حديث: رفق رسول الله في معاملته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ضرب رسول الله ﷺ أحدًا قط إلا في سبيل الله

عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله ﷺ شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٧٩: ٢٣٢٨) عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله ﷺ شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، يعد من جوامع كلم النبي ﷺ، وهو يحمل في طياته أسمى معاني الرحمة والأخلاق الكريمة التي اتصف بها سيد الخلق.

شرح المفردات:


● ضرب: إيقاع الأذى باليد أو بأداة.
● خادمًا: الذي يقوم بخدمة الشخص وأعمال بيته.
● يجاهد في سبيل الله: القتال لإعلاء كلمة الله.
● نيل منه: أُوذي أو أُسيء إليه.
● ينتقم: يعاقب على الإساءة بدافع الشخصي.
● محارم الله: ما حرم الله من الأمور التي يجب أن تُصان وتُحترم.

شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلُق النبي ﷺ العظيم في تعامله مع من حوله، فتقول:
1- الرفق في المعاملة: لم يكن النبي ﷺ رجل عنف أو قسوة، فما ضرب بيده امرأة من زوجاته قط، ولا خادمًا يعمل عنده، وهذا يدل على رحمته ﷺ وحلمه وصبره، حتى مع من هم تحت رعايته وسلطته.
2- الاستثناء الوحيد للضرب: كان الاستثناء الوحيد هو الجهاد في سبيل الله، حيث يكون الضرب والقَتْل جزءًا من المعركة الدفاعية عن الدين والمستضعفين، وهذا ليس ضربًا للانتقام أو التعذيب، بل لأمر شرعي سامٍ.
3- العفو عن الإساءة الشخصية: لم ينتقم النبي ﷺ لنفسه قط، فإذا أُسيء إليه أو أُوذي، كان يعفو ويصفح، وهذا من كمال خلقه ﷺ وتجسيده لقول الله تعالى: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" [الأعراف:199].
4- الغضب لله تعالى فقط: كان النبي ﷺ يغضب وينتقم فقط إذا انتهكت محارم الله، كأن يُعصى الله أمامه أو يُنتهك دينه، فهنا كان يغضب لله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يسكت على منكر.

الدروس المستفادة:


● الرفق والرحمة في المعاملة: يجب على المسلم أن يكون رفيقًا في معاملة أهله وخدمه وجميع الخلق، اقتداءً بالنبي ﷺ.
● العفو عند المقدرة: التسامح والعفو عن الإساءة الشخصية من صفات المؤمنين الأقوياء، كما قال ﷺ: "وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا".
● الغيرة على محارم الله: يجب أن يغار المسلم على دين الله ولا يسكت على المنكر، وأن يكون غضبه لله تعالى فقط، لا لحظوظ نفسه.
● التوسط والاعتدال: النبي ﷺ جمع بين الرحمة والشفقة، والحزم والعدل عند انتهاك حرمات الله.

معلومات إضافية:


هذا الحديث يظهر جانبًا من أخلاق النبي ﷺ التي كانت سببًا في دخول الكثيرين في الإسلام، حيث رأوا فيه قدوة في الرحمة والعدل. وهو أيضًا توجيه للمربين والقادة في كيفية التعامل بالحكمة واللين، مع الحزم عند необходимости الدفاع عن principles المبادئ والقيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفضائل (٧٩: ٢٣٢٨) عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 997 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفق رسول الله في معاملته

  • 📜 حديث: رفق رسول الله في معاملته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفق رسول الله في معاملته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفق رسول الله في معاملته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفق رسول الله في معاملته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب