس قال: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم» ثم دفعته إلى أم سيف، امرأة قين يقال له: أبو سيف، فانطلق يأتيه واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله ﷺ، فقلت: يا أبا سيف! أمسك، جاء رسول الله ﷺ، فأمسك، فدعا النبي ﷺ بالصبي، فضمه إليه، وقال: ما شاء الله أن يقول، فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله ﷺ، فدمعت عينا رسول الله ﷺ، فقال: «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، والله يا إبراهيم! إنا بك لمحزونون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ». ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، امْرَأَةِ قَيْنٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ، فَانْطَلَقَ يَأْتِيهِ وَاتَّبَعْتُهُ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ، قَدِ امْتَلَأَ البَيْتُ دُخَانًا، فَأَسْرَعْتُ المَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ! أَمْسِكْ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَأَمْسَكَ، فَدَعَا النَّبِيُّ ﷺ بِالصَّبِيِّ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، فَقَالَ أَنَسٌ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزَنُ القَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ! إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ».

1. شرح المفردات:


● قين: الحداد، وهو صانع الحديد.
● بكيره: الكير، وهو منفاخ الحداد الذي ينفخ به في النار لتقديدها.
● يكيد بنفسه: يكافح ويتألم عند سكرات الموت.
● لمحزونون: لحزينون، من الحزن.

2. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، قصة ولادة ومولد إبراهيم ابن النبي ﷺ ووفاته.
● الولادة والتسمية: بشر النبي ﷺ أصحابه بمولوده الجديد، وسَمَّاهُ "إبراهيم" تيمنًا باسم أبيه إبراهيم عليه السلام، وهذا من بر الوالدين حتى بعد وفاتهما.
● الإرضاع: دفع النبي ﷺ ابنه إلى امرأة الحداد (أم سيف) لترضعه، وكان من عادة العرب أن يدفعوا أولادهم إلى مراضع في البادية ليقوى أجسادهم ويتقنوا اللغة العربية الفصيحة.
● زيارة الابن: ذهب النبي ﷺ لزيارة ابنه عند مرضعته، وكان زوجها (أبو سيف) يعمل في الحدادة، والبيت مليء بالدخان، فاستباق أنس رضي الله عنه لإخبارهم بمجيء النبي ﷺ دليل على أدبه وحبه لرسول الله ﷺ.
● وفاة إبراهيم: بينما هو عند مرضعته، مرض إبراهيم ومات، وشهد النبي ﷺ سكرات موته، فحزن عليه حزنًا شديدًا.
● موقف النبي ﷺ: عبر النبي ﷺ عن حزنه بدمع العين، ولكن لسانه كان يذكر الله ويرضى بقضائه، فقال: «تَدْمَعُ العَيْنُ وَيَحْزُنُ القَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا»، وهذا أعظم درس في الصبر والرضا بقضاء الله.

3. الدروس المستفادة:


● جواز الحزن على الميت: الحزن الطبيعي لا ينافي الصبر والرضا بقضاء الله، فالنبي ﷺ حزن ودمعت عيناه، لكنه لم يقل إلا ما يرضي الله.
● الصبر عند المصيبة: الصبر ليس بعدم الحزن، ولكن بعدم التسخط وعدم الاعتراض على قضاء الله.
● بر الوالدين: تسمية الابن باسم والد النبي إبراهيم عليه السلام دليل على بر الوالدين.
● التواضع: ذهاب النبي ﷺ بنفسه إلى منزل مرضع ابنه دليل على تواضعه.
● الإيمان بالقدر: الإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره.

4. معلومات إضافية:


● وفاة إبراهيم: توفي إبراهيم ابن النبي ﷺ وهو صغير في المدينة المنورة، وكانت وفاته مصيبة كبيرة على النبي ﷺ.
● كمال الإيمان: هذا الحديث من أحاديث الإيمان بالقدر، والرضا بقضاء الله، وهو من أصول الإيمان.
● القدوة في التعامل مع المصائب: النبي ﷺ هو القدوة في كيفية التعامل مع المصائب، بالصبر والرضا والاحتساب.
أسأل الله أن يرزقنا حسن الصبر والرضا بقضائه، وأن يجعلنا من الذين إذا أصابهم سراء شكروا، وإذا أصابتهم ضراء صبروا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٣٠٣) ومسلم في الفضائل (٦٢: ٢٣١٥) كلاهما من طريق ثابت، عن أنس قال: فذكره.
وزاد البخارىِ أن عبد الرحمن بن عوف لما رأى دموع رسول الله ﷺ قال: وأنت يا رسول الله؟ فقال: «يا ابن عوف! إنها رحمة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 986 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

  • 📜 حديث: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب