حديث: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رحمة النبي ﷺ بالنساء

عن أنس قال: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي ﷺ: «رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير».
قال قتادة: يعني ضعفة النساء.

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦٢١١) ومسلم في الفضائل (٧٣: ٢٣٢٣) كلاهما من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك قال: فذكره.

عن أنس قال: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي ﷺ: «رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير».
قال قتادة: يعني ضعفة النساء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الأدب، باب من قال رويداً) والإمام مسلم (كتاب الفضائل، باب رحمته ﷺ للنساء)، وهو من الأحاديث التي تُظهر رحمة النبي ﷺ وحكمته في التعامل مع الناس.

أولاً. شرح المفردات:


● حاد: هو الذي يحدو بالإبل، أي يغني لها لتسرع في سيرها.
● أنْجَشة: اسم للحادي، وهو عبدٌ للنبي ﷺ.
● حسن الصوت: يعني أن صوته كان جميلاً في الحداء.
● رُويدك: كلمة تقال للتأني والتمهل، ومعناها: تمهّل، أو على مهل.
● القوارير: جمع قارورة، وهي الزجاجة الرقيقة التي تكسر بسهولة. والمقصود هنا كناية عن النساء.

ثانياً. شرح الحديث:


كان للنبي ﷺ عبد يسمى أنجشة، وكانت مهمته الحداء للإبل أثناء السفر، أي الغناء لها لتسرع في السير. وكان أنجشة -رضي الله عنه- يتمتع بصوت جميل في الحداء، مما يجعل الإبل تسرع جداً في سيرها.
وفي إحدى الرحلات، وكانت النساء راكبات على الإبل، خاف النبي ﷺ أن سرعة الإبل بسبب حداء أنجشة الجميل قد تؤذي النساء اللاتي يركبنها، لأن الإبل قد تهتز بشدة أثناء السرعة فتُسقط من عليهن أو تؤذيهن.
فنادى النبي ﷺ أنجشة قائلاً له: «رويدك يا أنجشة» أي تمهّل في حدائك واغنِ بطريقة أهدأ، «لا تكسر القوارير». والقوارير هنا كناية عن النساء، كما فسره التابعي الجليل قتادة، حيث أن النساء ضعيفات كالقوارير في حاجتهن للرعاية والرفق.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الرفق بالنساء والحرص عليهن: يظهر الحديث مدى رحمة النبي ﷺ وحرصه على سلامة النساء وحمايتهن من أي أذى، حتى لو كان غير مقصود. فهو يعاملهن باللطف والرقة.
2- الحكمة في النصح والتوجيه: لم يزجر النبي ﷺ أنجشة أو ينهه عن الحداء entirely (تماماً)، لأنه لم يكن يفعل شيئاً محرماً. بل وجهه برفق وأدب، usando (باستخدام) كلمة "رويدك" اللطيفة، وضرب له مثلاً يفهمه وهو "القوارير"، مما يجعل النصيحة مقبولة وسهلة.
3- فن الكناية وأدب التعبير: استخدم النبي ﷺ أسلوب الكناية (وهو التعبير عن شيء بلفظ آخر يوحي به) بدلاً من التصريح المباشر بقوله "لا تؤذ النساء". وهذا من بلاغته ﷺ وأدبه في التعامل، حيث يجعل التوجيه أكثر جمالاً وقبولاً.
4- إجلال الصحابة للنبي ﷺ: انظر إلى أدب أنجشة حيث امتثل فوراً لأمر النبي ﷺ دون نقاش، وهذا يدل على محبتهم له وطاعتهم لأمره.
5- مراعاة الظروف والضعفاء: يعلمنا النبي ﷺ أن نراعي في تصرفاتنا من حولنا، خاصة الضعفاء والنساء، وأن نعدل من سلوكنا إذا كان قد يؤذيهم، حتى لو كان هذا السلوك مباحاً في الأصل.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها العلماء على جواز الغناء والحداء إذا كان خالياً من المحرمات (كالكلمات المخلة بالآداب أو المصحوبة بمعازف محرمة)، وكان في مناسبة مناسبة كالسفر لتخفيف المشقة.
- وفيه دليل على ذكاء أنجشة ومهارته في عمله، حيث كان صوته جميلاً يؤثر في الإبل.
- القوارير ترمز إلى الضعف والرقة، وهذا الوصف ينطبق على النساء ويوجب على الرجل أن يكون رفيقاً بهن، قائماً على حمايتهن ورعايتهن.
أسأل الله أن ينفعنا بسنة نبيه ﷺ، ويجعلنا ممن يقتدي به في حسن خلقه ورفقه بالناس.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٦٢١١) ومسلم في الفضائل (٧٣: ٢٣٢٣) كلاهما من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك قال: فذكره.
«أنجشة» بفتح الهمزة وإسكان النون ثم الجيم والشين هو العبد الأسود، كان يسوق بنساء النبي ﷺ في حجة الوداع، وفي أسفار أخرى، وكان حسن الحداء، وكانت الابل تزيد في الحركة لحدائه فقال له النبي ﷺ: «رويدا يا أنجشة رفقا بالقوارير» لضرر النساء عند شدة الحركة وخوفًا من سقوطهن.
ورواه مسلم من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس فذكره. وقال فيه أبو قلابة: تكلم النبي ﷺ بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه.
فَهِمَ منه القاضي وغيره: فتنة النساء من حسن صوته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 992 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت

  • 📜 حديث: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب