قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن الكتاب المقدس في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ﴾ [البقرة: 53]
كم نصبَ الله من آيات، وأوضح من بيِّنات؛ ليَهديَ الناسَ إلى أقوم الطرُقات! فما بالُهم سادرين في ظلام الضَّلالات؟! إنما هَداك إليه، لتُقبلَ صادِقًا عليه.
سورة: البقرة - آية: 53  - جزء: 1 - صفحة: 8
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]
أرسل الله الرسُلَ وأنزل معهم الكتب وأيَّدهم بالمعجزات، حُجَّةً على العباد، ولم يزل بنو إسرائيلَ في ضلالهم سادرين، وبغَيِّهم مستكبرين؛ إنه الهوى يُعمي ويُصِمُّ! لا يجوز لمؤمن يحبُّ الله ويخشاه أن يجعلَ الشرع تابعًا لهواه، بل لا يؤمن حتى يكونَ هواه تبعًا لما جاء به محمَّد ﷺ من الشرائع والأحكام.
لم ينفكَّ اليهود يُكذِّبون الأنبياء، ويسفكون الدماء، حتى غدا القتل سجيَّةً لديهم، والإجرام عادةً فيهم، بل إن خاتَم الأنبياء ﷺ لم يسلَم من خبثهم، وسوء طويَّتهم.
يا لها من تسليةٍ للنبيِّ ﷺ وللمسلمين من بعده! إن سنَّة المكذِّبين الاعتداء على أهل الحقِّ المصلحين وتكذيبهم، فطوبى لمن وطَّن نفسه على الصبر على عقَبات الطريق!
سورة: البقرة - آية: 87  - جزء: 1 - صفحة: 13
﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [البقرة: 113]
لم ينتفع أهلُ الكتاب بكتابهم، شأنهم شأن المشركين الأمِّيِّين، جحَدوا الحقَّ الذي مع غيرهم تعصُّبًا لحظوظهم، وكأن إقامة صَرحهم لا تكون إلا على أنقاض غيرهم! يحتذي بعض المسلمين حذوَ أهل الكتاب حين تغلي في نفوسهم الحَميَّة؛ فيتعصَّبون لأنفسهم، ويتمكَّن الشيطان من تفريق كلمتهم، فيترامَون بالكفر دون برهان.
مَن أيقن أنه موقوفٌ مع خصمه المخالف له بين يدَي حكمٍ عدلٍ اعتدل في خلافه، ولم يفجُر في خصومته.
سورة: البقرة - آية: 113  - جزء: 1 - صفحة: 18
﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146]
لا تحسَب أن ما يصدُّ أكثرَ اليهود والنصارى عن الإسلام جهلُهم به، أو أنه لم يقدَّم إليهم بصورة مقنعة، إن بعضهم يأبَونه؛ لأنهم يعرفونه حقَّ المعرفة، ويخشَونه على مصالحهم.
يا لخسارة من عرف الحقَّ ثم أخفاه فحُرم منفعته في دنياه وأخراه! وهل أغنت معرفةُ أهل الكتاب بنبينا ﷺ وصدق رسالته شيئًا؟!
سورة: البقرة - آية: 146  - جزء: 2 - صفحة: 23
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174]
ما كلُّ مَن حمل العلمَ زكا به، فكم من عالمٍ كاتم للحقِّ، محرِّف للشرع، خائن لأمانة البلاغ، قد باع دينَه وعلمه بعرَضٍ من الدنيا قليل! هكذا هي النفوسُ الدنيئة؛ تُؤثر القليلَ التافه الماضي، على الكثير الجليل الباقي.
سورة: البقرة - آية: 174  - جزء: 2 - صفحة: 26
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﴾ [البقرة: 176]
مهما بذل أهلُ الباطل في التنقيب عن خَلَلٍ في القرآن أو عَيب، فإنهم لن يعودوا إلا بالخيبة والإخفاق، وسيبقَون أبدًا في اختلافٍ وشقاق.
القرآن مشتملٌ على الحقِّ الموجب للاتِّفاق عليه، وعدم الافتراق فيه، وما خالفه أحدٌ إلا كان في البعد من الحقِّ والمنازعة فيه بقدر مخالفته.
سورة: البقرة - آية: 176  - جزء: 2 - صفحة: 26
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ ﴾ [آل عمران: 23]
إنما استحقَّ أهل الكتاب الذمَّ لإعراضهم عن حُكم القرآن الذي جاء مصدِّقًا لكتابهم، ومَن أعرض عن القرآن من هذه الأمَّة فهو أولى منهم في استحقاق الذمِّ.
مَن أُوتيَ حظًّا من العلم فليتمسَّك به، وليُذعن لما فيه من حقٍّ، وما يدعو إليه من صدق، فإن تولَّى وأعرض كان مكذِّبًا بالعلم الذي عَلِمَه، جاحدًا بالحقِّ الذي بَلَغَه.
سورة: آل عمران - آية: 23  - جزء: 3 - صفحة: 53
﴿وَيُعَلِّمُهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ ﴾ [آل عمران: 48]
الحكمة أساسٌ في كلِّ دعوة، فاحرِص عليها يا من تريد نصرةَ الدين، واستوهبها من الحكيم العليم، فإنك إن أُوتيتَ الحكمةَ فقد أُوتيتَ خيرًا كثيرًا.
سورة: آل عمران - آية: 48  - جزء: 3 - صفحة: 56
﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78]
مـن منهـج القـرآن الكريـم البعـدُ عـن التعميم في الأحكام على قومٍ اجترح الباطلَ فريقٌ منهم، وذلك عينُ العدل والإنصاف.
ليــس كلُّ ما نُسِــب إلى الدين صحيـحَ النسبة، ولا كلُّ مَن تزيَّا بزِيِّ أهل العلم كان منهم، فكم من منتسبٍ إلى العلم متَّبعٌ هواه، مجترئٌ على ربِّه، والعلم منه بَراء.
إذا رأيتَ مَن ينسُب إليك ما ليس منك فلا تعجَب؛ فإن هناك قومًا ينسُبون إلى الله ربِّهم ما لا ينبغي، ويفترون عليه ما يتنزه عنه سبحانه.
من ضروب الافتراء على الله: التحريفُ والكذب، ونفيُ المعنى الحقِّ وإثباتُ المعنى الباطل، وتنزيلُ اللفظ الدالِّ على الحقِّ على المعنى الفاسد.
سورة: آل عمران - آية: 78  - جزء: 3 - صفحة: 60
﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79]
يختار الله من عباده لحمل رسالته إلى خَلقه، مَن يدعو إلى توحيده وإفراده بالتعظيم؛ فلذلك كان الأنبياء أبعدَ الناس عن الدعوة إلى أنفسهم، وترك عبادة ربِّهم.
أعلى مراتب العبد أن يكونَ ربَّانيًّا؛ يربِّي الناسَ بمبادئ العلم قبل نهاياته، وبأصوله قبل فروعه، ويدعوهم إلى العمل بفعله قبل قوله.
غاية الأنبياء جميعِهم تبليغُ رسالات ربِّهم، فمَن كان على نهجهم فهو الداعيةُ الحقُّ.
ضلَّ أقوامٌ غلَوا في رسول الله ﷺ فجعلوا له بعضَ حقوق الله عزَّ وجل، هلَّا استجابوا لأمره: «لا تُطروني كما أطرَت النصارى عيسى ابنَ مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبدُ الله ورسوله».
أعظم آثار العلم تحقيقُ التوحيد، وتعميقُ مفاهيمه في حياة الداعية إليه وحياة الناس.
سورة: آل عمران - آية: 79  - جزء: 3 - صفحة: 60
﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81]
ليس بعد شريعة نبيِّنا ﷺ شريعةٌ تُتَّبع، فإن شريعتَه ناسخةٌ لجميع الشرائع، ودينه خاتمُ الأديان إلى يوم القيامة.
مَن انتسب إلى نبيٍّ من الأنبياء وهو يكذِّب بشريعة خاتم الأنبياء فإنه كاذبٌ في دعواه، متَّبع لهواه، والأنبياء كافَّةً بَراءٌ من ضلاله.
رتبة نبيِّنا ﷺ أعلى الرُّتَب، فهو أجلُّ البشر قدرًا، وأفضل أنبياء الله منزلة، ودينُه خير الأديان، وشريعتُه خاتمة الشرائع.
ما أعظمَها من مكانةٍ لنبيِّنا ﷺ ؛ أن يأخذَ الله العهدَ المؤكَّد على كلِّ نبيٍّ أن يؤمنَ به وينصرَه، ويأخذَ كلُّ نبيٍّ العهدَ على أمَّته بذلك، ويشهدَ عليهم به، ويشهدَ الله على الجميع بذلك!
سورة: آل عمران - آية: 81  - جزء: 3 - صفحة: 60
﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ جَآءُو بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُنِيرِ ﴾ [آل عمران: 184]
أيها الداعيةُ الصادق، لا يَحزُنك تكذيبُ الناس لك؛ فلقد كُذِّب رسلُ الله وهم مرسلون بآياته، مؤيَّدون بمعجزاته، فلك فيهم أسوةٌ وعزاء.
تكذيب دعاة الحقِّ وردُّ مقالهم وتسفيه رسالتهم، هو دأبُ أهل الباطل في كلِّ زمان، فلا غرابةَ فيما جَدَّ؛ فإن الآخِر سار على درب الأوَّل.
أكثر أهل الباطل لا يردُّون الحقَّ بسبب ضعفٍ في حُجَّته، أو التباسٍ في فهمه، لكنَّه خبثُ النفوس واستكبارها، وخوفُها أن تفقدَ شهواتها ومصالحَ دنياها.
سورة: آل عمران - آية: 184  - جزء: 4 - صفحة: 74
﴿أَمۡ يَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۖ فَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ ءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَءَاتَيۡنَٰهُم مُّلۡكًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 54]
علامَ يحسُد المرء غيرَه على نعمةٍ لم يكن له فيها يدٌ، وهو يعلم أنه ما حازها إلا بفضلٍ من الله وحدَه؟!
سورة: النساء - آية: 54  - جزء: 5 - صفحة: 87
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]
لا عجبَ أن يُؤمَر المؤمنُ بالإيمان والحرص على زيادته والثبات عليه؛ حتى يزدادَ به طُمَأنينةً ويقينًا، وإن في الأمر به لتذكيرًا بالخوف عليه؛ ففي ظلام الفتن قد تخبو بعضُ أنوار الإيمان.
ألا ترى كيف يأمر الله بالإيمان بجميع الرسُل والكتب المنزلة عليهم، وكثيرٌ من اليهود والنصارى بعد مبعث رسولنا محمَّد ﷺ كذَّبوا به؟! ذلك أن الحقَّ لا تُمليه ردودُ الأفعال.
ما أضلَّ من كفر بخالقه، وبالملائكة الذين أُمرَ بالإيمان بهم، وبالكتب التي نزلت لهدايته، وبالرسُل التي جاءت لإرشاده، وباليوم الآخر الذي فيه حسابُ عمله!
سورة: النساء - آية: 136  - جزء: 5 - صفحة: 100
﴿وَقَدۡ نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 140]
الإيمان بآيات الله يوجب هجرَ كلِّ مجلس يُستخفُّ فيه بها، ويَحتِمُ الإنكارَ على مَن فيه.
احذرِ البسمةَ إذا كان باعثَها الاستهزاءُ بآية أو شريعة؛ فإنها كفيلةٌ بالإخراج من الملَّة.
إذا سمع المسلمُ الاستهزاءَ بدين الله في مجلسٍ ما، فعليه أن يدافعَ عن حُرمة دينه، أو يغادرَ المجلسَ غيرَ آسف.
اصطَفِ جليسَك الذي تحبُّ أن يكونَ معك في الآخرة؛ فالمرءُ مع مَن أحبَّ، والمنافقون أحبُّوا الكافرين ووالَوهم في الدنيا فجمعَهم الله في مصيرٍ واحد في الآخرة.
سورة: النساء - آية: 140  - جزء: 5 - صفحة: 100
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ ﴾ [المائدة: 15]
تخلِّي الإنسان عمَّا يأمر به لقبُه الحسَن أو وصفُه الجميل وصمةٌ تَشِينُه؛ فأهل الكتاب ما كان أحراهم بالعمل به، ومراعاةِ أحكامه، والقيام بما فيه حقَّ القيام! لا ينقطع وهَجُ دين الله جلَّ جلاله، ولا أنوارُ بيانه، فإن أظلمَت غفلةُ العباد ومعاصيهم بعضَ آفاقه قيَّض اللهُ للناس مَن يعيد إلى تلك الآفاقِ ضياءها وسَناءها.
كتمان الحقِّ صفةُ ذمٍّ في أهل الكتاب، فمَن كتم العلمَ من العلماء عمَّن يستحقُّه ففيه شَبهٌ باليهود والنصارى، وقد أُمرنا بمخالفتهما.
إبداء ضلالاتِ الكافرين والمنافقين وإعلانُها ينبغي أن تُراعى فيه الحكمةُ والتبصُّر في المآلات، فإن أغنى القليلُ عن الكثير فقد تمَّ به البيان.
نور الهداية بالقرآن وبإرسال خاتَم الرسُل فضلٌ من الله تعالى، فما أعظمَه من نورٍ عمَّ الثقَلَين، وملأ الخافقَين! نور القرآن نورٌ خالد لا يحتجب، وضياءٌ ساطع لا يأفُل، فكم أنار اللهُ به من بصائرَ فمازَت به طريقَ الحقِّ من طريق الباطل!
سورة: المائدة - آية: 15  - جزء: 6 - صفحة: 110
﴿وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [المائدة: 43]
إذا كان الإيمانُ بالله تعالى يعني قَبولَ شريعته، والاحتكامَ إليها، فما موقعُ الذين يتولَّون عنها من الإيمان؟
سورة: المائدة - آية: 43  - جزء: 6 - صفحة: 115
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]
كم معانٍ للحقِّ تتجلّى في هذا الكتاب الكريم! ولا غَروَ؛ فإنه منزَّل من عند الله الحقِّ العظيم، فالحقُّ يُشرق في عقائده وأحكامه، وأخباره ومواعظه.
إذا كان القرآنُ الكريم مهيمنًا على الكتب السابقة وهي كتب الله، فكيف لا يكون مهيمنًا على آراء الأنام، وتصوُّراتِ الأفهام، وأقلام الكتاب، ونتائج الألباب؟! تحكيم الشريعة لا يقوم على إرضاء الأهواء، وتجميع مختلِفي الآراء، وإنما يقوم على القضاء بالحقِّ، رضيَ مَن رضي، وسَخِط مَن سخِط.
لمَّا قامت طرائقُ المُعرضين عن الشرع على الضَّلال الموافقِ للشهَوات سماها الله أهواءً؛ لصُدورها عنها.
إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ قد نُهيَ عن اتِّباع أهواء الناس وهو المؤيَّد من ربِّه، البريءُ من أهواء نفسه، فما بالك بغيره ممَّن ينازعُه الهوى ويغالبه، وتحاصرُه الشهواتُ وتحاربه؟ ما من طريقٍ ثالث لصاحب الحقِّ مع المخالف.
إما أن يسلكَ معه جادَّتَه، وإما أن يذَرَه ومنهاجَه.
سُنة من الابتلاء ماضيةٌ، وطريقةٌ في الحياة باقية، أن الناسَ لا يزالون مختلفين، وعلى الحقِّ متنازعين، فجمعُهم كلِّهم على نهج واحد محاولةٌ عقيمة لا تكون، وغايةٌ بعيدةٌ لا تُدرَك.
في طريق الخيرات لا تستعمل كوابحَ الوقوف، ولا تُبطِئ إن رأيتَ كثرة الواقفين، ولكن استَبِق وسارع، واغتنم ونافس.
بيَّن الله للناس في الدنيا ما فيه يختلفون، بإرسال المرسَلين، وإظهار أدلَّة الحقِّ المبين، ومع ذلك قد يَخفى المحقُّ من المُبطل، لكنَّه في الآخرة إذا جازاهم امتاز أهلُ الحقِّ من أهل الباطل.
سورة: المائدة - آية: 48  - جزء: 6 - صفحة: 116
﴿إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَۖ وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ بِإِذۡنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِيۖ وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ كَفَفۡتُ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَنكَ إِذۡ جِئۡتَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ﴾ [المائدة: 110]
إذا ما أنعمَ اللهُ على والدَيك بنعمةٍ فاشكرها؛ فإنها من نِعَمِ الله عليك، وليكن شكرُك قولًا وفعلًا واعتقادًا.
نعمةُ الله على العبد قد تكون بالأصالة، وقد تكون بالتَّبَع، فما أنعمَ الله على أحدٍ نعمةً يصلك من تلك النعمة شيءٌ فهي نعمةٌ عليك بالتَّبع تستحقُّ الشكر أيضًا.
إذا رضيَ اللهُ تعالى عن العبد أنعمَ عليه بالتأييد والحماية، ومدَّ إليه يدَ الإكرام والرعاية.
الدعـوة إلى الله وهدايـةُ الخلـق إليه من أعظم النِّعَم على العبد، فمَن كان داعيةً في صغره وكبره فقد نال من هذه النعمة حظًّا وافرًا.
يا مَن امتنَّ الله عليه بالعلم بدينه، قد خصَّك سبحانه بشيءٍ ممَّا جادَ به على أنبيائه، فاشكره على هذه النعمة، سائلًا إيَّاه أن يزيدك علمًا وينفعك بما علَّمك.
إذا ما أتقنتَ صناعةً أو فنًّا نافعًا فاشكرِ الله سبحانه عليه بتسخيره في خدمة الحقِّ.
لكلِّ قومٍ لغةٌ من البراهين يقتنعون بها، والحكيمُ مَن اختار أقربَ البراهين إلى قلوبِ المخاطَبين.
ليـتَ الغُـلاةَ في عيسـى عليـه السـلام يدركون أن معجزاتِه ما كان لها أن تكونَ لولا إذنُ الله جلَّ جلاله، أفبعدَ هذا يكون إلهًا يعبدونه، أو ربًّا يخضعون له؟! كفُّ شـرِّ الأعـداء من أعظـم النَّعماء، وتسلُّطُهم على الإنسان من غير حمايةٍ من الله من أعظم البلاء.
سورة: المائدة - آية: 110  - جزء: 7 - صفحة: 126
﴿ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمُۘ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 20]
إن المعرفةَ وحدَها مهما بلغت لا تكفُل ربحًا، ولا تمنعُ من أعظم خسارة.
الجهلُ بالحقِّ مصيبة، وأعظمُ مصيبةً منه ردُّ الحقِّ مع العلم بأنه الحقُّ.
الرابح أنت أيها المؤمن؛ فحسبُك أنك تخرُج من الدنيا بشهادة التوحيد، فتربحُ نفسَك، وتسلَمُ من الخسارة والإخفاق.
سورة: الأنعام - آية: 20  - جزء: 7 - صفحة: 130
﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ تَجۡعَلُونَهُۥ قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا وَتُخۡفُونَ كَثِيرٗاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا لَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ ثُمَّ ذَرۡهُمۡ فِي خَوۡضِهِمۡ يَلۡعَبُونَ ﴾ [الأنعام: 91]
مَن جحدَ رسالاتِ اللهِ فما عرَف ربَّه حقَّ معرفته، ولا عظَّمه حقَّ تعظيمه، ولا نزَّهَه عمَّا لا يليقُ به.
كلُّ آيـةٍ تؤمـن بها وتعمـل بما فيهـا فهي تعظيمٌ منك لربِّك، وعلامةٌ على قَدر الله تعالى في قلبِك.
الجهل قد يبلُغ بصاحبِه إلى إنكار الحقائق، والكذبِ على الخالق، فيُغضِبُ عليه ربَّه، ويُضحِكُ عليه أبناءَ جنسِه.
القرآن مصدرٌ عظيمٌ في الردِّ على شبُهاتِ المبطِلين، ومعرفةِ أساليب مناظرةِ الضالِّين الملحِدين.
إذا غلبَ الهـوى العقـلَ وغلبَـت الشهوة القلبَ قادا إلى جحود الحقِّ وردِّه، وتحريفِه والعبَثِ بمعانيه.
سورة: الأنعام - آية: 91  - جزء: 7 - صفحة: 139
﴿أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمٗا وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ مُفَصَّلٗاۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ ﴾ [الأنعام: 114]
ليس لأحدٍ مهما بلغَ عقلُه وأُحكِم رأيُه أن يتعدَّى حُكمَ الله ويتجاوزَه؛ لأنه لا حَكَمَ أعدلُ منه.
لم يدَع الله أمورَ الدين من المسائل الغامضات، ولم يُحوِج عبادَه إلى غير الوحي ليحكِّموه فيما يَعرضُ لهم من مشكلات.
ليس في الكتب كتابٌ مبيَّن ككتاب الله تعالى، ثم يأتي مَن يزعمُ أن له تأويلاتٍ باطنةً تخالف ظاهرَه، ومعانيَ غائبةً عن الأذهان، لا يدركها عقلُ إنسان! عَييَ المشركون عن حُجَّةٍ دامغةٍ يواجهون بها صدقَ القرآن، ولو كان لهم من ذلك شيءٌ لأظهروه، لكنَّ سكوتَهم وإقرارَ المستجيبين، من أوضحِ البراهين على صحَّةِ القرآن المبين.
سورة: الأنعام - آية: 114  - جزء: 8 - صفحة: 142
﴿ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 154]
وصايا اللهِ عهودُه إلى خَلقه، ومواثيقُه إلى عباده، آتانا منها كما آتى مَن قبلنا، فما أعظمَها من عطايا، وما أحوجَنا للعمل بتلك الوصايا.
إنزال الكتب من أعظم نعَمِ الله على الأمم، ففيها تمامُ هدايةِ الأنام، وتفاصيلُ الأحكام، ومعرفةُ الحلال من الحرام.
في التوراة المُنزَلةِ من عند الله مواعظُ وهدايات، وأحكامٌ وبيِّنات، أنعمَ اللهُ بها على بني إسرائيل، وأتمَّ بها النعمةَ عليهم؛ ولمَّا كانت كذلك ذُكرت كثيرًا في القرآن الكريم.
سورة: الأنعام - آية: 154  - جزء: 8 - صفحة: 149
﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكّٖ مِّمَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ فَسۡـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ لَقَدۡ جَآءَكَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ ﴾ [يونس: 94]
يا مَن خالجته في الدين شُبهةٌ، بادر إلى أهل العلم، يصِفون لك من كتاب الله ما يَشفي الصدور، ويُنير العقول.
في كتاب اللهِ من دلائل التوحيدِ والنبوَّة ما يزيد اليقينَ قوَّة، والنفسَ طُمَأنينة، والصدرَ سكونًا.
سورة: يونس - آية: 94  - جزء: 11 - صفحة: 219
﴿أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتۡلُوهُ شَاهِدٞ مِّنۡهُ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةًۚ أُوْلَٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةٖ مِّنۡهُۚ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [هود: 17]
لا يستوي مَن تواردت عليه شواهدُ الإيمان، وقامت لديه أدلَّةُ اليقين والاطمئنان، مع غارقٍ في الظلمات، أسيرٍ في قبضة الجهالات.
إنما يكونُ الإيمانُ بالقرآن إيمانَ معرفة وإذعان، وعلى علمٍ بما فيه من الهدى والفرقان.
مَن كان على بيِّنة من ربِّه كانت جوارحُه وقفًا على الطاعات والمُوافَقات، ولسانُه ناطقًا بالذكر والثناء، ونشرِ الآلاء والنعماء.
لا يكفرُ بالقرآن الكريمِ أحدٌ إلى قيام الساعة إلا دخلَ النار.
كيف يرتابُ عبدٌ في كتاب الله تعالى وقد نهاه مولاه ومربِّيه ومدبِّرُ أموره عن الشكِّ فيه، وأكَّدَ له أنه الحق؟! حين كانت الأفهامُ عقيمة، والمقاصدُ غيرَ مستقيمة لدى المكذِّبين، كفروا بالقرآن، ولو حسُنت مقاصدُهم، وصفَت أفهامُهم لآمنوا؛ لأنهم يرَون فيه ما يدعوهم إلى الإيمان به.
سورة: هود - آية: 17  - جزء: 12 - صفحة: 223
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ ﴾ [هود: 110]
إن كان اليهودُ قد اختلفوا في الكتاب الذي نزل على نبيِّهم عليه السلام، فكيف سيكون حالُهم مع القرآن؟
سورة: هود - آية: 110  - جزء: 12 - صفحة: 234
﴿وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ ﴾ [الحجر: 4]
ليَحذَر الكافرون من إمهال الله لهم؛ فإن لهم عند الله قدَرًا معلومًا، ولا يستبطئوا ذلك؛ فإن له أجلًا موقوتًا.
سورة: الحجر - آية: 4  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿وَءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 2]
شريعة موسى وشريعة محمَّد عليهما الصلاة والسلام أكملُ الشرائع، وكتاباهما أفضلُ الكتب، وأتباعهما أكثرُ المؤمنين؛ ولهذا يقرِن الله بينهما كثيرًا.
وسيلة الهدى لا تصل إلى هداية المدعوِّ إلا بجعلِ الله ذلك فيها، فالهدايةُ هداية الله.
لمَّا اشتملت التوراة قبل تحريفها على تحقيق التوحيد، بأن لا يتوكَّل العبدُ إلا على الله تعالى، ولا يعوِّل إلا عليه؛ كانت هدًى ونورًا.
سورة: الإسراء - آية: 2  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا ﴾ [الإسراء: 4]
صدَّق التاريخ ما أنزله اللهُ على نبيِّه موسى عليه السلام، ولن يكذِّبَ أحدٌ ما أنزله الله على رسُله إلا أهلكه، مهما طال إمهالُه.
الفساد والاستعلاء يقترن ذكرُهما كثيرًا في القرآن؛ لأنه كثيرًا ما يقترنان في الواقع فينتجان مُرَّ الثمار .
إن في مصارع الأمم وفُشُوِّ الفساد فيها، ما يجعل للعاقل فيها معتبَرا، وعن سلوك طريق الفساد مُزدَجَرا.
من سنَّة الله في خلقه أن عاقبة الفساد والعصيان، العقوبةُ والخسران، فمَن رام سعادةَ الدارَين فعليه بالصلاح والاتِّباع.
سورة: الإسراء - آية: 4  - جزء: 15 - صفحة: 282
﴿يَٰيَحۡيَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَٰبَ بِقُوَّةٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِيّٗا ﴾ [مريم: 12]
إن عِظمَ النعمة يورث عِظم المُهمَّة، فيحيى الذي عظُمت نعمة الله عليه ناداه الله ليحمل العبء، وينهض بالأمانة في قوة وعزم.
من نعمة الله على المرء أن يُرزق حسنَ الفهم وجَودة الرأي في صغره، فيكون ذلك ديدنَه في كبره، فمَن شبَّ على شيء شاب عليه.
سورة: مريم - آية: 12  - جزء: 16 - صفحة: 306
﴿قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا ﴾ [مريم: 30]
لما جاءت مريمُ بأمر غير معتاد في الخلق، دفع الله عنها بسبب غير معتاد فيهم كذلك، فتكلم ببراءتها رضيعها عليه السلام وهو في مهده.
قال مقاتل: (أقرَّ عيسى عليه السلام على نفسه بالعبودية لله عزَّ وجل أولَ ما تكلم لئلا يُتخذ إلهًا).
لم يصرِّح عيسى ببراءة أمِّه، بل أشار إلى ذلك بالتلميح الذي يكون أبلغَ من التصريح؛ حين تحدَّث عن النبوَّة، وفي ذلك تمهيدٌ للدعوة، ودفع للتهمة؛ إذ لا يكون نبيًّا مَن كانت أمُّه بغيًّا.
سورة: مريم - آية: 30  - جزء: 16 - صفحة: 307
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ﴾ [الحج: 8]
أيبقى في الله تعالى مَن يجادل، وقد حُشدت أمامَه كلُّ تلك البراهين والدلائل؟ مهما أسبغ المجادلون في وجود الله تعالى على باطلهم من العناوين المعرفيَّة، وكسَوها بالألفاظ العلميَّة، ستبقى من الهدى والعلم خالية، ومن نور الوحي عارية.
سورة: الحج - آية: 8  - جزء: 17 - صفحة: 333
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ لَعَلَّهُمۡ يَهۡتَدُونَ ﴾ [المؤمنون: 49]
قرَّب الله تعالى إلى فرعون وقومه سبيلَ الهداية، وعيَّن لهم الجادة المُوصِلة إليها، فهل يرجون هداية إلى الله بغير ما يسَّر لهم؟!
سورة: المؤمنون - آية: 49  - جزء: 18 - صفحة: 345
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلۡنَا مَعَهُۥٓ أَخَاهُ هَٰرُونَ وَزِيرٗا ﴾ [الفرقان: 35]
يُطمئن الله قلبَ النبيِّ محمَّد ويسلِّيه ممَّا يجده من المَشاقِّ في الدعوة بما لقيه موسى منها، حتى لقد أعانه الله تعالى بأخيه هارون؛ لتسهيل مهمَّته والتخفيف من معاناته.
سورة: الفرقان - آية: 35  - جزء: 19 - صفحة: 363
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ ٱلۡأُولَىٰ بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 43]
إهلاك القرون واندراسُ الأمم يطمِس معالمَ الشرائع، فما أحوجَ الناسَ بعد ذلك إلى كتاب منير وداعٍ بصير! كلام الله تعالى به يستبصر المؤمنون، ويهتدي المستهدون، ويُرحم المتَّبِعون المستمسِكون.
إن من رحمة الله بعباده أن أنزل على رسُله كتبه ليبلِّغوها لهم حتى يتذكروا ويتَّعظوا بما فيها فيَسلَموا من غضب الله وعذابه، فما أحرى هذه النعمةَ بالشكر! مَن رام التذكر والاعتبار فليُقبل على تدبر كلام الله، ولئن كان كتاب موسى بتلك المثابة، فالقرآن أجل وأبلغ في ذلك المقصود.
سورة: القصص - آية: 43  - جزء: 20 - صفحة: 390
﴿وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَ وَءَاتَيۡنَٰهُ أَجۡرَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾ [العنكبوت: 27]
عوَّض الله إبراهيم عليه السلام عن أبيه ووطنه ذرِّيةً تمضي فيها رسالةُ الله إلى أن يرثَ الله الأرض ومَن عليها، فأكرم به من عِوض!
سورة: العنكبوت - آية: 27  - جزء: 20 - صفحة: 399
﴿أَلَمۡ تَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَسۡبَغَ عَلَيۡكُمۡ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةٗ وَبَاطِنَةٗۗ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ﴾ [لقمان: 20]
هلَّا استشعرتَ نعم الله عليك ظاهرَها وباطنها في دينك ودنياك، فشكرت للمنعم جلَّ وعلا، واستعنت بنعمه في طاعاته، ولم تصرفها في معاصيه.
ما أسوأَ حال مَن يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له، بغير حجَّة ولا بيان، ولا كتاب مبين يبيِّن حقيقةَ دعواه!
سورة: لقمان - آية: 20  - جزء: 21 - صفحة: 413
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَلَا تَكُن فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآئِهِۦۖ وَجَعَلۡنَٰهُ هُدٗى لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ﴾ [السجدة: 23]
ما أنزل الله على رسُله من الكتب ففيه الهدايةُ للناس، فكما كانت التوراة هدى لبني إسرائيلَ فإن القرآن هدًى لأمَّة محمَّد عليه الصلاة والسلام.
ما أخبر الله تعالى به أنه سيكون فهو حقٌّ لا يقبل الشكَّ والامتراء، فآمِن بما أخبر الله ولا تتَّخذ سبيل الجاهلين الممترين.
سورة: السجدة - آية: 23  - جزء: 21 - صفحة: 417
﴿وَءَاتَيۡنَٰهُمَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلۡمُسۡتَبِينَ ﴾ [الصافات: 117]
الهُدى إلى الصِّراط المستقيم يتناول: التعريف بما جاء به الرسول مفصَّلًا، والتعريف بما يدخل في أوامره، وإلهامَ العمل بعلمه؛ فإن مجرَّد العلم بالحقِّ لا يحصُل به الاهتداء دون عمل.
سورة: الصافات - آية: 117  - جزء: 23 - صفحة: 450
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡهُدَىٰ وَأَوۡرَثۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ ﴾ [غافر: 53]
ما من أمَّة استمسكت بهُدى الله، وجعلت كتابَ ربِّها دستورًا لحياتها، إلا أيَّدها الله بالنصر والظهور والتمكين.
توريث العلم النافع نعمةٌ عظيمة يمتنُّ الله بها على عباده الصالحين، الذين جعلوا أهواءهم من وراء عقولهم، فاهتدَوا بالكتاب، وأنعِم به من هُدًى!
سورة: غافر - آية: 53  - جزء: 24 - صفحة: 473
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ ﴾ [فصلت: 45]
لم يزل أهلُ الضلال مختلفين في شرع الله، مضطربين بشأنه، ولم يزل الله يُحصي أعمالهم وأقوالهم حتى يقضيَ فيهم بالحقِّ وهو أحكم الحاكمين.
ما أحلمَ الله! وما أشدَّ التقصيرَ في حقِّه العظيم! فلو شاء لأهلك المفسدين بذنوبهم في الحال، ولكنَّه يؤخِّرهم رجاءَ أن يتوبوا.
سورة: فصلت - آية: 45  - جزء: 24 - صفحة: 481
﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الجاثية: 16]
نعمة الدِّين أعظمُ من نعمة الدنيا، فإن اجتمعا فذلك فضلٌ كبير، وخيرٌ مضاف إلى خير.
سورة: الجاثية - آية: 16  - جزء: 25 - صفحة: 500
﴿وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةٗۚ وَهَٰذَا كِتَٰبٞ مُّصَدِّقٞ لِّسَانًا عَرَبِيّٗا لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ [الأحقاف: 12]
يتنزَّل القرآنُ رحمةً بالناس وإرشادًا لهم إلى الخير، وأخذًا بأيديهم إلى ما فيه صلاحُ دينهم ودنياهم، فما أعظمَه من نعمة! شرَّف الله عزَّ وجلَّ أمَّة العرب أن أنزل القرآنَ بلسانها، فاعتنى بها اعتناءً خاصًّا، وقدَّمها على غيرها من الأمم، فعليها أن تعرِفَ قَدْر هذا الشرف بتدبُّر هذا الكتاب والعمل به.
