حديث: من لا يرحم لا يرحم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في رحمة النبي ﷺ بالصبيان والعيال

عن أبي هريرة قال: قبّل رسول الله ﷺ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: «من لا يرحم لا يُرحم».

متفق عليه: رواه البخاري في الأدب (٥٩٩٧) ومسلم في الفضائل (٢٣١٨) كلاهما من طريق الزهري، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قبّل رسول الله ﷺ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: «من لا يرحم لا يُرحم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو أرحم الخلق بالصغار والكبار، وهو من الأحاديث التي رواها الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته)، ورواه الإمام مسلم (كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان والعيال).

أولاً. شرح المفردات:


● قبّل: أي وضع فمه على خد الصبي أو جبهته تعبيرًا عن المحبة والعطف.
● الحسن بن علي: هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا، ابن ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين.
● الأقرع بن حابس: هو من وجهاء قبيلة تميم وساداتها، وكان من وفد تميم على النبي صلى الله عليه وسلم.
● ما قبّلت منهم أحدًا: أي لم أفعل هذا الفعل مع أحد منهم قط، معتزًا بذلك وقائله.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن موقف حصل في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا ومعه الحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو طفل صغير، فقبّله النبي صلى الله عليه وسلم وقربه إليه تعبيرًا عن محبته وعطفه.
وكان حاضرًا في هذا المجلس رجل من كبار قومه يسمى الأقرع بن حابس، فاستنكر هذا الفعل واستغربه، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن عندي عشرة أولاد (أي عددًا كثيرًا)، ما قبّلتُ واحدًا منهم أبدًا. أي أنه يرى أن هذا الفعل لا يليق بالرجل الجليل، ويعتبره ضعفًا أو أمرًا لا يتناسب مع مكانته.
فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة فيها عتاب وتوجيه، وقال له كلمة جامعة مانعة: «مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ».
ومعنى هذا الكلام النبوي العظيم: أن الإنسان الذي يقسو قلبه، ولا يرحم من هم دونه، خصوصا الأطفال والضعفاء، فإنه يُحْرَمُ من رحمة الله تعالى، ولا ينال رحمته وعطفه. فالرحمة التي يبذلها العبد للخلق هي السبب في نزول رحمة الخالق عليه.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- بيان رحمة النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته بالصغار: فقد كان صلى الله عليه وسلم قدوة في العطف والحنان، يلاعب الأطفال ويقبلهم ويداعبهم، مما يدحض صورة القسوة والجفاء التي قد يتبناها بعض الناس.
2- إبطال العادات الجاهلية: جاء الإسلام ليهذب النفوس ويقوم الأخلاق، وليحارب التقاليد البالية التي كانت سائدة في الجاهلية، والتي كانت تمنع الرجل من إظهار المشاعر الإنسانية الطبيعية بحجة أنها تنقص من مروءته أو قدره.
3- الترابط بين رحمة العباد ورحمة الخالق: هذا الحديث يضع قاعدة عظيمة في العلاقة بين الخلق والخالق، فمن أراد أن ينال رحمة الله الواسعة، فليبدأ هو برحمة خلقه، من صغير وكبير، وإنسان وحيوان.
4- تقديم التوجيه النبوي بأسلوب حكيم: لم يغضب النبي صلى الله عليه وسلم من قول الأقرع، ولم يوبخه توبيخًا قاسيًا، بل نظر إليه نظرة عتاب ثم وجهه بهذه الكلمة الموجزة البليغة التي اخترقت قلبه وقلوب كل من سمعها إلى يوم القيامة.
5- الحث على إظهار المشاعر للأبناء: يحث الحديث الآباء والأمهات على إشاعة المحبة والعطف في البيت، وإظهار المشاعر الإيجابية للأطفال، لما في ذلك من أثر عظيم في تكوين شخصيتهم السوية، وزرع الطمأنينة في قلوبهم.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول التعامل مع الصغار، وفيه رد على من يمنع تقبيل الأطفال بدعاوى صحية أو غيرها، مع أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى بالاتباع مع الأخذ بالأسباب الطبية المعقولة.
- الرحمة هنا ليست مقصورة على التقبيل فقط، بل هي معنى أوسع يشمل العطف، والشفقة، والرفق، والإنفاق، والتعليم، وكل ما يحتاجه الصغير والضعيف.
-部分 الناس قد يخطئون في فهم معنى الرحمة، فيظنون أن التدليل المفسد هو من الرحمة، وهو ليس كذلك. فالرحمة الحقيقية تكون بالتوسط بين الإفراط في التدليل والتفريط في القسوة.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا قلوبًا رحيمة، وأن يجعلنا ممن يرحم خلقه ليرحمنا خالقنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأدب (٥٩٩٧) ومسلم في الفضائل (٢٣١٨) كلاهما من طريق الزهري، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 989 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لا يرحم لا يرحم

  • 📜 حديث: من لا يرحم لا يرحم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لا يرحم لا يرحم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لا يرحم لا يرحم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لا يرحم لا يرحم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب