حديث: النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب في شدة خشية النبي ﷺ لله ﷿
متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٦١٠١) وفي الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٣٠١) ومسلم في الفضائل (١٢٧: ٢٣٥٦) كلاهما من طريق الأعمش حدثنا مسلم أبو الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة، مع بيان دروسه وعبره.
الحديث بلفظ آخر:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فرخص فيه، فتنزه عنه ناس من أصحابه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب، فحمد الله، ثم قال: «ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية»" (رواه البخاري ومسلم).
1. شرح المفردات:
● صنع... أمرًا/شيئًا: فعل النبي صلى الله عليه وسلم فعلاً معينًا. ورد في بعض الروايات أنه كان شربًا للعسل أو دواءً، أو غير ذلك من الأمور المباحة.
● فترخص فيه: أباحه للناس أو فعله على سبيل الرخصة والتيسير، وليس على سبيل الإلزام أو الوجوب.
● فتنزهوا عنه: تجنبوه وابتعدوا عنه، ظنًا منهم أن تركه أولى أو أقرب إلى التقوى.
● أعلمهم بالله: أكثرهم معرفة بالله تعالى وصفاته وأحكامه.
● أشدهم له خشية: أخشاهم لله تعالى، وأكثرهم تعظيمًا له ومخافة منه.
2. شرح الحديث:
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم التيسير على أمته ورفع الحرج عنها، فكان أحيانًا يفعل أمرًا مباحًا أو جائزًا ليبين للناس أنه لا حرج فيه. وفي هذه القصة، فعل النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا مباحًا (كشرب العسل أو دواء فيه شيء من الكراهة الظاهرة)، فرأى بعض الصحابة ذلك فكرهوا أن يفعلوه هم، وتركوه ظنًا منهم أن هذا الترك أولى وأتقى.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض أصحابه يتنزهون عن هذا الفعل الذي أباحه أو فعله هو نفسه، غضب لذلك؛ لأن في هذا الفعل منهم اتهامًا ضمنيًا له بأنه لا يتقي الله كما يتقونه، أو أنه يفعل ما ليس بتقوى. فخطب في الناس وبين لهم أن فعله هذا من الرخصة والتيسير، وأنه لا ينبغي لأحد أن يتنزه عن شيء أباحه الله ورسوله، ثم أكد لهم أنه أعلم بالله وأخشاهم له، أي أنه لا يتساهل في أمر الدين، ولا يفعل إلا ما هو جائز وحلال.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب اتباع السنة وعدم التنطع: لا يجوز للمسلم أن يتشدد في الدين بما لم يشرعه الله، أو أن يترك الرخصة التي أباحها الله ورسوله ظنًا منه أن ذلك زيادة في التقوى.
● كمال تقوى النبي صلى الله عليه وسلم: فهو أعلم الناس بالله وأخشاهم له، ولا يفعل إلا ما هو جائز وحلال.
● الرد على المتشددين: الذين يتركون الرخص ويشددون على أنفسهم وعلى الناس، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار اليسر ما لم يكن إثم.
● التنبيه على خطورة سوء الظن بالرسول صلى الله عليه وسلم: فتنزه بعض الصحابة عن الفعل الذي فعله النبي يوحي بأنهم يرون أنفسهم أتقى منه، وهذا خطأ عظيم.
● بيان أن الرخصة من الدين: فلا ينبغي للمسلم أن يتركها إلا إذا كان في فعلها ضرر أو إثم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في ذم التنطع والتشدد في الدين، وفيه أن الرخصة التي أباحها الشرع لا ينبغي تركها إلا لسبب شرعي.
- فيه بيان عظيم لمنزلة النبي صلى الله عليه وسلم وعلو تقواه وعلمه بالله.
- يستدل به العلماء على أن ترك الرخصة بدون عذر ليس من التقوى، بل قد يكون من التنطع المذموم.
- ينبغي للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في فعله وتركه، ولا يتقدم بين يديه برأيه أو هواه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 999 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 974 اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة
- 975 النبي ﷺ ينقل الحجارة في بناء البيت
- 976 ما خير رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما
- 977 وصف حياء النبي صلى الله عليه وسلم
- 978 ما عاب رسول الله ﷺ طعامًا قط
- 979 لم تراعوا، لم تراعوا
- 980 ما رأينا من شيء وإن وجدنا لبحرًا
- 981 نتقي به إذا احمر البأس
- 982 لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله ﷺ
- 983 ما سئل رسول الله شيئًا قط فقال لا
- 984 أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعمًا لقسمته بينكم
- 985 كان النبي ﷺ يسلّم على الصبيان
- 986 تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا
- 987 تقبيل الصبيان دليل الرحمة
- 988 ما رأيت أحدًا كان أرحم بالعيال من رسول الله
- 989 من لا يرحم لا يرحم
- 990 لا يرحم الله من لا يرحم الناس
- 991 يَقْصُرُ الخُطْبَةَ وَلا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الأَرْمَلَةِ وَالمَسَاكِينِ
- 992 كان للنبي ﷺ حاد يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت
- 993 يغمس يده في الماء البارد عند الصلاة
- 994 يا أم فلان انظري أي السكك شئت
- 995 الحلاق يحلق النبي وأصحابه يلتقطون الشعر
- 996 أخذ أبو طلحة بشعر النبي ﷺ عند حلقه
- 997 رفق رسول الله في معاملته
- 998 من يمنعك مني قلت الله
- 999 النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
- 1000 يا أبا عمير ما فعل النغير
- 1001 إني حاملك على ولد الناقة
- 1002 إني لا أقول إلا حقا
- 1003 إني لأمزح ولا أقول إلا حقا
- 1004 من يشتري العبد لكن عند الله أنت غال
- 1005 يا ذا الأذنين
- 1006 ضحك النبي ﷺ حتى بدت نواجذه
- 1007 ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم...
- 1008 ما رأيت رسول الله مستجمعًا ضاحكًا
- 1009 ضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه
- 1010 النبي يدعو لسعد بن ابي وقاص يوم احد: ارم فداك...
- 1011 رسول الله يجلس في مصلاه حتى شروق الشمس
- 1012 ما كان ضحك رسول الله إلا تبسمًا
- 1013 ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله ﷺ
- 1014 ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله ﷺ
- 1015 كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج أقرع بين...
- 1016 قرعة النبي بين زوجاته عند السفر
- 1017 إذا هم النبي شيئًا أخذ بلحيته
- 1018 مر لي من مال الله الذي عندك
- 1019 توفي رسول الله وقد شبعنا من الأسودين: التمر والماء
- 1020 ليس من الدقل ما يملأ به بطنه
- 1021 ما يجد دقلًا يملأ به بطنه
- 1022 آل محمد لم يشبعوا من خبز البر ثلاثة ايام
- 1023 كان النبي يبيت الليالي طاويا وأهله لا يجدون عشاء
معلومات عن حديث: النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
📜 حديث: النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي يعاتب من كرهوا ترخصه في الامور المباحة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