سورة: الأحقاف - آية: 12  - جزء: 26 - صفحة: 503
﴿۞ أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16]
عن ابن عمرَ رضي الله عنه أنه كان إذا تلا هذه الآيةَ ﴿ألم يَأنِ للَّذينَ آمنُوا أن تخشعَ قُلوبُهُم لذِكر الله﴾ قال: (بلى يا رب، بلى يا رب).
إنَّ الله يحبُّ من عباده المسارعةَ إلى الطاعات في أكمل وجوهها، فهيَّجَ قلوبَهُم إليها، ورفع من هممهِم، وشحَذَ من عزائمهِم؛ ليرتقيَ بهم من مقام الإيمان، إلى مقام الإحسان.
إن رُمتَ أيها المسلمُ خشوعَ القلب ورقَّةَ الحاشية، فاعلم أنْ ليس كتدبُّر القرآن سبيلٌ لذلك، فاحرِص عليه.
أشدُّ الناس عِنادًا وتماديًا في الباطل، وأبعدُهم عن التوبة والفَيء إلى الصواب، أطولُهم مُكثًا على الخطأ وغفلةً عن الحقِّ.
تعهَّد أيها المؤمن دومًا نيَّتَك، وجدِّد العهدَ باستحضار أهدافك، فإنَّ بُعدَ الطريق وتطاولَ الزمن كفيلان بحَرفك عن مسارك.
عندما تتمادى الآمالُ تقسو القلوب، فاقطع الأملَ بتذكُّر الموت هاذم اللذَّات، حتى يرقَّ قلبُك للحقِّ ويَلينَ له.
قسوةُ القلب داءٌ عَياءٌ تبدأ منه كلُّ الشرور، وهي تنشأ من طول الغفلة باتِّباع الشهَوات، ولا دواءَ لها إلا دوام ذِكر فاطر البريَّات.
سورة: الحديد - آية: 16  - جزء: 27 - صفحة: 539
﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحٗا وَإِبۡرَٰهِيمَ وَجَعَلۡنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلۡكِتَٰبَۖ فَمِنۡهُم مُّهۡتَدٖۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾ [الحديد: 26]
قال الفُضَيل بن عِياض رحمه الله: (اسلُك طريق الحقِّ، ولا يغرَّكَ قلَّةُ السالكين، وإياكَ وطرُقَ الباطل، ولا يغرَّكَ كثرةُ الهالكين).
مهما اكتظَّت أسرتُك بالخيِّرين الصالحين، فإنَّ ذلك ليس ضمانًا لهدايتك وصلاحك، فاسلُك طرُقَ الهداية، وسَل ربَّك الاستقامةَ والثبات.
المهتدون على مرِّ القرون قلَّة، فاحرِص أن تكونَ منهم، ولا تغترَّ بكثرة المفرِّطين.
صلاحُكَ في نفسك ليس عاصمًا لذرِّيتك من بعدك، فأكثر من الدعاء: ﴿وأَصلِحْ لي في ذُرِّيَّتي، إنِّي تُبتُ إليكَ وإنِّي منَ المُسلِمين﴾ .
سورة: الحديد - آية: 26  - جزء: 27 - صفحة: 541
﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [الجمعة: 2]
امتنَّ الله سبحانه على العرب أن علَّمهم بعد الجهل، وهداهم بعد الضَّلالة، ويا لها من منَّة عظيمة فاقت المِنَن، وجلَّت أن يقدرَ العبادُ لها على ثمَن.
المنهج السَّديد في صناعة الجيل المسلم يبدأ بمعرفة الوحي وتبصير العقل، ثم بالتربية والتزكية، حتى تتهيَّأَ العقولُ والنفوس لتلقِّي العلم بالكتاب والسنَّة.
رسالة النبيِّ ﷺ جاءت لتحرير العقول من قيود العقائد الفاسدة والأفكار الباطلة، وتهذيب النفوس وتطهيرها من أدران المعاصي والآثام.
مهمَّة الدعاة تربيةُ الناس علمًا وعملًا بالكتاب والسنَّة، بتحريك العقل وإثارة الوِجدان.
حرَّر القرآن أرواحَ هذه الأمَّة من العبودية للأوثان، وحرَّر عقولَهم من الخضوع لجبَروت الخرافة والأوهام، وطهَّرهم من رذائل الجاهليَّة وقبائحها كلِّها.
سورة: الجمعة - آية: 2  - جزء: 28 - صفحة: 553


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


جزاء الكافرين شهادة الأعضاء والجوارح مراحل العمر شخصية الرسول الغاشية الملك الحق الموت قضاء محتوم نقض العد والميثاق الله صادق الندم والحسرة


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, December 3, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب