حديث: نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في كحل رسول الله ﷺ -
حسن: رواه أحمد (١٧٤٢٦) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وغيرهم، عن الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، وفيه عدة أحكام وآداب نبوية.
أولاً. شرح المفردات:
* نهى عن الكيّ: الكيّ هو: معالجة الجروح أو الأمراض بحرقها بمِكْواةٍ حامية من نار أو حديد ساخن. وهو نوع من العلاج القديم.
* يكره شرب الحميم: الحميم هو الماء الذي تم تسخينه حتى اشتدت حرارته وقارب الغليان.
* اكتحل وترًا: الاكتحال هو وضع الكحل في العين. والوتر هو الفرد، أي يكتحل ثلاث مرات أو خمسًا أو سبعًا... (أي عددًا فرديًا) في العين الواحدة.
* استجمر وترًا: الاستجمار هو استخدام الحجارة أو المناديل الورقية لإزالة النجاسة بعد قضاء الحاجة. والوتر هنا يعني استخدام عدد فردي من الأحجار أو المسحات (ثلاثة أو خمسة...).
ثانيًا. شرح الحديث:
ينقسم الحديث إلى ثلاثة أجزاء، لكل جزء حكمه الخاص:
1- النّهي عن الكيّ: النهي هنا ليس على إطلاقه، بل هو نهي تنزيه وتحذير، وليس تحريمًا مطلقًا. والمقصود النهي عن التعجل إلى الكي لأدنى مرض أو ألم، أو الاعتماد عليه دون اللجوء إلى الأدوية الأخرى أولاً، أو الكي في غير موضعه الصحيح. وقد ورد في أحاديث أخرى أن النبي ﷺ قد كَوَى بعض أصحابه، كما كَوَى سعد بن معاذ رضي الله عنه عندما أصيب في غزوة الخندق. فالحكمة هي أن الكي علاج قاسٍ، وهو الملاذ الأخير عند الحاجة القصوى، وليس العلاج الأول.
2- كراهية شرب الحميم: كراهة شرب الماء شديد السخونة (الحميم) هي كراهة تنزيهية، وليست تحريمية. والحكمة من ذلك:
* ضرره المحتمل على الجسم، كإيذاء الأسنان أو الحلق أو المعدة.
* مخالفة هدي النبي ﷺ في برودة الطعام والشراب، فقد كان يشرب الماء البارد المعتدل.
* فيه مشابهة لشرب أهل النار كما ورد في بعض الآثار، وإن كان هذا ضعيفًا.
3- الاكتحال والإستجمار وترًا: هذا من هديه ﷺ في الأمور التي تتعلق بالطهارة والزينة والعبادة. والحكمة في ذلك:
* الاتباع: فهو سنة نبوية وهدي محبب.
* التوافق مع السنن الكونية: فالله تعالى خلق السماوات سبعًا، والأرضين سبعًا، وأيام الأسبوع سبعة، والأعضاء في الجسم غالبًا ما تكون فردية (اليد، الرجل، العين، الأذن...). فالفردية لها أصل في الخلق.
* التميز عن أفعال الكفار والمشركين الذين كانوا يفعلون الأشياء شفعًا (زوجيًا) تقربًا لأصنامهم.
* في الاستجمار تحديدًا: يكون أنقى وأبلغ في التنظيف، فالثالثة للتأكيد والاستيثاق من الطهارة.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- التوسط في العلاج وعدم التعجل: لا ينبغي للمسلم أن يقدم على علاج قاسٍ أو خطير إلا عند الضرورة وبعد استنفاد البدائل الأسهل.
2- الرفق بالجسد: حرص الإسلام على حفظ صحة الإنسان وسلامته، حتى في أمور الشرب، فنُهي عن ما قد يضره.
3- التأسي بالنبي ﷺ: في جميع شؤون الحياة، كبيرها وصغيرها، في عباداته وعاداته، فهو الأسوة الحسنة.
4- إحسان العبادة وإتقانها: حتى في أدق细节 الطهارة والنظافة الشخصية، يشرع للمسلم أن يتقن عمله ويحسنه، كما في الاستجمار بعدد فردي للاستيثاق من النظافة.
5- استحباب الإتيان بالأمور المندوبة على وجه الوتر (الفرد) في العبادات والطاعات التي لم يرد فيها نص محدد بالعدد، كالوضوء، والغسل، والتسليم في الصلاة، وغيرها.
رابعًا. معلومات إضافية:
* يجوز الكي عند الحاجة إليه وبعد استشارة الطبيب الثقة.
* إذا اضطر الإنسان لشرب ماء حار لعلاج أو عطش ولم يجد غيره، فلا كراهة حينئذ.
* الأمر بالوتر في الاكتحال والاستجمار هو للاستحباب وليس للوجوب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه أيضا من أوجه أخرى عن ابن لهيعة (١٧٤٢٧، ١٧٤٢٨).
ورواه الطبراني في الكبير (٤/ ٩٣) من وجه آخر عن أبي عبد الرحمن المقري، عن ابن لهيعة بإسناده مختصرًا.
ورواية المقري أعدل من غيره، وهي تُقوّي ما سبق، وظهر منه أن ابن لهيعة لم يخطئ في هذا الحديث، وبه صار الحديث حسنا.
وقوله: «اكتحل وترا» يحمل على معنيين، الأول: أن يكتحل لكل عين وترا. والثاني: أن يجمع بمجموع الاكتحال للعينين وترا كما في حديث أنس.
ورُوي عن ابن عباس أنه قال: إن النبي ﷺ كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام، وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال. إلا أنه ضعيف.
رواه الترمذي (١٧٥٧) وابن ماجه (٣٤٩٩) وابن أبي شيبة (٢٣٩٥٦) وأحمد (٣٣٢٠، ٣٣١٨) واللفظ له. وصححه الحاكم (٤/ ٤٠٨) كلهم من طريق عباد بن منصور عن عكرمة، عن ابن عباس
قال: فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل عباد بن منصور فإنه ضعيف الحديث وكان يدلّس، وقد دلس في هذا الحديث فأسقط راويين بينه وبين عكرمة.
قال يحيى القطان: قلت لعباد بن منصور: سمعتَ حديث «ما مررت بملأ من الملائكة ..، وأن النبي ﷺ كان يكتحل ثلاثا يعني من عكرمة؟
قال: حدثهن ابن أبي يحيى، عن داود، عن عكرمة». اهـ.
وابن أبي يحيى: هو إبراهيم بن محمد الأسلمي وهو كذاب، وداود: هو ابن الحصين وهو ضعيف في عكرمة خاصة.
لذا قال ابن حبان: «كل ما روى عباد، عن عكرمة، سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود ابن الحصين عنه فدلسها عن عكرمة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1056 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 1031 كان أحب العراق إلى رسول الله الذراع ذراع الشاة
- 1032 أكل النبي الرطب بالقثاء
- 1033 النبي ﷺ كان يأكل البطيخ بالرطب
- 1034 يجمع بين الرطب والخربز
- 1035 من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزل مسجدنا
- 1036 من أكره الثوم من أجل ريحه
- 1037 رسول الله ﷺ يكره الثوم من أجل ريحه
- 1038 كلوه فإني لست كأحدكم إني أخاف أن أوذي صاحبي
- 1039 أحرام الضب يا رسول الله؟ لا ولكن لم يكن بأرض...
- 1040 الحلو البارد أطيب الشراب
- 1041 التنفس في الإناء ثلاثًا
- 1042 شرب النبي ﷺ من زمزم وهو قائم
- 1043 الشرب قائمًا كما فعل النبي ﷺ
- 1044 شرب النبي ﷺ من قربة معلقة قائمًا
- 1045 شرب النبي ﷺ من فم قربة قائماً
- 1046 يشرب قائمًا وقاعدًا
- 1047 يشرب قائمًا وقاعدًا وينصرف من الصلاة عن يمينه وعن يساره
- 1048 كان رسول الله ﷺ يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ لعقها
- 1049 أمرنا أن نسلت القصعة
- 1050 لعق الاصابع بعد الطعام فيه بركة
- 1051 مقعيًا يأكل تمرًا
- 1052 متكئًا على وسادة على يساره
- 1053 كان لرسول الله ﷺ سكة يتطيب منها.
- 1054 اللهم إني أسألك من خيره ومن خير ما صنع له
- 1055 اكتحل رسول الله ﷺ بالإثمد اليمنى ثلاثا واليسرى مرتين
- 1056 نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
- 1057 رأى رسول الله ﷺ مستلقيا في المسجد، واضعا إحدى رجليه...
- 1058 رأيت رسول الله ﷺ بفناء الكعبة محتبيًا
- 1059 الحسن بن علي: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه
- 1060 رسول الله المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق
- 1061 كان رسول الله إذا كان في سفر فعرس بليل اضطجع...
- 1062 الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا
- 1063 هدي النبي في النفث بالمعوذات قبل النوم
- 1064 كان يكون في مهنة أهله
- 1065 كان رسول الله يخصف نعله ويخيط ثوبه
- 1066 كانت قراءة النبي مدا يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد...
- 1067 فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل
- 1068 رسول الله يسمر مع ابي بكر في شؤون المسلمين
- 1069 لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت
- 1070 كان يحدث حديثًا لو عده العاد لأحصاه
- 1071 إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه
- 1072 عن عائشة: إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم
- 1073 أحب الثياب إلى النبي ﷺ الحبرة
- 1074 ما رأيت أحدًا أحسن في حلة حمراء من النبي ﷺ
- 1075 أخذ الإداوة ومسح النبي على خفيه بعد الوضوء
- 1076 النبي يخرج وعليه مرط مرحل من شعر اسود
- 1077 خرج النبي ﷺ يتوكأ على أسامة بن زيد وهو شاكي
- 1078 أتيت رسول الله ﷺ في رهط من مزينة فبايعناه
- 1079 أحب الثياب إلى رسول الله ﷺ القميص.
- 1080 قميص رسول الله ﷺ إلى رسغه
معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
📜 حديث: نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن الكي وكان يكره شرب الحميم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








